ترجمات عبرية

هآرتس: بعض التشخيصات حول الحرب حتى الآن، وتوصيات للمستقبل

هآرتس 15/10/2024، يئير غولان وتشاك فرايلخبعض التشخيصات حول الحرب حتى الآن، وتوصيات للمستقبل

طريقة الحروب هي التي تقود العمليات التاريخية والتي تصعب ملاحظتها عند حدوثها، لكن من الحيوي تشكيلها قدر الامكان. هاكم بعض التشخيصات المتعلقة بالحرب حتى الآن والتوصيات التي تتعلق بتحركات اسرائيل.

نحن نتفوق عسكريا، “محور المقاومة” في حالة دفاع، مع ذلك اسرائيل توجد في مواجهة متعددة الساحات ويجب عليها بلورة استراتيجية شاملة لـ “اليوم التالي”، في اساسها وضع اهداف سياسية تستغل الانجازات العسكرية لتحسين مكانتها الاقليمية والدولية. في ظل غياب استراتيجية شاملة، بما في ذلك رؤيا سياسية وآلية انهاء، فان اسرائيل قد تغرق في احتلال طويل المدى في غزة وفي لبنان.

حماس هي المسؤولة عن الكارثة الاثقل في تاريخ اسرائيل منذ 1948، وايضا عن الكارثة الفلسطينية. المذبحة ابعدت لسنوات كثيرة احتمالية تحقيق الطموحات الوطنية للفلسطينيين، وحل الدولتين يمكن أن يكون الضحية الرئيسية لـ 7 اكتوبر، الحرب عززت توجهات شعبوية عنيفة، ليس لها رؤيا سياسية بعيدة المدى. ولكن ضم ملايين الفلسطينيين بدون عملية مرتبة من اتخاذ القرارات هو الخطر الوجودي الاكثر خطورة على اسرائيل. هو دمج بين التهديد الخارجي والانقسام الداخلي يهدد تماسك اسرائيل. 

الرد الوحيد المحتمل هو الانفصال المدني، الذي يشمل ترسيم الحدود المستقبلية لاسرائيل. وفي موازاة ذلك الحفاظ على حرية العمل للجيش الاسرائيلي في كل المنطقة. احتمالية اخرى هي اقامة كونفيدرالية بين الاردن والفلسطينيين، حيث معظم الضفة الغربية تكون المركب الفلسطيني في هذه الكونفيدرالية. ستكون حاجة الى فعل ذلك بشكل لا يهدد الاردن، لكن يجب عدم الطلب من اسرائيل تحمل كل المسؤولية عن حل القضية الفلسطينية، في حين أن الاردن ومصر، اللتان كانتا شريكتان في خلقها، معفيتان من ذلك.  

الآن توجد فرصة لمعالجة النووي الايراني من خلال الاتفاق مع الولايات المتحدة والدول الغربية، الذي اساسه فرض عقوبات شديدة ووضع تهديد عسكري شديد على ايران مقابل امتناع اسرائيل عن العمل. بنظرة بعيدة المدى من الافضل وجود جبهة مناهضة لايران بدلا من ضرب محدود للمشروع النووي. اسرائيل لا يمكنها السماح لنفسها بأن تكون وحيدة امام التهديد الايراني، بل فقط كجزء من المنظومة العسكرية الاقليمية ضد ايران برئاسة الولايات المتحدة. 

الحرب كشفت نقاط القوة والضعف في العلاقات مع الولايات المتحدة. فهي ساعدت وحتى دافعت عن اسرائيل بصورة غير مسبوقة، ونشرت قوات عسكرية كبيرة في المنطقة وقدمت مساعدات عسكرية ضخمة وتعاون استراتيجي، التي كان يمكن لاسرائيل فقط أن تحلم بها في السابق، والدعم الدبلوماسي ايضا. ولكن الحرب اثبتت الاعتماد على الولايات المتحدة والحاجة الى العمل في اطار اقليمي. الاكثر خطورة من ذلك هو أن اسرائيل اصبحت موضوع مسمم في الولايات المتحدة، والرئيس الامريكي اضطر حتى الى تأخير المساعدات.

من الضروري التوصل الى انعطافة مع السعودية، وقبل أي شيء آخر الحفاظ على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة. إن رفض اسرائيل لـ “حلم بايدن” (التطبيع بين السعودية واسرائيل مقابل التقدم مع الفلسطينيين وانعطافة في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، بما في ذلك حلف دفاع والاتفاق على نووي مدني سعودي)، عمل على تأخير التطبيع، لكن يبدو أنه لم يفشله. يجب على اسرائيل العودة وتبني مقاربة فوق حزبية تجاه الولايات المتحدة والحفاظ على علاقات ودية مع الحزبين هناك.

فقط تقدم مع الفلسطينيين سيمنع زيادة العزلة ونزع الشرعية عن اسرائيل وحتى فرض عقوبات عليها. القيود على تصدير السلاح لاسرائيل، التي فرضتها بريطانيا والمانيا، والاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل اسبانيا وايرلندا ودول اخرى، يمكن أن يتحول الى طوفان لخطوات مناهضة لاسرائيل، بما في ذلك حظر رسمي للسلاح والتجارة. اسرائيل لا يمكنها التقدم والازدهار في اجواء معادية شاملة. 

ستكون حاجة الى فحص فرضيات اساسية في سياسة الامن في اسرائيل ومركبات اساسية في نظرية الامن الوطني. لقد اصبح من الواضح أنه ستكون حاجة الى جيش وميزانية دفاع اكبر والى مقاربة اكثر هجومية. يجب انشاء قوة برية ضاربة لأن هذا هو ما يحسم الحروب. يجب عدم التنازل عن الامن الجاري، ويجب على الدولة حماية مواطنيها في كل مكان. 

التنازلات التي تبناها بنيامين نتنياهو هي الدليل على خداع النفس وتفضيل المصالح السياسية على المصالح الامنية. ولكن من المهم أن يتم فعل هذه الامور بحذر وحكمة. ويجب عدم تكرار اخطاء صدمة حرب يوم الغفران، وفقدان مرة اخرى عقد كامل في زيادة القوة بسرعة، التي لا يمكن للاقتصاد أن يتحملها، والجيش الاسرائيلي نفسه سيرغب في نهاية المطاف في تقليصها.

القدرة المدهشة على تعافي المجتمع الاسرائيلي بعد 7 اكتوبر والاستعداد لتحمل عبء الاحتياط والمناعة المدنية، هي موارد ثروة وطنية حاسمة تعمل القيادة الحالية على تقويضها. السنة التي بدأت بكارثة وبتقدير “محور المقاومة” الذي يقول إنه يمكنه تحقيق هدف تدمير اسرائيل، انتهت بتوجهات متفائلة بفضل تصميم الجيش الاسرائيلي والمجتمع الاسرائيلي. و”المحور” يوجد الآن في ضائقة وفي حالة دفاع.

 

*يائير غولان، لواء متقاعد، نائب رئيس الاركان سابقا، عضو كنيست، رئيس حزب العمل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى