هآرتس: الحكومة اضعفت الجيش حيال المستوطنين، والانفجار في الضفة يقترب
هآرتس 18/11/2025، ينيف كوفوفيتش: الحكومة اضعفت الجيش حيال المستوطنين، والانفجار في الضفة يقترب
جهات رفيعة في جهاز الامن تحذر من ان اضعاف مكانة المستوى العسكري في الضفة الغربية كسيد على الارض، بضغط وزراء واعضاء كنيست في الائتلاف، يؤدي الى توتر امني من شانه ان يندلع في أي وقت. “لا يوجد اليوم من ينشغل بيهودا والسامرة”، قال مصدر امني للصحيفة. “الجميع يعرفون أننا على شفا الانفجار، لكن لا يوجد من ينهض ويتحدث. هناك خوف حقيقي لدى القادة على الارض من طرح مشاكل وتنفيذ القانون، لانهم على الفور سيصبحون هدف للمتطرفين الذين يحصلون على الدعم من وزراء واعضاء كنيست”. وحسب اقوال ضابط كبير كان مشارك في استخلاص نتائج مناورة كبيرة جرت في الاسبوع الماضي في فرقة يهودا والسامرة فان “الضفة هي الساحة الاكثر تفجرا”، رغم ان اسرائيل تركز على غزة ولبنان. “نحن نصمت، لكن حدث واحد يمكن ان يشعل كل يهودا والسامرة. كل الجيش الاسرائيلي سيعاني من ذلك في يهودا والسامرة”، قال.
حسب جهات رفيعة في جهاز الامن فان الحكومة وجهاز الامن لم يعقدوا منذ اشهر نقاش استراتيجي فيما يتعلق بما يحدث في الضفة. حسب اقوالهم فانه رغم انه خلال سنوات كانت هناك احداث كثيرة هوجم فيها ضباط وقادة كبار في قيادة المنطقة الوسطى على يد يهود في الضفة، الا ان الوضع الحالي هو الاصعب. هذا بسبب ان من يخرقون القانون والذين يعتدون على الفلسطينيين وعلى قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة يحصلون على دعم متخذي القرارات، الذين يخلقون لهم “مناخ مناسب” للقيام في الضفة بكل ما يخطر ببالهم. “فقط في الشهر الماضي كان هناك ست حالات التي بسهولة كان يمكن ان تنتهي مثلما حدث في قتل عائلة دوابشة في دوما”، قال احد القادة الميدانيين.
حسب ادعاء جهات في جهاز الامن فان وزير الدفاع يسرائيل كاتس رفع يديه عن أي تدخل فيما يحدث في الضفة. وحسب اقوال هذه الجهات فان بتسلئيل سموتريتش، الوزير في وزارة الدفاع ومن اخذ على عاتقه المسؤولية عن الادارة المدنية، يطبق مع الوزيرة اوريت ستروك ضم الضفة فعليا، ولكن حتى الان لم يكن أي نقاش استراتيجي فيما يتعلق بالخطط في الضفة وامام السلطة الفلسطينية. مصدر رفيع سابق في جهاز الامن، يعرف بشكل جيد الجهات العاملة، يطرح ادعاءات – التي تسمع ايضا من قبل شخصيات رفيعة تعمل الان في جهاز الامن – ايضا ضد سلوك القادة الكبار في الجيش الاسرائيلي. “الجيش الاسرائيلي باعتباره السيد في الميدان فقد كل صلاحياته ومكانته بصورة اصبح لا يوجد هناك من هو مستعد لطرح المشكلات على المستوى السياسي”، قال. “الجميع يدركون انه في جلسة الكابنت القادمة أو جلسة الحكومة القادمة التي سيتم استدعاء الضباط اليها، سيتحولون الى كيس اللكمات للوزراء”.
في جلسة سابقة، التي جرى فيها تقييم للوضع فيما يتعلق بعنف المستوطنين، قال رئيس قسم التحقيق امام رئيس الاركان بان الفترة الاخيرة هي الوقت الاصعب في الضفة من ناحية عنف اليهود ضد الفلسطينيين. وقد حذر من تدهور وضع سكان السلطة الذين لا يذهبون الى العمل في اسرائيل منذ بداية الحرب. واشار الى انه بدأ يحدث احباط كبير في اوساط السكان الذين هم غير متورطين بالارهاب، وحذر من تدهور امني. ورغم ان الجميع سمعوا ذلك الا ان المعلومات لم تخرج من غرفة الاجتماعات في مقر وزارة الدفاع لتصل الى المستوى السياسي. “الجيش الاسرائيلي يخاف من الحديث، وقد فقد سيادته على الارض”، قال ضابط كبير كان مشارك في التدريب في فرقة يهودا والسامرة. “في الجيش الاسرائيلي يختفون وراء اعتقال آخر لناشط أو عملية في مخيمات اللاجئين، لكن هذه احداث محددة. ولا يوجد من يقول ماذا سيكون لاحقا”.
في الجيش الاسرائيلي يتقبلون الوضع على الارض وتراجع مكانة الجيش امام المستوطنين والفلسطينيين واجهزة الامن الفلسطينية وكأنه أمر واقع. في حوارات مع السكان يتفاخر قائد المنطقة الوسطى، الجنرال آفي بلوط، بامكانية اقامة 120 بؤرة زراعية، أو باسمها القديم “بؤر استيطانية غير قانونية”. قائد ميداني قال: “لقد تم ربط مئات “المزارع” ببنية تحتية تقدر بمليارات الشواقل، والجيش الاسرائيلي يصمت، ويرسل الجنود للمساعدة في اقامتها وحمايتها، رغم انها بؤر استيطانية غير قانونية”. وحسب اقواله فان “الجميع يتحدثون عن اقتلاع المستوطنين لاشجار الفلسطينيين، ولا احد يتحدث عن عدد الاشجار التي اقتلعها الجيش للفلسطينيين من اجل اقامة هذه المزارع أو شق طريق اخرى للوصول الى هذه المستوطنات. يقومون بارسالنا لحماية هذه المزارع، حيث ربما يوجد عشرة شباب، وبعد ذلك عليك ان تشرح لوالدة الجندي بان ابنها قتل وهو يدافع عن الوطن”.
القائد الذي كان له دور مهم في القتال في مخيم طولكرم للاجئين ابتداء من صيف 2024 يتفق مع هذه الاقوال ويقول انه ايضا بعد تلك العملية لم يتم فعل أي شيء. وحسب قوله ايضا الان الجنود يجلسون داخل البيوت في المخيم بدون ان تنتقل المسؤولية الى السلطة التي تريد اقامة فيه مركز شرطة وتصلح الانارة وتشق الشوارع وتمنع وضع العبوات. وقال ايضا بأنه في الجيش لا يوجد من يطالب بالحصول على اجابات بشان المستقبل.
في تشرين الاول عين رئيس السلطة محمود عباس حسين الشيخ كوريث له. منذ ذلك الحين عباس ابن التسعين سنة يهتم بتعزيز مكانة الشيخ. مسؤول امني رفيع سابق مطلع على ما يحدث في قيادة المنطقة الوسطى قال للصحيفة: “حتى الان لم تتم مناقشة حول اهمية قرار نقل السلطة الفلسطينية الى الشيخ. هل هو جيد لنا؟ هل هو سيء لنا؟ كيف سيستقبل في الشارع الفلسطيني؟ كيف ستبدو السلطة بوجوده؟ في السابق كان يطرح مثل هذا الحدث على الفور، وكان الناس يبدأون في تحليل جميع تداعياته. اذا أدى ذلك الى تقويض السلطة وحدثت انتفاضة فلسطينية، ربما سنكون في وضع استراتيجي صعب، لكن لا احد يتطرق الى هذه المسألة”.
جهات رفيعة في الجيش الاسرائيلي وفي قيادة المنطقة الوسطى تقر بانه حتى هذه اللحظة لم يتم اجراء أي نقاش استراتيجي بشان التغيير الحكومي الوشيك في السلطة الفلسطينية. مسؤول رفيع سابق في المؤسسة الامنية، مطلع على هذه الامور اوضح وقال: “الشيخ هو شخص مقبول على اسرائيل والولايات المتحدة، لكنه يعتبر اشكالي في السلطة الفلسطينية. الفلسطينيون في الضفة الغربية يعتبرون انه فاسد. وهناك قصص محرجة تحيط بحياته الشخصية. وتجاهل المستوى السياسي لذلك هو فضيحة بكل المقاييس، لكن الجيش الاسرائيلي لا يحرك ساكن ايضا، ويفضل دفن الرأس في الرمال والهرب الى الاماكن المريحة له”.
من يدعي انه لا يمكن حدوث هجوم ضد مستوطنة في يهودا والسامرة أو ضد مستوطنة قريبة من الخط الاخضر، لا يقول الحقيقة للجمهور. في هذه الاثناء لا يوجد انذار، لكن من سيقول “نحن لم نعرف ان هذا يمكن ان يحدث”، هو ببساطة يكذب على الجمهور”. حذر الضابط الكبير الذي كان مشارك في استنتاجات المناورة على مستوى فرقة. واشار الى ان التنسيق الامني بين الجيش الاسرائيلي والاجهزة الامنية الفلسطينية جيد، لكنه اوضح بأن “حدث واحد مثل جريمة قومية، يقتل فيها عدد من الفلسطينيين، يمكن ان يحول في لحظة الضفة الغربية الى ساحة حرب اساسية ستجر كل الجيش الى داخلها”.



