ترجمات عبرية

معاريف: الصديق المجدي

معاريف – يورام أتينغر – 27/8/2025 الصديق المجدي

الهجوم الجوي الإسرائيلي ضد ايران في حزيران هذه السنة كان الهجوم الجوي الأكثر تعقيدا ونجاحا منذ الحرب العالمية الثانية. فقد شل سلاح الجو ومنظومات الدفاع الإيرانية وشق الطريق لقصف امريكي بلا عراقيل لثلاثة منشآت النووي المركزية في ايران. هذا فقط مثال من بين امثلة عديدة لمساهمة إسرائيلية فاعلة في أمن الولايات المتحدة. 

حملات أخرى كهذه كانت تدمير المفاعلين النوويين في العراق (1981) وفي سوريا (2007) التي أعفت العالم من تداعيات كارثية لحرب خليج نووية (1991) وحرب أهلية سورية نووية (2011 حتى اليوم)، تدمير بطاريات صواريخ ارض – جو للجيش السوري في البقاع اللبناني في 1982، الذي رجح ميزان القوى العالمي في صالح الولايات المتحدة، النشاط العسكري الردعي في 1970 الذي أدى الى انسحاب الاجتياح السوري المؤيد للسوفيات، للاردن المؤيد لامريكا وغيرها. 

ان الامن القومي لحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وفي الشرق الأقصى متعلق بقدر كبير بقواعد عسكرية أمريكية تفترض ميزانية سنوية بنحو 50 مليار دولار ونشاط جنود أمريكيين كثيرين. إسرائيل لا تحتاج الى قواعد عسكرية وقوة بشرية أمريكية على أراضيها (بل لمنظومات قتالية). منذ 1967، مع السيطرة على سلسلة جبال هضبة الجولان ويهودا والسامرة تحولت إسرائيل من مستهلكة أمن الى منتجة أمن بالنسبة للولايات المتحدة، من مشجعة حرب (عقب هشاشتها) الى رادعة حرب. 

أوروبا هي ساحة لقواعد عسكرية أمريكية لكن إسرائيل هي ساحة لقواعد بحث وتطوير كبرى شركات التكنولوجيا الامريكية، التي توجه قوة العقل الإسرائيلية للحفاظ على التفوق التكنولوجي العالمي للولايات المتحدة، في ظل زيادة التصدير وتوسيع العمالة لديها. 

بخلاف الحلفاء الأوروبيين الذين يتعلق تعاونها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بالايديولوجيا (يسار – يمين) للحكومة والرأي العام الداخلي – فان الغالبية الساحقة من الجمهور والمؤسسة السياسية في إسرائيل هي مؤيدة لامريكا بلا شروط، بلا صلة بالهوية السياسية في إسرائيل او الإدارة في الولايات المتحدة.

حكومات أوروبية من الوسط – اليمين تميل للتشديد على المصالح القومية وتميل الى تأييد سياسة الولايات المتحدة. حكومات يسارية تميل الى التشديد على القاسم المشترك مع الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة ومنظمات دولية وتبدي شكوكا تجاه مبادرات عسكرية أمريكية. 

بخلاف حلفاء آخرين للولايات المتحدة، إسرائيل تقدم نتاجا سنويا بمئات في المئة على الاستثمار الأمريكي السنوي بمقدار 3.8 مليار دولار في إسرائيل. استثمار يعتبر بالخطأ كـ “مساعدات خارجية”. إسرائيل تعمل كمختبر في شروط قتالية. هي توفر على صناعات الامن الامريكية سنوات عديدة من البحث والتطوير، والتي تبلغ مليارات الدولارات، تساهم في زيادة التصدير وتوسيع العمالة في الولايات المتحدة وترفع مستوى عقائد القتال الامريكية.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى