ترجمات عبرية

هآرتس: المخطوفون عادوا، حماس بقيت، هذه هي الصفقة

هآرتس 17/10/2025، رفيت هيخت: المخطوفون عادوا، حماس بقيت، هذه هي الصفقة

يحتمل (جدا) انه بعد المرحلة الضرورية والتطهيرية، التي هي ضرورة وجودية اكثر من أي شيء آخر، عودة المخطوفين – لن تاتي مراحل أخرى. يحتمل (جدا) ان تكون هذه هي الصورة النهائية التي تعكس جوهر الأمور، وحقيقة الاتفاق الذي فرض بخطوة خاطفة وحاسمة.

ربما لا توجد ولن تكون مرحلة ثانية أو ثالثة أو أي مرحلة أخرى. ربما بعض فتات العزاء لبعض العائلات التي تتوق الى إعادة جثامين اعزائها الى احضانها، الى دفن مناسب ونهاية ما. ربما ما نراه الان هو ما سيبقى لاشهر كثيرة قادمة، الذي منه ستحدد الخطوات التالية (أي الحرب القادمة).

دونالد ترامب وشركاؤه لم يعيدوا المخطوفين فحسب، بل اعادوا معهم انفاسهم واملهم وفرصة الفرح من جديد في هذا المكان. لقد صنعوا هنا معجزة استثنائية: لقد خلقوا اجماع إسرائيلي من التعاطف معهم والامتنان لهم. هذه مكانة معجزة، ليس فقط في الواقع الإسرائيلي، بل في عالمهم أيضا. هؤلاء لن يحصلوا أبدا على تعاطف أمة بأكملها في بلادهم. ولن ينجحوا أبدا في توحيد الأعداء اللدودين لهم تحت جناحهم، متكاتفين ومشجعين لهم. لكنهم اصبحوا، لو لبضعة أيام، قيادة نبيلة ومحبوبة تلوح للجماهير في مشهد من قصة خيالية طوباوية حيث يخلصون هم المختارون “عامة الشعب” بسخائهم، وينقذون ارواحهم القزمة.

الحقيقة هي أنهم قدموا لبضعة أيام عرض آسر ومقنع وناجح في متحف الأوهام، وهو العرض الذي لن يتحقق أبدا، وسيفشل أيضا في محاولة تقليد ذلك بعد فترة زمنية محدودة (التي بدأت وانتهت في هذا الأسبوع). دونالد ترامب هو شخصية درامية مبالغ فيها، تحتاج الى الاهتمام الدائم، لكن يحتمل أن الشهرة التي حصدها في هذا المكان الملعون كانت مرضية له بالفعل.

ان التطاول الوحشي الذي شنته حماس بعد وقف اطلاق النار مباشرة، وعمليات الإعدام الوحشية، وفوق كل ذلك التصريحات الصريحة بشان الخطط المستقبلية، والتصريحات التي تم بالفعل الكشف عن التستر عليها، تعزز الانطباع انه خلافا لما قيل ويقال فان هذا هو الاتفاق الحقيقي: إعادة الرهائن الاحياء وبعض الجثث مقابل الحفاظ على حكم حماس في جزء من قطاع غزة.

حماس تعرف كيفية الحديث وجني الأرباح. لقد كان الحفاظ على حكمها المبرر للتخلي عن ذخر الرهائن. لم تمر بضع دقائق على انتهاء الحرب حتى اعادت ترسيخ حكمها على طريقتها المقرفة. وقبل انتهاء اليوم الثالث بدأت في سباق تسلح في الطريق الى هجوم جديد على إسرائيل في الوقت الذي يذبح فيه أبناء شعبها. من يؤمن انه بامكان الأحذية العسكرية الدولية النظيفة، ان تتسخ من اجل نزع سلاح حماس، فهو يعيش في لعبة أوهام ترامب التي تحدث بين برنامج واقعي في التلفزيون وبين فناجين الشاي الدوارة في مدينة الملاهي. يمكن مواصلة الاستهزاء بنتنياهو بسبب هراءات “النصر المطلق” وبسبب تحطم التصورات واحد تلو الآخر (لكن ذلك ليس هو الأساس الآن). يمكن للمرء ان يامل من اعماقه نجاح حل سياسي تشارك فيه السلطة الفلسطينية، أو حل اقتصادي بقيادة جارد كوشنر، في منع ما يبدو كأمر محتوم (لا يمكن التعويل على ذلك).

لم يكن هناك أي سبب ملح اكثر، أو منطقي أو أخلاقي، لاعادة الرهائن، ولا هدف انبل من إيصال ولو ذرة عزاء لعائلات الشهداء. مع ذلك، مع اقتراب هذه الملحمة الفظيعة من نهايتها فان مهمة كل رئيس وزراء، من أي جهة وأي جنس وأي عرق، المكتوبة بدماء الشهداء، هي أن يأخذ استيلاء حماس الحالي على القطاع على محمل الجد، وأن لا يعود الى حالة الرضا التي كانت قبل 7 أكتوبر. حيث انه طالما انه هو وامثاله موجودون فلا أحد في أمان، سواء في القطاع أو في تل ابيب، أو في غزة أو في خانيونس.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى