ترجمات عبرية

معاريف: الجيش الإسرائيلي سيكون ملزما بتوسيع القوات البرية وخلق توازنا بين الطائرات وعناصر المنظومة

معاريف 9/12/2024، اللواء احتياط اسحاق بريك: الجيش الإسرائيلي سيكون ملزما بتوسيع القوات البرية وخلق توازنا بين الطائرات وعناصر المنظومة

“لعبة مبلغها الصفر” هو تعبير من مجال نظرية الألعاب، يصف وضعا يكون فيه ربح طرف ما خسارة الطرف الاخر، وبالتالي فان مبلغ الربح والخسارة لكل الأطراف هو صفر. بمعنى ربح مشارك ما يأتي على حساب مشارك آخر او مشاركين آخرين. 

بانتظار دولة إسرائيل في المستقبل القريب او البعيد ان تقاتل قتالا قويا في آن واحد في عدة جبهات في نفس الوقت. مثلا، اذا ما نشب قتال مع الجهاد الإسلامي في هضبة الجولان، انتفاضة ثالثة في الضفة او قتال في حدود الأردن مع ميليشيات مؤيدة لإيران.

في مثل هذا الوضع يتعين على الجيش الإسرائيلي ان يبعث بقوات كبيرة للدفاع عن كل هذه الجبهات الثلاثة. ولما كان للجيش الإسرائيلي الصغير لا توجد قوات لارسالها في نفس الوقت الى ثلاث جبهات، فانه سيضطر لان يحشد قواته في الجبهة الأكثر تهديدا، ويترك الدفاع في الجبهات الأخرى. لعبة مبلغها الصفر.

دولة إسرائيل تعيش على المعجزات في العشرين سنة الأخيرة وليس على قدرات عسكرية برية مثبتة. وكله بحكم تقليص كاسح للجيش البري. لحظنا الكبير، في هذه السنين لم تأتي علينا حرب قوية في عدة جبهات في نفس الوقت، حرب بقوة كانت ستستوجب تعزيز كل الجبهات بقوات كبيرة. واذا ما نشبت حرب قوية في المستقبل القريب، في نفس الوقت في عدة جبهات، لن يكون لدولة إسرائيل ما يكفي من القوات للدفاع عنها كلها. 

يوجد فقط طريق واحد لمنع الكارثة، وهو تكبير الجيش البري الى الحجم الذي كان لنا قبل 20 سنة.  جيش كهذا يمكنه أن ينتشر للدفاع وللهجوم في جبهات قتالية أخرى، دون أن يترك أي جبهة. في العشرين سنة الأخيرة قلص المستوى السياسي والمستوى العسكري الجيش البري بالاف الدبابات، بـ 50 في المئة بقوات المدفعية، بالوية المشاة، بالدفاع اللواء وغيرها، وقلصا الجيش البري الى ثلث حجمه قبل عشرين سنة. 

في مثل هذا الوضع المهزوز يضطر الجيش الإسرائيلي الى شد الحبل حتى منتهى حدود قدرته. في الحرب الحالية تبين لنا أنه لا توجد وحدات لتحل محل المقاتلين الذي يقاتلون منذ اكثر من سنة، ولهذا فان الكثيرين منهم منهكون جسديا ونفسيا، ويصوتون بالارجل ولم يعودوا يتجندون لخدمة الاحتياط.  

ليس للجيش الإسرائيلي قدرة على هزيمة حماس الصغيرة وتنظيم حزب الله الكبير لنقص في القوات مما لا يتيح البقاء في الأماكن التي احتليناها ولا يتيح مناورة عميقة. وقف النار مع حزب الله ولد لانعدام البديل لانه ليس بمقدور الجيش الإسرائيلي ان يهزم حزب الله.

في هذه الأيام يعزز الجيش الإسرائيلي قواته في هضبة الجولان خوفا من أن يحاول الجهاد الإسلامي المتطرف الذي سيطر على سوريا التسلل الى هضبة الجولان أيضا. وبسبب نقص شديد في القوات عزز الجيش الإسرائيلي قواته في هضبة الجولان بجنود اخذهم من قواعد التأهيل ودفع بهم الى حدود الهضبة وهكذا فانه يمس بشدة بتأهيل الجيل الشاب للحرب. 

في السنوات الأخيرة يكرر هذا السيناريو نفسه بتواتر المرة تلو الأخرى، ونما جيل غير مهني فقد فصولا كاملة في تأهيله المهني. كما أن الجيش يدفع الى هضبة الجولان بكتائب من النظامي والاحتياط قاتلت منذ سنة ومطلوب ترميمها من الأساس. كل هذا يحصل لانعدام البديل بسبب النقص الشديد بالقوات البرية. 

تصوروا ان تندلع الان جلبة واسعة في يهودا والسامرة، انتفاضة ثالثة، وفي نفس الوقت يبدأ عشرات الاف المتطرفين العربدة في مدننا وبلداتنا ولم اذكر بعد جبهات أخرى مثل سوريا التي ثورة الجهاد المتطرف هناك هي من اضلاع القاعدة. هؤلاء الثوار هزموا منذ الان حكم الأسد وسيكونون اخطر على إسرائيل بعشرات الاضعاف من النظام الذي سقط. 

صحيح أن احتلال الجهاد المتطرف لسوريا يقطع قسما من تهديد الطوق على إسرائيل الذي اقامته ايران مع حكم الأسد من سوريا وحزب الله في لبنان، لكن قد ينشأ بدلا منه تهديد اكبر بعشرات الاضعاف على إسرائيل على طول حدودها الأطول، يشمل سوريا والأردن، اذا ما سيطر الجهاد المتطرف على الأردن أيضا. 

الاستنتاج هو واحد ليس إلا – لا يهم ما يحصل في الشرق الأوسط في السنوات القريبة القادمة، الجيش الإسرائيلي سيكون ملزما بان يوسع الجيش البري جدا وبشكل فوري ويخلق توازنا أصح بين الطائرات وبين عناصر المنظومة الأخرى، كسلاح الصواريخ، الليزر القوي، شراء عشرات الاف المُسيرات، ومضادات الطائرات متعددة الفوهات وغيرها. ان توسيع الجيش البري وشراء وسائل قتالية جديدة سيسمح للجيش بقدرات دفاعية وهجومية اكثر بكثير.

من شأن الجهاد المتطرف ان يحاول السيطرة على الأردن أيضا بمساعدة الأغلبية الإسلامية السُنية المطلقة التي تعيش فيه وتعارض نظام المملكة الأردنية الهاشمية، الذي يترأسه ملك الأردن. حتى لو لم يتحقق هذا السيناريو الكابوسي بشكل كامل، فان التهديد على إسرائيل كان هو اليوم لا يسمح للجيش الإسرائيلي بالقدرة على الصمود في حرب شاملة متعددة الساحات تنفجر بكل قوتها. لحظنا، هذا اليوم ليس الوضع بعد، لكن من شأنه أن يقع في المستقبل الأقرب أو الابعد.

منذ نشوب الحرب استخلص سواء المستوى السياسي ام المستوى العسكري الدرس بوجوب التكبير الفوري للجيش البري لكن شيئا لم يحصل في هذا الشأن. الحكومة تطالب بلطف لكن لا يوجد من يستجيب بلطف. حكومة إسرائيل تواصل استثمار معظم ميزانية الدفاع في الطائرات، وتكاد لا تكبر الجيش البري ولا تستثمر في وسائل القتال الضرورية جدا لنا في الحرب. هذا السلوك يضعنا امام هوة، على مسافة خطوة من طريق لا رجعة منه. 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى