ترجمات عبرية

معاريف: حزب عربي يتبنى أزمات الوسط العربي سيؤدي الى تغيير الحكومة في الانتخابات

معاريف 1/12/2025، افرايم غانور: حزب عربي يتبنى أزمات الوسط العربي سيؤدي الى تغيير الحكومة في الانتخابات

كل من يتابع الاستطلاعات السياسية يلاحظ انه على مدى السنتين منذ 7 أكتوبر تتفوق كتلة المعارضة بأغلبية واضحة على الائتلاف. ومع ذلك، وحسب معظم الاستطلاعات، بدون الموحدة برئاسة منصور عباس لا يمكن لكتلة المعارضة الحالية ان تشكل الحكومة القادمة. رئيس الوزراء نتنياهو الذي يعي جيدا هذا الامر سارع لان يعلن: “اخرجنا حتى الان جزءا من الاخوان المسلمين عن القانون، ونحن نعتزم استكمال هذا العمل قريبا. الجناح الشمالي من الحركة الإسلامية، برئاسة الشيخ رائد صلاح، اخرج عن القانون في 2015، والان، زعما، حان دور الجناح الجنوبي. خطوة نتنياهو هذه، التي بالتأكيد كفيلة بان تتحقق تستهدف منع ضم الموحدة الى الائتلاف، مثلما كان بعد انتخابات 2021، قبيل حكومة بينيت – لبيد. وبالفعل، في هذه الأيام تنطلق أصوات من المعارضة تقول ان الحكومة القادمة ستقوم بدون حريديم وبدون عرب، لكن واضح انه في لحظة الحقيقة سيكون عدم ضم الموحدة الى الائتلاف عائقا امام اقامتها. اذا كان الوضع في الاستطلاعات سيتحقق حقا، يبدو أن رؤساء المعسكر المعارض لنتنياهو سيفضلون ضم عباس والموحدة والا يفوتوا الفرصة الهامة لتغيير هذه الحكومة السيئة.

في فترة العصر الذهبي لحكم مباي في الخمسينيات والستينيات، حرص الحزب الحاكم على إقامة أحزاب عربية تابعة. هذه الأحزاب شكلت من جهة ذراعا سياسيا في وجه أحزاب اليسار الصارخ، مبام (حزب العمال الموحد) وماكي (الحزب الشيوعي الإسرائيلي)، ومن جهة أخرى، كانت نوعا من ذراع الرقابة الحكومية على الوسط العربي. وهكذا أقام مباي على مدى تلك السنين خمسة أحزاب عربية، ابرزها كان “التقدم والتنمية”، الذي عمل في المجال المديني، “الشراكة والاخوة” الذي عمل في أوساط البدو، و “الزراعة والتنمية”، الذي عمل أساسا في الوسط القروي. الكثير من زعماء هذه الأحزاب كانوا من رجال النخبة العربية المحلية، المخاتير، الشيوخ وأصحاب الأراضي الذين كانوا مقربين من مؤسسة مباي، وكان لهم سهلا اكثر ان ينالوا الاذون المختلفة في الفترة التي كان فيها الوسط العربي تحت حكم عسكري. بعد الغاء الحكم العسكري انطفأت هذه الأحزاب واختفت، وفي مكانها قامت أحزاب عربية مستقلة.

في ضوء الوضع الصعب للوسط العربي في إسرائيل هذه الأيام، على خلفية حقيقة أن الحكومة تهمل معالجة الجريمة المستشرية في الوسط، مشوق أن نعرف لماذا لم تطرح مبادرة لاقامة حزب عربي يقوم برنامجه السياسي على أساس معالجة أزمات الوسط دون اتخاذ موقف سياسي. حزب همه معالجة الفرد، شؤون الامن الشخصي، التعليم، الصحة، السكن والبنى التحتية، يكافح في سبيل ميزانيات مناسبة لتحقيق الاحتياجات ويعطي جوابا لمشاكل الوسط.

في ضوء الفشل المطلق للأحزاب العربية التي توجد اليوم في الكنيست، يبدو ان مثل هذا الحزب مع الأشخاص الصحيحين والمناسبين الذي يتبنى مباديء وثيقة الاستقلال ويخدم بإخلاص وسطه أيضا، سيحظى بتأييد واسع. هو كفيل بان يحظى في الانتخابات بأربعة مقاعد على الأقل، وبها سيكون ممكنا ان تقام هنا حكومة براغماتية وناجعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى