معاريف: عملية شعفاط: «الروتين» العدو الأخطر للجيش الإسرائيلي

معاريف 2022-10-14، بقلم: اليكس نحومسون
من خلال ما نشر حتى الآن في موضوع العملية في حاجز شعفاط يمكن الاستنتاج أن الروتين شكّل العنصر الاساس لنتيجة هذا الحدث القاسي. فالعدو الأكبر للجيش في ساحة القتال هو الروتين. يخلق الروتين عدم اكتراث، ويخدر. يجب القتال ضد الروتين مثل القتال ضد العدو بكل معنى الكلمة. في العملية سقطت العريف نوعا لازار بينما كانت تؤدي مهامها. كانت لازار مجندة، وكان روتين الحواجز معروفا لها. وبالتأكيد وثقت برفاقها في السلاح وبقادتها.
مما نشر حتى الآن يتبين أنه في اثناء تبديل الوردية في معبر شعفاط وصلت الى الحاجز سيارة، فيها “المخرب”، عدي التميمي، وثلاثة مسافرين آخرين. اثناء استجواب نزلاء السيارة، أطلق التميمي النار من داخلها نحو تجمع للمقاتلين ورجال الأمن ممن وقفوا بالجوار، وبعد اطلاق النار فر على الاقدام ودون ضرر نحو مخيم اللاجئين المجاور. حتى كتابة هذه السطور تتواصل المطاردة له، كما تجرى اعتقالات من محيط “المخرب” القريب.
حتى لو لم يستكمل بعد الفحص الشامل، يمكن التشخيص بأن الحديث يدور عن حدث نتيجته سيئة وسلوك الاطراف في الساحة اشكالي. غير قليل من الاحداث التي خضعت للتحقيق واستخلصت منها الاستنتاجات والدروس أشارت الى الروتين عنصرا مركزيا في النتيجة السيئة. لنأخذ مثلا حدث قتل الحارس في ارئيل في نيسان الماضي. وصل “مخربان” في موعد قريب من منتصف الليل في سيارة مع لوحة تشخيص اسرائيلية الى بوابة المدخل الغربي لارئيل. يتواجد في كشك الحراسة حارس مسلح وحارسة مسلحة. أطلق “المخربان” النار داخل الكشك، وقتلا الحارس الذي يحمي بجسده رفيقته، ثم تركا المكان بعد أن نفذا تأكيدا للقتل. ظهرت في التحقيق اخفاقات لن اتناولها هنا، بينها الروتين عاملا مخدرا يؤثر جوهريا على النتيجة.
التحقيق العملياتي للحدث يفترض أن يرفع الى السطح كل الاخفاقات التي أدت الى النتيجة، وان يرد على السؤال الأساس: ما الذي تسبب بالنتيجة؟ كي لا يتكرر مثل هذا الحدث. هدف التحقيق العملياتي هو اصلاح مواضع الخلل كي لا تتكرر. لهذا الغرض يؤخذ عمل المحققين لجمع ودراسة الحقائق والشهادات، لاستخلاص الاستنتاجات بناء على فهم الحقائق، ولاستخلاص الدروس الناشئة عن الاستنتاجات والقسم المهم – تطبيق الدروس في ظل وجود الرقابة على غرسها في اوساط الجهات ذات الصلة. كما ينبغي معالجة من وجد مهملا في اداء مهامه رغم التشديد على ان “التحقيق لا يستهدف البحث عن مذنبين”. الامتناع عن معالجة الاهمال يمس بالردع ويستدعي العملية التالية.
لا ادري بالطبع ماذا سينشأ عن هذا التحقيق، وأتوقع أن يعطي جواباً للأسئلة الأساس: ماذا حصل ولماذا حصل هذا؟ كيف تتوزع المسؤولية من المستوى الادنى، عبر مستوى القائد المحلي وحتى مستوى القائد اللوائي؟ وما مدى دقة الاجراءات سارية المفعول وتعليمات فتح النار المكتوبة وتلك التي تسلم للقوة شفويا؟ وما مجال رد الفعل، ودائرة التحكم الخارجي؟ وما هو وضع السلاح، والى اي حد يسمح السلاح برد فوري؟ واذا كانت توجد اجراءات رقابة وتحكم أم لا. كما أن على التحقيق أن يعنى بنتائج هذه السياقات والاستنتاجات والدروس الناشئة عن التحقيق.
يجب ان يجري التحقيق كما ينبغي ودون اعتبارات غريبة. يعرف الجيش الاسرائيلي وهو قادر على أن يفعل هذا.



