ترجمات عبرية

معاريف: عن الغباء

معاريف – يورام دوري – 4/8/2025 عن الغباء

بعد متابعة وثيقة لمواقف أعضاء حكومة إسرائيل واحاطات “مصدر سياسي كبير”، وجدت نفسي أتوجه الى قاموس عبري – عبري كي أفحص معنى كلمة واحدة طرأت على بالي: غباء. التعريف الذي عثرت عليه هو انعدام الحكمة، الهبل. رويدا رويدا وصلت الى الاستنتاج بان هذا التعريف هو عبارة أقل وصفا لاداء حكومة إسرائيل.

 على مدى اشهر طويلة اعتقدت الحكومة بانه كلما كان القتال في غزة “اقوى” اكثر (أي ان نحتل البيت إياه في خانيونس للمرة الرابعة (هكذا تتزايد روافع الضغط على حماس لنزع سلاحها وإعادة المخطوفين. عمليا تبين انه كلما احتدمت الحرب هكذا ابتعد المخطوفون عن عودتهم واساسا اقتربوا الى موتهم، فيما نجحت حماس في المس بقواتنا.

  عندما انكشف هبل هذه الاستراتيجية اخترع نهج جديد، تعطي قتالا حقيقيا للهبل السابق. نهج يروج له كل يوم مبعوثو الحكومة والناطقون غير الرسميين بلسانها – مراسلون في قنوات التلفزيون: اذا ضممنا ارضا في القطاع، وضعنا سيتحسن بان “لا يهم العرب غير الأرض وليس حياة الانسان”. هذا استنتاج غريب للفكر المسيحاني – اليميني عن قيادة حماس. في هذه الرؤيا، الأرض اهم من الحياة، وعليه فمسموح بل ومرغوب فيه التضحية بحياة مدنيين وجنود إسرائيليين لاجل كسب ميلمتر آخر من الأرض.

  النتيجة: حملة فرض السيادة على غزة – التي لم تكن ابدا تعود لإسرائيل – مشروع مسيحاني أدى فقط بمزيد فمزيد من دول العالم للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. لا في اطار المفاوضات، لا في التوافق – بل في قرار من طرف واحد يعرض امننا للخطر.

 

ومن هنا الى قضية الجوع في غزة. خطابات عالية لوزراء دعت، امام كل كاميرا وكل ميكروفون، “لتسوية غزة بالأرض” و “تجويع سكانها”، اقوال قاسية تتناقض تماما والأخلاق اليهودية والاسرائيلية. هذه الاقوال وضعت إسرائيل امام تسونامي سياسي محاولات الدفاع عن النفس ضده، والتي تستند الى الايمان بانه تكفي البيانات للصحف، انهارت عندما وصلت المشاهد القاسية للصراع على ذرة دقيق الى كل بيت في العالم. كان أيضا من اعتقد بان إخفاء المشاهد القاسية عن شاشات التلفزيون في البلاد سيؤثر على المشاهد في بريطانيا او في فرنسا. كل من يتبنى شعار ان المشكلة هي في الاعلام الرسمي (الهسبرا) لا يفهم بان صورة قاسية واحدة تؤثر اكثر من الف كلمة، وحتى كلمات بالانجليزية الفاخرة لديرمر او نتنياهو.

  كما أن استخدام السلاح المطلق الذي يؤثر على مواطني إسرائيل اليهود – صراخات في الاستديوهات عن ان هذا “لاسامية” لا يحقق هدفه. وفي النهاية، الإعلانات عن الترحيل (حتى “الطوعي”) لمليوني فلسطيني في غزة لاجل استيطان القطاع بالمستوطنين تؤدي الى تفاقم عزلتنا السياسية وظواهر عنف ضد سياح إسرائيليين في العالم.

  صعب علي بعض الشيء ان افهم من أين ولد الهبل الحكومي، كون رئيس الوزراء نتنياهو برأيي بعيد عن ان يكون اهبل. فالرجل ذكي ومجرب. اين فهمه؟ مهما يكن من أمر، حكومته غبية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى