ترجمات عبرية

هآرتس: استراتيجية سياسية؟ لقد انتقمنا من تركيا!

هآرتس 17/12/2025، تسفي برئيلاستراتيجية سياسية؟ لقد انتقمنا من تركيا!

اسرائيل سجلت في هذا الاسبوع انتصار دبلوماسي كبير. حسب تقرير في “هآرتس” فقد نجحت في منع مشاركة تركيا في المؤتمر الذي عقد أمس في الدوحة، والذي شارك فيه 45 ممثل لـ 45 دولة لمناقشة خطة القوة المتعددة الجنسيات، التي ستنتشر في غزة في المرحلة الثانية في خطة ترامب. من المؤسف انه تتصاعد من هذا النصر رائحة الخسارة. لأنه ليس فقط تركيا هي التي غابت عن هذا المؤتمر، بل ايضا اسرائيل التي تعتبر نفسها صاحبة البيت في غزة لم تتم دعوتها.

في الواقع ما زال الحديث يدور عن عملية نظرية، حيث انه رغم جهوده الكبيرة فان الرئيس ترامب يجد صعوبة في تجنيد دول توافق على ارسال جنودها للقيام بمواجهة حماس والاشراف على الادارة المدنية للقطاع واعفاء اسرائيل من المسؤولية عن الاحتلال. ولكن تركيا، مع مؤتمر بدونها، ستواصل كونها مشاركة في مستقبل غزة، حتى لو أنه لم يسمح لجنودها بدخول القطاع، لانه في حين ان “العدو التركي” يترسخ بكونه احد الركائز الاستراتيجية لترامب، فان اسرائيل آخذة في الترسخ كعبء.

“الانتصار” في الدوحة لا يطمس سلسلة الضربات التي تلقتها اسرائيل. فبعد الانتهاء للتو من مسح آثار مطالبة نتنياهو المهينة بالاعتذار لرئيس وزراء قطر عن الهجوم الفاشل الذي هدف الى القضاء على قادة حماس، جاء التوبيخ على العملية الفاشلة في قرية بيت جن في هضبة الجولان السورية. ثم اعلن ترامب نفسه نيته في التحقق مما اذا كان اغتيال رائد سعد، الرجل الثاني في قيادة حماس غزة، يعتبر خرق لاتفاق وقف اطلاق النار. هذه مجرد تفاصيل ثانوية. ففي القضايا الاساسية المتعلقة بتشكيل “الشرق الاوسط الجديد” و”جني ثمار الحرب” تبدو اسرائيل الان وكانها مقاول من الباطن للسياسة الامريكية التي يطلب منها الجلوس مكتوفة الايدي والخضوع.

فلسطين أو بعبارة مهذبة اكثر “حل الدولتين”، لم تعد كلمات فظة أو هواية “لاسامية” لكارهي اسرائيل. فقد وضع ترامب بقلمه وبتوقيعه المميز هذا الحل كجزء لا يتجزأ من خطته، ولم يتاثر بشكل كبير من الاشمئزاز الذي اظهرته اسرائيل. ومن المثير للصدمة أنه وافق ايضا على ان يكون للسلطة الفلسطينية دور في ادارة غزة. كان يجب حسم هذا الامر من البداية، لكن اسرائيل التي وصلت الى نهاية الحرب بجعبة استراتيجية فارغة، تجد نفسها خارج اللعبة.

هناك المزيد. فقد تجاهل ترامب مواقف اسرائيل المتشددة تجاه الرئيس السوري احمد الشرع وكانها تغريدة في التك تك. وقد احتضن الرئيس السوري مثل ابن ضال، ورفع العقوبات عن سوريا، ولا يبدو انه في عجلة من امره لتبني طلب اسرائيل اقامة منطقة منزوعة السلاح بين دمشق وجنوب سوريا. وفي اجواء احتفالية وافق ترامب على بيع طائرات اف 35 للسعودية وقال: ان تطبيع العلاقات بينها وبين اسرائيل من الافضل ان ينتظر ايام افضل، وستعود تركيا الى مشروع طائرة الشبح حيث انها في نهاية المطاف قامت بـ “امور مدهشة” في سوريا، كما امتدح ترامب صديقه اردوغان، ويبدو ان قطر ستتمكن ايضا من شراء الطائرات التي منحت اسرائيل التفوق العسكري. ففي نهاية المطاف هذه “الدولة العدوة” هي حليفة رئيسية للولايات المتحدة، والتي ليست عضوة في الناتو، وقد منحت الرئيس طائرة خاصة ضخمة وباهظة الثمن.

ماذا بشان التفوق النوعي الذي تدين به الولايات المتحدة لاسرائيل؟ هذا سؤال وقح وبحق. هل الرئيس الامريكي لم يطلب ولم يضغط من اجل منح العفو لنتنياهو، من اجلنا ومن اجل ان يستطيع بيبي توحيد شعب اسرائيل؟ هل يوجد رئيس امريكي آخر فعل ذلك من قبل؟.

هكذا يحولون السقوط السياسي والفراغ الاستراتيجي الى مميزات في ولاية بنيامين نتنياهو. لا يمكن لاي قدر من التلاعب الخطابي أو التحايل اخفاء ضياع المسار الذي كان يمكن ان يقود اسرائيل من الحرب الفظيعة الى مرساة اقليمية آمنة. ولكن على الاقل لدينا رائد سعد و… رئيس اركان حزب الله، الذي قمنا بتصفيته. والاكثر اهمية من كل ذلك هو أننا انتقمنا من تركيا.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى