ترجمات عبرية

معاريف: لاسامية من الحائط الى الحائط

معاريف – زلمان شوفال – 15/7/2025 لاسامية من الحائط الى الحائط

وفقا لبعض التقارير في وسائل الاعلام، فان اللقاءات بين الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل لم تعطي نتائج ملموسة  على نحو خاص. يحتمل أن يكون هذا الانطباع مضللا، وفي كل حال، كانت الزيارة هامة لانها عكست مرة أخرى المصالح المشتركة للدولتين وللقيادتين، الامر الذي وجد تعبيره قبل ذلك في تصريحات الدعم من الرئيس الأمريكي لنتنياهو. 

فلئن كانت هذه التصريحات أثارت نقدا في إسرائيل بدعوى التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، فلا يوجد وجه شبه بينها وبين حملة التشهير التي تدار في الولايات المتحدة ضد إسرائيل، بدعوى التأثير المزعوم لإسرائيل على قرارات الولايات المتحدة. هذه القرارات، حسب المدعين لا تخدم مصالح الولايات المتحدة بل مصالح إسرائيل. 

في اليمين اللاسامي والمناهض لإسرائيل في حزب ترامب الجمهوري تلمح بان إسرائيل تقوده وتقود الولايات المتحدة من الانف، وان الاستخبارات الإسرائيلية كانت تعرف بان ايران لم تكن قريبة من سلاح نووي وان الهدف الحقيقي لإسرائيل كان احباط المفاوضات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. في خلفية هذه الحملة يقف الصراع الأيديولوجي والعملي بين معسكر انعزال وقومجي يرى نفسه كحارس جمرة فكرة MAGA وبين أولئك في الحزب الذين يتبنون ضمن أمور أخرى مواصلة الدور الدولي للولايات المتحدة. المهاجمون يعرفون بالضبط على أي عناصر يشددون: مثلما هو ترامب لا يحب ابدا ان تعرضه وسائل الاعلام كخانع امام ايلون ماسك، فسيحب اقل بكثير أن يُرى كمن يخضع لتأثير إسرائيل. 

حتى الان لم يقع ترامب في هذا الفخ. ونأمل ان هكذا سيكون لاحقا. احد الناطقين الرئيسيين لهذا المعسكر، رجل اعلام يدعى ديف سميت عبر عن ذلك متناولا العملية العسكرية الامريكية ضد ايران: “هذه خيانة لكل ما وعد به ترامب”. عضو الكونغرس مرجوري تايلور غرين التي تعارض أيضا المساعدات الامريكية لإسرائيل، اضافت: “كل من يعيش في الامل في أن تكون الولايات المتحدة منخرطة في الحرب بين إسرائيل وايران ليس أمريكا أولا”.

كما هاجمت منظمات يهودية ومسيحية مؤيدة لإسرائيل بمؤامرات بروح بروتوكولات حكماء صهيون. شخصيات بارزة أخرى في معسكر MAGA هم رجل التلفزيون تاكر كرلسون، الذي استضاف في برامجه لاساميين معروفين وناكري محرقة، ودعا الولايات المتحدة الى “هجر إسرائيل”، وستيف بانون، مستشار سابق لترامب قال في احد خطاباته ان “اليهود الذين لا يؤيدنه MAGA هم أعداء من الداخل”.

أصوات وميول من هذا النوع كانت في الحزب الجمهور في الماضي أيضا. لكن ما هو شاذ ومقلق على نحو خاص هو أن شبانا كثيرين يشاركون العناصر الانعزالية والمناهضة لإسرائيل في الحزب وفي الجمهور بشكل عام. هم ليسوا الأغلبية، وامامهم تقف، ضمن آخرين، النواة الافنجيلية المؤيدة لإسرائيل، لكن اذا كان هؤلاء الشبان ومعسكر MAGA بعامة يشيرون الى مستقبل الحزب الجمهور، فلا يمكن التعاطي مع ذلك بعدم مبالاة. 

صورة مرآة شبه كامل للمواقف المناهضة لإسرائيل واحيانا اللاسامية وان كانت بدوافع أخرى، موجودة في الحزب الديمقراطي. هناك أيضا يجري صراع داخلي محتدم بين الأغلبية القديمة بقيادة السناتورة اليسا سلوتكن من ميشغن، واليسار التقدمي المتطرف الذي تلقى مؤخرا حقنة تشجيع من انتصاره في الانتخابات المحلية برئاسة بلدية نيويورك المرشح المناهض لإسرائيل والمؤيد لحماس، زهران ممداني. ما يقلق على نحو خاص هنا أيضا، حتى اكثر مما في الحزب الجمهوري هو نسبة عالية من الشبان مؤيدي الحزب الديمقراطي بمن فيهم اليهود، ممن يتماثلون مع مواقف اليسار الراديكالي. 

اللاسامية والمناهضة لإسرائيل في اليمين واليسار اتحدتا. اللاسامية في اليسار ليست ظاهرة جديدة. ومثلما كتب المؤخر البريطاني – اليهودي سيمون شاما فهي مغروسة عميقا في وعي اليسار، بالتأكيد الراديكالي، منذ الثورة الفرنسية. على مدى كل التاريخ، القت محافل سياسية من اليمين واليسار، متدينون وعلمانيون، على اليهود اتهامات عابثة بالمسؤولية عن هذه الكارثة او تلك – من نشر “الموت الأسود” وحتى نشوب الحرب العالمية الثانية. الاستنتاج من كل هذا ليس ان إسرائيل يمكنها او ينبغي لها ان تنقطع عن العالم، وبالتأكيد ليس عن الولايات المتحدة بل ان عليها ان تبذل جهودا اكبر وتمتنع عن كبوات اكثر كي تساعد تلك المحافل في العالم التي لا تزال تقف في وجه أولئك الذين يعرضوننا ويعرضونهم للخطر.  

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى