هآرتس: المواجهة المتصاعدة بين كاتس وزمير تهدد بجر كل الجيش الى داخلها
هآرتس 25/11/2025، عاموس هرئيل: المواجهة المتصاعدة بين كاتس وزمير تهدد بجر كل الجيش الى داخلها
في الساعات التي سبقت القصف في بيروت وبعدها، كان رئيس الاركان ايال زمير ينشغل في موضوع مختلف: سلسلة الخطوات الانضباطية ضد ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي، على خلفية استنتاجات لجنة ترجمان حول اخفاقات 7 اكتوبر. اللجنة، برئاسة الجنرال احتياط سامي ترجمان، فحصت التحقيقات العسكرية الرئيسية وقدرت جودتها. في التقرير الذي قدمته في بداية الشهر الحالي وردت توصيات شخصية ضد اكثر من عشرين ضابط كانوا مشاركين في اتخاذ القرارات قبل المذبحة.
ترجمان وضع قنبلة على عتبة رئيس الاركان، رغم ان الخطوات الانضباطية لم تكن بصورة رسمية من صلاحية اللجنة. زمير لم يكن متحمس للانشغال في ذلك، ازاء العبء على الجيش الاسرائيلي في الحرب والندوب التي تركتها احداث 7 اكتوبر. يصعب على رئيس الاركان الخروج بشكل جيد من حدث كهذا، وكثير من الضباط يعتقدون أنه وقع عليهم ظلم. في المقابل، هناك عائلات ثكلى لن تكتفي بالخطوات التي تم اتخاذها، و”مجلس اكتوبر”، الذي يشمل المئات منها، يطالب وبحق بتحقيق نزيه من قبل لجنة تحقيق رسمية.
سلسلة الخطوات التي اعلن عنها يوم أول أمس زمير كانت شديدة جدا: ابعاد ثلاثة جنرالات الذين يوجدون في اجراءات التسريح من الخدمة في الاحتياط، وتوجيه تنبيهات انضباطية لثلاثة جنرالات ما زالوا في الخدمة. خطوات مشابهة مثل الابعاد عن خدمة الاحتياط وتنبيهات انضباطية، وحتى عزل من الخدمة الفعليا، اتخذت ضد ضباط برتبة مقدم وحتى رتبة عميد، في شعبة الاستخبارات العسكرية وفي قيادة المنطقة الجنوبية. القرارات كانت تتناسب في معظمها مع توصيات ترجمان. ولكن قرار زمير تركيز المسؤولية على اصحاب المناصب في يوم المذبحة منع اتخاذ خطوات انضباطية ضد مشاركين آخرين، من بينهم الجنرال اليعيزر طوليدانو، الذي كان قائد المنطقة الجنوبية حتى قبل ثلاثة اشهر قبل اندلاع الحرب. طوليدانو، مثل كل المشاركين الآخرين، تسرح من الجيش الاسرائيلي اثناء الحرب.
الصعوبة الاساسية في موضوع رئيس الاركان تتعلق برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الحالي، الجنرال شلومي بندر. لواء العمليات الذي كان يترأسه في 7 اكتوبر كان له دور في فشل هيئة الاركان في الاستعداد لهجوم حماس في الغلاف. ولكن بندر يحظى بتعاطف كبير من زمير بسبب قيادته لجهاز الاستخبارات في حربي لبنان وايران. في نهاية المطاف اتفق على ان يحصل على تنبيه انضباطي، وان لا يواصل بقاءه في الجيش بعد انهاء منصبه كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”. هذه تسوية مبايية، ستمكن بندر من استكمال ولايته في منصبه. في هذه الاثناء لا يوجد لدى رئيس الاركان مرشح مناسب لاستبداله اذا قرر الاستقالة بعد التوبيخ، أو اذا حاول نتنياهو ووزير الدفاع كاتس دفعه الى المغادرة.
ان اتخاذ خطوات متشددة ضد المتورطين هو خطوة مطلوبة، تأتي في وقت متأخر جدا، بعد اكثر من سنتين على المذبحة. اذا كانوا في هيئة الاركان يريدون محاولة اعادة ترميم ثقة الجمهور بالجيش، التي تضررت بشكل كبير، فان هذه خطوة من الخطوتين التي يجب القيام بهما. الثانية هي البدء في عملية حقيقية لتطبيق دروس الحرب، التي عمليا لم تبدأ بعد.
لكن من ناحية سياسية لم يتضح بعد اذا كان زمير قد اجتاز هذه القضية. ظاهريا، يوجد لدى نتنياهو ما يجعله راض: الهجوم يوجه من جديد نحو الجيش الاسرائيلي، وهو يحرص على عدم التعبير عن أي شعور بالمسؤولية أو الذنب بسبب المذبحة التي حدثت اثناء توليه منصب رئيس الوزراء شبه الدائم. ربما ان الاختلاف بين اتخاذ الخطوات المتاخرة ضد الضباط وبين سلوك نتنياهو سيبرز المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية – وربما يحولها الى قضية رئيسية في الحملة الانتخابية القادمة.



