معاريف: على إسرائيل ألا تفوت الفرصة الناشئة لتحقيق اتفاق مع سوريا

معاريف 9/7/2025، ميخائيل هراري: على إسرائيل ألا تفوت الفرصة الناشئة لتحقيق اتفاق مع سوريا
لقد غير انهيار نظام الأسد في سوريا بشكل دراماتيكي صورة الوضع الإقليمية. فمنذ صعود احمد الشرع الى الحكم ازدادت التوقعات باختراق بين سوريا وإسرائيل. الظروف الحالية على الأرض معقدة جدا وتستوجب تفكيرا معمقا عما يمكن وينبغي تحقيقه، في ظل الامتناع عن خطوات متسرعة من شأنها أن تضر في سياق الطريق.
النظام السوري الجديد لا يسيطر بشكل فاعل على كل أراضي الدولة. الشرع يبدي براغماتية مبهرة، لكن لا يزال يتعين عليه ان يجسر بين الأيديولوجيا الإسلامية الراديكالية وبين قدرته على تنفيذ المطلوب. وتدخل لاعبين خارجيين (تركيا، إسرائيل) يشكل تحديا حقيقيا. وبالطبع، تحتاج سوريا الى عملية اعمار هائلة. ومع ذلك فان روح الاسرة الدولية ملت نظام الأسد – ولهذا فقط استقبلت باذرع مفتوحة النظام الجديد. خروج ايران من سوريا الذي يعد كمصلحة توجد باجماع شبه عالمي، عُزي كثيرا لصالح الشرع. والرئيس ترامب، في سلوك غير تقليدي غير بجرة قدم السياسة وعانق الشرع.
هذه العوامل، الى جانب الخريطة الإقليمية الجديدة التي لا تزال توجد في مسيرة إعادة تصميم، طرحت الامكانية لتحقيق اتفاق بين سوريا وإسرائيل. كيف، إذن، يمكن تحقيق مثل هذا الاتفاق، حين من جهة حذار علينا أن نفوت الفرصة الناشئة ومن جهة أخرى هام الا نقفز عاليا وبعيدا اكثر مما ينبغي؟
في بداية الحرب الاهلية في سوريا طرح في إسرائيل السؤال هل نفضل استمرار حكم الأسد (“الشيطان المعروف”) ام البدائل المعارضة. إسرائيل اختارت الامتناع عن الدعم الفاعل في اسقاط النظام. أدى هذا القرار الى تفضيل “سوريا ضعيفة” عديمة القيادة الفاعلة. هذا يستوجب ان توضح إسرائيل اذا كان هذا المفهوم لا يزال على حاله.
مسألة أخرى تتعلق بشخصية الشرع. الشكوك في شأنه مفهومة، لكنها تستوجب قرارا: هل نعطيه إمكانية الاستمتاع من الشك ومن التأييد الواسع الذي يحظى به في الساحة الدولية والعمل لاجل تعزيز حكمه بشكل يخدم المصالح الإسرائيلية؟ هل السعي الى انجاز طموح كاتفاق سلاح (بدون هضبة الجولان)، ام حتى الانضمام الى مظلة اتفاقات إبراهيم، يخدم الشرع في مسيرة تثبيت حكمه وكنتيجة لذلك المصلحة الإسرائيلية، ام تعرضه للمصاعب؟
بعض من الأسئلة سيلقى جوابا ما في اثناء زيارة نتنياهو الى واشنطن. في كل حل من المهم ان تقترح إسرائيل منحى مسؤول، يتضمن بضعة بنود: تعهد متبادل للعودة الى اتفاق الفصل في 1974، بما في ذلك جول زمني وضمانات ضرورية تتيح انسحابا إسرائيليا الى خط الحدود الملزم. اتفاق على إقامة آلية ثلاثية، إسرائيلية – سورية – أمريكية، غايتها الوصول الى توافقات بشأن “احترام سيادة الدولتين”؛ اعلان مشترك بشأن تطلع الدولتين الى وقف حالة الحرب وتبني مسار متفق عليه لعلاقات سلام؛ التزام امريكي تجاه سوريا ولبنان لتسوية ترسيم الحدود البرية بينهما، بشكل يسمح بحل الخلاف الحدودي الإسرائيلي – اللبناني؛ اتفاق على تشجيع الحوار غير الرسمي بين الجمهور في إسرائيل وفي سوريا؛ والدفع قدما بخطوات لبناء الثقة في المستوى الإنساني او الاقتصادي.