ترجمات عبرية

هآرتس: بدون ابادة جماعية لا يوجد تطهير عرقي

هآرتس 8/9/2025، عودة بشاراتبدون ابادة جماعية لا يوجد تطهير عرقي

بنيامين نتنياهو قال في الاسبوع الماضي: “أنا استطيع ان افتح لهم (الغزيين) المعبر، لكن سيتم وقفهم على الفور من قبل مصر”. معروف أن مقاربة “انسانية” كانت تقف من وراء تصريح نتنياهو، الذي اضاف: “وزارة الخارجية المصرية تفضل ان تحبس في غزة السكان الذين يريدون مغادرة منطقة القتال خلافا لرغبتهم”. يبدو أن “منطقة القتال” ليست بفعله هو.

هذه هي كل القصة في جملة واحدة. اذا كنت تريد تطهير عرقي فتفضل، لكن قبل ذلك يجب عليك القيام بالابادة الجماعية. الآن لا توجد نكبة بالمجان. في 1948 كان الحظ للبيت الاحمر في تل ابيب، الذي استخدم كمقر رئيسي لقيادة الهاغاناة، وبعد ذلك كل شيء تدحرج بشكل مدهش. الفلسطينيون في حينه لم يعرفوا ماذا تعني نكبة وماذا يعني الترانسفير، وكيف سيعيشون كغرباء وكيف سيتصرفون في دولة شقيقة أحبتهم من بعيد، ولكن من قريب رفضتهم.

هذه كانت المرة الاولى التي جربوا فيها الطرد. لقد بقوا بعد الاتراك والبريطانيين، الذين قاموا بقمعهم، ولكنهم لم يقدروا في أي يوم بأن وجودهم معرض للخطر. هم كانوا فلاحين، زرعوا الخضراوات والقمح وقاموا بتربية الابقاء والاغنام. هم لم يكونوا مقاتلين، على الاكثر كان لهم ما يسمى “الفزعة” – عندما كانت تهاجم قرية كان سكان القرى القريبة يركضون لدعمها. ولكن في نهاية اليوم كانوا يعودون الى حقولهم وبساتينهم.

اضافة الى ذلك ورغم انه لا يوجد أي ادلة على الادعاء الذي يقول بان زعماء الدول العربية الذين كانوا تحت الكولونيالية البريطانية والكولونيالية الفرنسية، قاموا بدعوة الفلسطينيين الى المغادرة الى حين يمر الغضب، وانه تم نشر شائعات كاذبة بهذه الروحية. لذلك، دمج طرد السكان من القرى، الخوف من المعارك والمذابح والشائعات بشان دعوة الزعماء العرب التي اعطت الشرعية للركض نحو الحدود – كل ذلك فعل فعله.

في المقابل، الاكثر اهمية هو ان حدود الدول العربية كانت مفتوحة باتجاه واحد، بالاساس الى لبنان، سوريا والاردن. بعد ذلك من اراد ان يعود بعد ان هدأت النيرات طرد على الفور، وعلى الاغلب دفع حياته ثمنا لذلك. اليوم آلة الحظ في ذروة الغدر، وبالتحديد في الوقت الذي فيه التيار القومي المتطرف – المسيحاني، ذهبت بعيدا. حيث ان العصا السحرية لا تصيب الا مرة واحدة، والوضع سيء. الفلسطينيون غير متحمسين للهرب من رعب الضربات الاسرائيلية القاتلة، ايضا بسبب التجربة الصعبة التي مروا فيها مع اخوتهم العرب. في نهاية المطاف كان الضحايا الاوائل في الحرب الاهلية في لبنان في نيسان 1975 هم عشرات ركاب حافلة فلسطينية في بيروت.

في المقابل، الدول العربية في المحيط قامت باغلاق الحدود. تكفيها موجة لاجئين واحدة، التي هزت النسيج الاجتماعي – الطائفي فيها. الآن الحدود مغلقة واسرائيل لا يمكنها ان تفعل بالفلسطينيين كل ما يخطر بعقل قادتها المريض. هذا الوقت مضى.

كما هو معروف كلمة “لو” غير مناسبة لخطاب التاريخ، لكن يمكن استخدامها من اجل التعلم من الماضي، ولكن ليس لتغييره. بالتالي، لو سادت في 1948 نفس ظروف اليوم، وبالاساس حدود مغلقة، كيف كانت ستتعامل القيادة الصهيونية عندها مع كل الرغبة الشديدة في اقامة دولة بدون عرب، أو مع اقل قدر من العرب.

هذا السؤال انتظر تقريبا 80 سنة، والآن يتبلور الجواب. هكذا، في ظل غياب عصا الحظ، فان دولة اسرائيل قررت ضرب رأسها بالصخر، كما يقول المثل العربي. هل يمكن للشعب اليهودي، ولا سيما الجزء الذي يعيش في دولة اسرائيل، ولنترك جانبا الاعمال الفظيعة، أن يحمل هذا العار الذي يسمى ابادة جماعية؟.

في نهاية المطاف هذا ليس فقط موضوع جماعي، بل الامر ينزلق الى الشخصي، الى كل واحد وواحدة في الدولة. فهل يمكن للشخص ان يحمل هذا العبء الثقيل؟ أنا لا اعرف.

بعد 1948 وبعد 1967 انطلقت اغنيات مع موسيقى شرق اوروبية حزينة تتحدث عن البطولة والمعاناة وتوقع مستقبل مشرق. الآن كل شيء مظلم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى