ترجمات عبرية

هآرتس: تخيلوا فتيان تلال يهاجمون يهود في لندن

هآرتس – عميره هاس – 22/10/2025 تخيلوا فتيان تلال يهاجمون يهود في لندن

تخيلوا أنه في كل يوم مجموعة تتكون من 10 – 20 شخص، يرتدون الكوفيات ويحملون قضبان حديدية أو عصي في أيديهم، يهددون اليهود في لندن وينكلون بهم ويضايقونهم. تخيلوا انهم يدخلون وهم يغنون الى مكاتب المحامين اليهود ويتسببون في هرب الزبائن، واحيانا يحطمون الاثاث باستمتاع ظاهر.

تخيلوا أنهم يضربون وهم يضحكون بائع في محل ملابس باسم “ليفي وكوهين”. وفي محل آخر يضربون زبون يضع باروكة مع اكمام طويلة. بعضهم سيكتفون بمنع دخول الطلاب الى مدرسة يظهر على شعارها نجمة داود، أو احراق سيارة احد المعلمين، أو السيطرة على حدائق بيوت لليهود. احيانا يقومون بسرقة هاتف ذكي من صاحبه. بشكل عام هم يضحكون ويبتسمون للكاميرات. قاصرون، يرتدون الكوفيات، يستهزئون بنساء عجائز يرتدين القبعة التقليدية، ويصرخون عليهن: لا تلمسيني، يجب عليك ترك الحي، أنت هنا فقط بشكل مؤقت. ايضا هم يقومون برمي كما يشاؤون الاغراض التي توجد في محل للمأكولات الشهية. هكذا، يستمر هذا الامر يوم تلو يوم، شهر تلو شهر وسنة تلو سنة.

هل هناك تنظيم يهودي لم يكن ليهب ويطالب باقالة قادة الشرطة وتقديمهم للمحاكمة بسبب العجز؟ هل توجد وسيلة اعلام كانت ستتجاهل أو تكتفي بالابلاغ فقط عندما يهاجم شخص يرتدي الكوفية ويحمل مسدس، ويقتل أو يصيب يهودي يرتدي القبعة المنسوجة؟ كم مرة كانت ستتكرر كلمة “لاسامية”. ما لا يحدث وما لم يكن ليمر مرور الكرام في نيويورك وفي لندن، يحدث ويحدث عندنا. فقط المتحرشون هم يهود، الذين ملابسهم هي التي تعرفهم كمتدينين يخشون الله، وفريستهم اليومية هي من الفلسطينيين. والرد هو تعاطف مؤسس، عسكري ودافيء، وبخل كبير في الابلاغ عن ذلك.

موسم قطف الزيتون هو مناسبة خاصة للاحتفال باظهار التفوق غير المقيد، وفي مأمن من العقاب – كما ظهر في مقال متان غولان في “هآرتس” أمس، ويثبت ذلك مقاطع الفيديو والشهادات المباشرة. في الاسبوع، من 7 الى 13 تشرين الاول، سجلت الامم المتحدة 71 هجوم في الضفة الغربية، نصفها تقريبا في 27 قرية، كانت متعلقة بموسم قطف الزيتون، ورافقها الحاق اضرار مباشرة بالاشجار وسرقة المحاصيل والمس بالمزارعين الذين يقطفون الزيتون. وقد اصيب خلالها 99 شخص وقتل شخص واحد بالنار الاسرائيلية في قرية دير جرير وتم تهجير عائلة من بيتها. هذه الاحصائيات لا تشمل مجرد المضايقة والتنمر والترهيب. 

لماذا عندنا العنف المتسلسل، الذي لا ينتهي بالضرورة بالدم، هو “اخبار لا تستحق الطباعة” أو البث؟ لانه عندما يتحول أي شيء الى طبيعي ودارج لا ينزعجون منه. بعنفهم المكشوف والمباشر فان المعتدين والمتحرشين المتسلسلين يحققون ما حققته السلطات الرسمية، الجيش، الصندوق القومي لاسرائيل، الهستدروت، مؤسسات حماية الطبيعة وابحاث الآثار، لكن بشكل بطيء جدا: طرد المزيد من الفلسطينيين من الفضاء، لأنه في الاصل تم تخصيصه لهم – نحن يهود البلاد ويهود العالم فقط. 

مثل ان شروق الشمس من الشرق ليس مادة اخبارية، فانهم هكذا ايضا لا يبلغون كل يوم عن عنف روتيني لليهود (جنود أو مدنيين) ضد الفلسطينيين، حيث انهم هم الشعب الزائد. ومعاهد الابحاث المليئة بخريجي الجيش والشباك لا يخطر ببالها فحص هذا العنف واحصاءه واظهار هدفه السامي، المشترك، كعامل رئيسي في تاريخ تدهورنا المؤكد الى هاوية جديدة. 



مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى