ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – يجب أن يكون غانتس شجاع ، وأن يخضع وينضم الى نتنياهو

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 22/3/2020

في ظل ازمة فيروس الكورونا لا يوجد أي شخص يمكنه ادارة الازمة افضل من نتنياهو. ويجب على غانتس أن يتحلى بالشجاعة الكافية ويقوم بالانضمام اليه من اجل التقليل من اضراره، خاصة أنه لا يملك القدرة على تشكيل حكومة بديلة “.

انضمام بني غانتس لحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو ليس كارثيا. عمليا هو الخيار الوحيد الذي بقي، باستثناء استمرار الطريق المسدود الذي سيؤدي الى انتخابات رابعة. في حين أن طبول منتقدي نتنياهو تدق مرة اخرى بضجة كبيرة ضد هذه الخطوة فانه في الواقع فقط انضمام ازرق ابيض الى الحكومة يمكنه أن يوقف الاخطار التي يحذرون منها.

اذا كان هناك وبحق خطر كبير على الديمقراطية ينتظرنا، وحتى ربما يهدد الدولة، كما يقولون هنا، فمن الموصى به أنه بالتأكيد يجب وضع كل شيء جانبا والانضمام للحكومة من اجل تقليل الضرر. المظاهرات، لن توقف نتنياهو. وزير عدل من ازرق ابيض، ربما. حكومة وحدة، دائما هي وصفة سيئة يجب دائما معارضتها، ولكن ليس في هذه المرة في الوقت الذي فيه الموضوع الوحيد الموجود على جدول الاعمال هو فيروس الكورونا، لا يوجد منها مناص. عندما لا يكون هناك خيار، لا يوجد مناص. خضوع وانسحاب وحتى خرق وعود انتخابية، ليست دائما هي الاحتمالات الاسوأ. غانتس يجب أن يكون الآن شجاع بما فيه الكفاية من اجل أن يخضع.

ازرق ابيض يمكنه التمسك بمبدئه الايديولوجي الوحيد، لا لنتنياهو. وهو سيحصل على الهتاف ممن يرتدون القمصان السوداء وممن يلوحون بالاعلام التي هي بنفس اللون. وما الذي سيكون بعد ذلك؟ طريق مسدود أضراره تتراكز. ومن الجدير التذكر: لا يوجد لغانتس أي احتمالية لتشكيل حكومة برئاسته، بذنب ممثلي اليمين في قائمته الذين فضلوا قوميتهم المتطرفة على اسقاط نتنياهو. والثمن هو استمرار حكم نتنياهو.

يمكن ايضا الافتراض بأن مشاعر الجمهور السائدة الآن، تقول إن وقت الخوف ليس هو الوقت المناسب لاستبدال الحكم. وهذا ما يفهمونه ايضا في ازرق ابيض. نتنياهو يظهر مثل من يحسن ادارة الازمة ويصعب معارضة ذلك. وفقط عند تلاشي الغيمة سيكون بالامكان محاكمة سلوكه ازاء الكورونا. في هذه الاثناء  الثقة التي يعطيه اياها جمهور واسع هي ذخر لا بأس به لايام الازمة. النتنيجة هي أن استمرار ولاية نتنياهو الى حين انتهاء الازمة ليس كارثيا.

ايضا التحذيرات من نهاية الديمقراطية وخراب البيت ونهاية العالم، شعارات عمل من يرتدون الاسود، يمكنها الانتظار قليلا. من عاشوا خلال عشرات السنين بسلام مع شباك مستبد في المناطق وديكتاتورية عسكرية في الساحة الخلفية ليس لهم حق اخلاقي حقيقي في الاحتجاج الآن ضد متابعة لمدة اسبوع للمصابين بفيروس معدي. ولكن ايضا كان يجب عليهم تأييد الانضمام لحكومة الدمار في نظرهم: اذا كان الخطر شديد جدا وليس هناك احتمال لاسقاطه، فقط الانضمام اليه يمكنه وقف الكارثة الجارية.

وزراء من ازرق ابيض يمكن أن يشكلوا العائق الوحيد امام المس بمؤسسات النظام. وانقسام ازرق ابيض بسبب الانضمام للحكومة لن يكون كارثة كبرى. فهذه القائمة لم تكن في أي يوم ضمانة حقيقية لأي شيء آخر، مع أو بدون يئير لبيد وموشيه يعلون فيها. ومن طمحوا الى قائمة جنرالات احتياط في اسرائيل كوعد للتغيير والى المزيد من السلام والعدل والمساواة، خدعوا أنفسهم.

الرعب نزل على اسرائيل، ويبدو أنه لن يزول بسرعة. الموضوع الوحيد الذي يشغل في الوقت الحالي الاسرائيليين هو الوباء. الواقع يتغير امام ناظرينا بسرعة كبيرة. وما قمنا به قبل اسبوعين لم يعد ممكنا الآن. وما نفعله الآن سيكون غير ممكن في الغد. والامر الوحيد الثابت الذي بقي في حياتنا هو موشيه بار سمنطوف وبنيامين نتنياهو في المساء في التلفاز. ومشكوك فيه اذا كان الجمهور في اسرائيل يريد الآن رؤية استبدال أي منهما. هل هناك شخص ما يعرف، بحق وبثقة، أن غانتس سيدير هذه الازمة بشكل افضل؟ وهل عندما يقف لبيد في الميدان ويقود الجوقة التي ستنشد “نحن نحب اسرائيل” سيتلاشى خطر الكورونا؟.

هذه اوقات مؤلمة. نتنياهو هو أفضل الموجود الآن. مع التركيز على الموجود الآن. غانتس يجب عليه الانضمام اليه، بالذات من اجل تقليل اضراره. ونحن سنلتقي بعد الوباء وعندها ربما نقوم باستبدال السلطة ويبزغ فجر يوم جديد على اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى