هآرتس: الثمن الباهظ جدا نحن ندفعه بسبب كذبة “النصر المطلق” لنتنياهو

هآرتس – يئير غولان – 15/8/2025 الثمن الباهظ جدا نحن ندفعه بسبب كذبة “النصر المطلق” لنتنياهو
خلال سنوات حكمه لم يتردد بنيامين نتنياهو في ان يكذب على الجمهور، هو يكذب كما يتنفس، لكن الكذبة الأكبر والأكثر خطورة هي الكذبة المتعلقة بالحرب في غزة، كذبة تبرير “الحرب الخالدة” او “حتى النصر المطلق”. بسبب هذه الكذبة نحن ندفع الثمن الأعلى وهو حياة المخطوفين والجنود والناس في إسرائيل وفي غزة.
حسب كل المعايير العسكرية، حماس تمت هزيمتها في 2024. كتائبها والويتها في القطاع تم تدميرها، قدرتها على ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية تم تحييدها، وحتى قبل نهاية السنة الماضية لم يبق في القطاع جيش منظم يمكنه تهديد دولة إسرائيل. مع ذلك، الحرب مستمرة. ليس لاعتبارات امنية، بل لاعتبارات سياسية.
مصلحة إسرائيل الأمنية هي انهاء الحرب وتدمير سلطة حماس، لكن نتنياهو يختار سياسة “حماس هي ذخر”. هو مرة أخرى اختار خطوات تعرض للخطر امن إسرائيل من اجل مصالحه الشخصية، الحرب اللانهائية هي الصمغ الوحيد الذي يبقي حكومته التي تستند الى عناصر مسيحانية متطرفة، بالنسبة لشركائه سموتريتش وبن غفير فان كل يوم آخر من الحرب هو يوم آخر من المعجزة، حتى لو ترتب على ذلك سفك دماء ومعاناة إنسانية شديدة.
بالنسبة لنتنياهو أيضا حالة الطوارئ هي ذخر. فهي تسمح له بشل الأغلبية الديمقراطية التي تطالب بتحرير المخطوفين، والتحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر وضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. حالة الطوارئ تخلق شعب متعب، سلبي ويائس، الامر الذي يمكن نتنياهو من مواصلة تدمير الديمقراطية وتمهيد الأرضية لانتخابات غير حرة. برعاية الحرب هو يضعف أجهزة الرقابة ويمس بحراس العتبة ويخلق واقع سياسي يضمن له الفوز.
كلما واصلنا اللعب حسب القواعد التي يمليها نتنياهو، هو لن يتوقف ونحن سنهزم. مفتاح انقاذ إسرائيل هو كسر هذه القواعد. ليس فقط بالمظاهرات الأسبوعية وتشويشات معينة. يجب علينا تحويل حكم نتنياهو الى حكم لا يحتمل من ناحية مدنية، اقتصادية وسياسية. انا اعرف ان هناك من يشككون بالقدرة على اسقاط الحكومة، لكن ذلك محتمل. مثلما عرفنا كيفية اغلاق الدولة في فترة الكورونا فانه يمكننا فعل ذلك الآن، قانونيا وطواعية. فقط هكذا يمكننا انقاذ إسرائيل. يفضل ان تكون الهستدروت والنقابات الكبيرة والقطاع التجاري وشركات الهايتيك، شركاء. لكن محظور انتظارهم. يجب علينا قيادة العملية. “عضلة الاحتجاج” متطورة، والان يجب تدريب “عضلة الاضراب” و”عضلة التظاهر في منتصف الأسبوع”. اضراب عائلات المخطوفين في يوم الاحد هو فرصة للبدء في هذا التدريب. هذا الاضراب يجب ان يكون الخطوة الأولى في تشديد النضال لإنقاذ الدولة، ومحظور النظر اليه باستخفاف من قبل الحكومة. يجب تصعيد النضال من الان الى حين تفهم الحكومة بان الحكم يكون فقط بموافقة الشعب.
نحن سنقوم باستبدال هذه الحكومة وسنعيد إسرائيل الى المباديء التاسيسية لها: دولة يهودية وديمقراطية، قوية وآمنة، تجسد إنجازات الحرب وتعالج الجروح التي تسبب بها هذه الحكومة. نحن سنفعل ذلك لان البديل هو الهزيمة، الانهيار الداخلي وتدمير الوطن.