معاريف: حكومة إسرائيل ملزمة في هذه اللحظة بحساب النفس

معاريف 13/10/2024، آفي أشكنازي: حكومة إسرائيل ملزمة في هذه اللحظة بحساب النفس
أمس انتهى يوم الغفران. نحن ما قبل عيد العرش وبعده فرحة التوراة، الذي تحول من يوم عيد الى يوم ذكرى لاحدى الكوارث الأكبر في دولة إسرائيل.
نحن اكثر من سنة في حرب السيوف الحديدية. نقاتل بقوى عالية في سبع جبهات. في بعضها نحن في هجوم، في بعضها نحن ندير معركة دفاع. على المستوى السياسي أن يجري الان حسابا حقيقيا للنفس. فيفحص خطوات الحرب في كل الجبهات. يراجع اذا كانت إسرائيل تنجح في تغيير الواقع الاستراتيجي في المنطقة او لا سمح الله تبدأ في عملية غرق في الوحل في كل واحدة من الجبهات.
إسرائيل ليست مبنى لحروب طويلة. لحروب استنزاف. الجيش الإسرائيلي مبنى على الاحتياط. الاقتصاد الإسرائيلي مبني على رأس المال البشري. هذا المقدر الطبيعي القومي لدينا. الحروب الطويلة من شأنها أن تدفع الاقتصاد والمناعة الوطنية الى الانهيار.
في اثناء العيد تواصل القتال في كل الجبهات. في قطاع غزة أدار الجيش الإسرائيلي معارك في منطقة المحور، في رفح وفي شمال القطاع. ضابط ومقاتل في مدرسة الهندسة القتالية اصيبا في المعارك، الجيش الاسرائيلي صفى خمسين مخربا، سلاح الجو هاجم 280 هدفا.
صحيح حتى اليوم، ثلاث فرق للجيش الإسرائيلي تناور في القطاع. الموضوع هو انه صحيح حتى الان لا توجد غاية للقتال في غزة. قيادة المنطقة الجنوبية لا تعرض خطة نهاية. الحقيقة هي ان معظم اهداف الحرب لم يحققها الجيش الإسرائيلي حتى الان: لم يحرر 101 مخطوفا، رأس يحيى السنوار، تفكيك حماس. من يوم الى يوم يبدو أننا نتجه الى الغرق في قصة غزة.
في لبنان، اعلن الجيش الإسرائيلي لسكان عايدة الشعب القرية الأكثر عداء للجبهة الغربية، لان عليهم ان يخلوا القرية. يبدو أن الجيش يسعى لان ينفذ في القرية هجمات مكثفة. كقاعدة، الجيش سيطر منذ الان على معظم الخط الشمالي للجدار الحدودي.
وما هي الخطط للمستقبل؟ ليس واضحا. حزب الله من جهته اعلن بانه يعتزم العمل بطريقة حرب العصابات. ان يستغل حقيقة أن إسرائيل غير معنية بحرب استنزاف. اما حزب الله فبالذات معني.
في الضفة، في اثناء نهاية الأسبوع أيضا، كان الجيش الإسرائيلي مطالبا بان يعمل في نابلس، في جنين وفي طولكرم. الجيش والشباك يحاولان الإبقاء على مستوى القتال في الضفة بشكل لا يدهور إسرائيل الى جبهة قوية أخرى.
ولم نتحدث بعد عن ايران، رأس الافعى. حكومة إسرائيل لم تتخذ قرارا فيما تريد ان تفعله مع ايران. إسرائيل ملزمة بان تهاجم بقوة بعد الهجوم الإيراني قبل نحو أسبوعين، لكن موضوع ايران معقد. وذلك أيضا بسبب الاسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، لكن أيضا بسبب كل الدول المعتدلة في الشرق الأوسط. مسألة سعر النفط والغاز، الضرر المحتمل من جانب ايران ضد مقدرات الولايات المتحدة او الدول المعتدلة، التأثير على الانتخابات في الولايات المتحدة. كل هذه هي جزء من الاعتبارات.
وعليه، مثلما ذكر أعلاه، فان حكومة إسرائيل ملزمة في هذه اللحظة بحساب النفس. ان تقرر كيف نقاتل من الان فصاعدا في كل جبهة، كيف نصل الى النهاية في كل ساحة. كيف نتصدى لتهديدات الدائرة الثالثة وغيرها. عشرة أيام جواب انتهت امس. لكن في الساحة العسكرية والسياسية بقينا بلا أجوبة للمستقبل.