هآرتس: الجيش والشباك يستخدمان في القطاع ميليشيات مسلحة لعمليات عسكرية

هآرتس – ينيف كوفوفيتش – 18/9/2025 الجيش والشباك يستخدمان في القطاع ميليشيات مسلحة لعمليات عسكرية
الجيش الإسرائيلي والشباك يستخدمان مليشيات في غزة لعمليات عسكرية مقابل أجر وسيطرة على مناطق القطاع – هذا ما يقوله مقاتلون وضباط يخدمون في غزة. في السنة الماضية نشر في “هآرتس” أن مواطني غزة يستخدمهم الجيش منذ بداية الحرب في عمليات محدودة، بالأساس تمشيط الانفاق والمباني المشبوهة. ولكن في الأسابيع الأخيرة، حسب اقوال الجنود، يتوسع التجنيد ويصل الى مجموعات، التي يتعين على القوات في المنطقة العمل بالتنسيق معها – أحيانا بدون سيطرة عليها. في كل مليشيا يوجد عشرات المسلحون الذين في معظمهم ينتمون الى عائلات معروفة في غزة، من بينها أبو شباب. الى جانب الأموال هذه المليشيات تحصل على رخصة سلاح، الامر الذي يمكنها من جني أرباح إضافية لانها تسيطر على طرق شاحنات المساعدات وعلى الاذن لاقامة خيام في مناطق تجمع السكان.
في الجيش يقولون ان الشباك هو المسؤول عن تفعيل هذه المليشيات وتجنيد لها اشخاص الى جانب رؤسائها. لانه خلافا لتجنيد المدنيين في السابق، الذين تمت تسميتهم “شاويش” فان المليشيات تعمل في نشاطات عملياتية جوهرية. على الاغلب هي تعمل في جنوب القطاع، بالأساس في رفح وخانيونس. وفي الأسبوع الماضي نشرت قناة “العربية” بأن هذه المليشيات دخلت أيضا الى مستشفى الشفاء في مدينة غزة. في صفحة الفيس بوك لابو الشباب نشر اعلان تجنيد لـ “رجال امن”، والاجرة هي 3 آلاف شيكل في الشهر للجندي و5 آلاف شيكل للضابط.
رغم ان الجيش الإسرائيلي والشباك يديرون نشاطات المليشيات الا ان الكثير من القادة في الميدان يخشون من تداعيات استخدامها: “هذا يذكر بصبرا وشاتيلا، وهو يبدو مثل شيء سينقلب علينا”، قال احد الضباط. “لا يوجد سيطرة عليهم وبحق على الأرض، ولا يوجد لديهم أي التزام انضباطي للقادة المسؤولين عن منطقة القتال. في الغد سينفذون مذبحة يقتل فيها العشرات ومن الذي سيطلب منه تقديم تفسيرات؟ ومن سيكون المسؤول عن ذلك؟ هم سيعتقلون ضابط مسؤول عن المنطقة وسينهون حياته”.
حسب اقوال القادة فان الجيش الإسرائيلي والشباك يستخدمون المليشيات بالأساس في “مناطق حساسة” من ناحية القوات: “هذه المليشيات تحصل على مهمات في المناطق المكتظة، هذه ليست العمل الأسود الذي اعطي لهم في البداية، توجد لهم عمليات كبيرة ومهمة”. الجنود اضافوا بانه يبدو انهم في الجيش وفي الشباك اصبحوا لا يحاولون إخفاء هذه الظاهرة مثلما في السابق. “هم يتدربون على عمليات امام انظارنا”، قال احد الجنود. “نحن شاهدناهم في مجموعات كل مجموعة تتكون من 5 – 10 مسلحين، أحيانا هذا يفاجيء القوات لان المليشيات لا تكلف نفسها عناء ابلاغنا بتحركاتها”.
يتأكد الشعور بأنه تم إزالة القليل من غطاء الغموض عن هذه المليشيات: في الأسابيع الأخيرة بدأ الجيش الإسرائيلي في وضع إشارات على المسلحين الغزيين مثلما يتم التاشير على قوات الجيش. “يقولون لنا ما هي مهمتهم بشكل عام، لكن الهدف النهائي نحن لا نعرفه”، قال ضابط في منصب رفيع في لواء في غزة. “يطلبون منا عدم ازعاجهم والسماح لهم بالمرور”. حتى ان ضباط وجنود قالوا بانه أحيانا يكون توتر بينهم وبين المليشيات: “هم يعملون على الاغلب قربنا ويمرون بطرقنا بدون ابلاغ احد. هناك صعوبة كبيرة في التنسيق معهم”.
المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي وجه “هآرتس” للحصول على جواب من الشباك، وهو بنفسه قال بانه لن يتطرق الى الموضوع.