معاريف: بدون تجريد حماس لا “قوة استقرار”

معاريف 24-12-2025، آنا برسكي: بدون تجريد حماس لا “قوة استقرار”
قبيل اللقاء القريب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إسرائيل يرسمون خطا أحمر: الانتقال الى المرحلة الثانية في الخطة الامريكية لاعمار غزة – بما في ذلك إقامة قوة استقرار وحكومة تكنوقراط – يحتمل من ناحية إسرائيل فقط بعد تجريد حماس من سلاحها. هكذا حسب مصادر إسرائيلية مطلعة على التفاصيل.
في إسرائيل يعتقدون أنه بدون تجريد حماس بالفعل، فان فكرة قوة الاستقرار لا يمكنها أن تنطلق على الدرب. “لا يمكن، بالتعريف، إقامة قوة استقرار في منطقة تسيطر فيها حماس. لن توافق أي دولة على ارسال جنودها لقتال مخربي حماس والقيام بالعمل الأمني الأسود”.
وحسب مصدر إسرائيلي فان “كل من يتخيل قوة يمكنها أن “تجرد حماس بالقوة” يعيش في اضغاث أحلام”.
تعكس صورة الوضع فجوة واضحة بين موقف إسرائيل وموقف واشنطن. فبينما يدفع الامريكيون وحلفاؤهم الاقليميون نحو التقدم “المتزامن” – أي البدء بإقامة أجهزة حكم واعمار وبالتوازي معالجة مسألة تجريد حماس – في إسرائيل يصرون على أن المفتاح هو التجريد. هذا، حسب التقديرات، ما من المتوقع لنتنياهو ان يقوله لترامب في لقائهما في مار آلاغو في الأسبوع القادم.
ومع ذلك، في إسرائيل يميزون بين سيناريوهين. اذا وافقت حماس على تسليم السلاح والتجريد – تحتمل خطوة موازية تقام فيها قوة دولية وفي نفس الوقت ينفذ جمع السلاح. لكن اذا رفضت حماس – “لا مجال لان تأتي قوة استقرار”، وإسرائيل لن توافق على خطوة في اطارها تدخل قوة اجنبية بدلا من الجيش الإسرائيلي – ما من شأنه عمليا ان يخلق حصانة لحماس.
نقطة خلاف أخرى ستطرح في اللقاء في سياق المرحلة الثانية هي إمكانية ان تدخل قوة الاستقرار الدولية – اذا ما وعندما تتشكل – الى المناطق التي يسيطر فيها الجيش الإسرائيلي في القطاع اليوم.
وحسب مصادر إسرائيلية، فان إسرائيل غير مستعدة لان توافق على ذلك طالما تواصل حماس كونها مسلحة في مناطق غزة. وحسب المصادر، لا تؤمن إسرائيل بان قوة دولية يمكنها “ان تنفذ العمل” حيال حماس او تمنع سيطرتها من جديد وبالتالي لن توافق على ان ينسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي يسيطر عليها مقابل الوعد بان تدخل مثل هذه القوة اليها.
بكلمات أخرى: حتى لو توفر نموذج “مهندس” لقوة استقرار – فان إسرائيل لن ترى فيها بديلا لسيطرتها الأمنية في المنطقة التي توجد فيها اليوم، خشية أن “تتسلل” حماس وتسيطر أيضا على مناطق تعرف كمستقرة.
في حالة الطريق المسدود – أي لا يوجد توافق على تجريد حماس ولا يوجد نموذج قابل للتنفيذ لقوة استقرار – في إسرائيل يتحدثون عن بديل يتمثل بالبدء بخطوات الاعمال فقط في المناطق التي تحت سيطرة إسرائيل داخل الخط الأصفر.
الفرضية هي ان مثل هذا الاعمار سيخلق “جودة حياة محسنة من اللحظة الأولى” في المنطقة التي تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ويجعلها “قوة جذب” للسكان المدنيين غير المتماثلين مع حماس.
في مثل هذا السيناريو كفيل بان تنشأ فجوة حادة داخل القطاع: منطقة تبدأ فيها خطوات الاعمار والبنى التحتية – مقابل مناطق تحت سيطرة حماس تبقى مدمرة. في إسرائيل يقدرون بانه في مثل هذا الوضع يحتمل ضغط اقل على إسرائيل لضخ المساعدات الى المناطق التي تحت سيطرة حماس.
وحسب الرسالة التي من المفترض برئيس الوزراء ان ينقلها الى ترامب، فان إسرائيل ستعرض استعدادا للالتصاق بالخطة والانشغال بالمرحلة الثانية – لكنها لن تقبل واقعا تبقى فيه حماس “شرعية مع سلاح”، ولن توافق على وضع يمنع فيه جنود أجانب في المنطقة الجيش الإسرائيلي من العمل ضد حماس عند الحاجة.



