هآرتس: المنطقة العازلة في محيط قطاع غزة لم تكن لتمنع كارثة 7 اكتوبر

هآرتس 13/10/2025، عومر بارليف: المنطقة العازلة في محيط قطاع غزة لم تكن لتمنع كارثة 7 اكتوبر
اثناء وجودي كعضو في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست كانت لي في حالات كثيرة خلافات مع وزير الدفاع بشأن هل “الشعور بالأمان والامن” هما نفس الامر أم أنهما امران منفصلان. هل الأول “الشعور بالأمان” لا يؤثر على الثاني “الامن”. هذه الخلافات تركزت على قرار الوزير في حينه، عشية عملية “الجرف الصامد”، ابعاد الجنديان اللذان وضعا حتى ذلك الحين على بوابات المستوطنات في الغلاف، إزاء الادعاء بأنه في وقت اقتحام مخربين فان قدرتهما العملية هي محدودة ولذلك فهي ليس لها أهمية تقريبا. قلت في حينه بانه من ناحية سكان الغلاف فان الشعور بالأمان والامن هو نفس الشيء، لذلك فانه مهم بالنسبة لهم ان يبقى الجنود على بوابة المستوطنة.
في سياق مشابه، لا شك ان المنطقة العازلة في المحيط، بعرض كيلومتر – كيلومتر ونصف، على طول القطاع، ستساهم في توفير الشعور بالأمان في أوساط سكان الغلاف. ولكن السؤال الذي يطرح مرة أخرى هو: هل لا يوجد شعور بالأمان بدونه؟ هل هذه المنطقة العازلة ستمنع كارثة مثل كارثة 7 أكتوبر. الكارثة في حينه لم تكن لتمنع لو كان هناك منطقة عازلة فعالة بعرض كبير نسبيا، كيلومتر ونصف، على طول القطاع. ان اجتياز مسافة كهذه على سيارة في منطقة مفتوحة يتوقع ان يستغرق 2 – 3 دقائق، واجتيازها مشيرا على الاقدام يستغرق تقريبا 15 دقيقة. ان فترات زمنية كهذه لم تكن لتحسن الإنذار قبل هجوم مشابه للهجوم في 7 أكتوبر، في الوقت الذي كان فيه جهاز الاستخبارات والجيش والشباك نائمون، وعلى طول خط التماس توجد قوات قليلة للجيش.
من هنا، من اجل منع كارثة في المستقبل، لا يوجد بديل لليقظة الاستخبارية وتعزيز قوات الامن الجاري على طول الحدود. ولن تجلب المنطقة العازلة الخلاص. بالإضافة الى تمديد الخدمة النظامية في الجيش الإسرائيلي وتمديد فترة خدمة الاحتياط – التي القيت على من يحملون العبء أصلا – وبالإضافة الى أهمية ميزانية دفاع تبلغ اكثر من 70 مليار شيكل في السنة العادية، فان هناك حاجة أيضا الى لجنة تحقيق رسمية تظهر عبر الفشل وتمنع فشل مشابه في المستقبل.
كل ذلك لن يزيد حتى بمحارب واحد حجم القوات المطلوب للجيش الإسرائيلي من اجل تعزيز الدفاع المادي عن كل حدود الدولة، وما هو مطلوب في الضفة الغربية، لان المفاجأة التالية يمكن أن تكون في أي مكان وبأي شكل.
لذلك فان المفتاح الحقيقي، سواء الامن أو الشعور بالأمان، لكل سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وكل سكان المنطقة الشمالية، هضبة الجولان والحدود مع الأردن ومصر (منع تهريب السلاح والمخدرات)، وفي حدود يهودا والسامرة، ليس عرض المنطقة العازلة على طول الحدود مع القطاع، بل زيادة حجم قوات الجيش الإسرائيلي، الذي يمكن أن يتحقق فقط عن طريق تجنيد الحريديم.