معاريف: أقوياء في النظرية

معاريف – آفي أشكنازي – 14/7/2025 أقوياء في النظرية
يبذل الجيش الإسرائيلي جهدا في شمال قطاع غزة. والهدف هو التطهير بشكل جذري منطقة بيت حانون من تحت ومن فوق الأرض وتدمير كل المباني. بيت حانون في نهاية العملية ستصبح جزر خرائب. كما ان الجيش الإسرائيلي يعتزم الاستيلاء على “تلة السبعين”، تلك التلة التي بين خط الحدود وبين بيت حانون. في الجيش مصممون على الا يبقوا ذكرا لحماس في شمال القطاع – لا في جباليا، لا في بيت لاهيا، لا في بيت حانون.
العملية العسكرية كفيلة بان تستمر لبضعة أيام أخرى. في الجيش يفهمون منذ الان بانهم في نهاية إجراءات المناورة القوية في اطار حملة “عربات جدعون”، وان المفاتيح تعود الان الى المستوى السياسي. عليه أن يتخذ القرار، هل نسير الى صفقة مخطوفين ووقف نار؟ هل نسير الى احتلال غزة انطلاقا من الافتراض باننا سنفقد المخطوفين – بعضهم او كلهم؟ او هل نجمد الوضع ونخوض حرب عصابات حيال مخربي حماس.
في هذه الاثناء، في الجيش الإسرائيلي يحاولون جمع إنجازات تكتيكية بدء بضرب منظومات القيادة لحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة وحتى العثور والتصفية لمخربين آخرين شاركوا في مذبحة 7 أكتوبر.
لقد كانت الخطة لحملة “عربات جدعون” هي خلق ضغط على حماس يؤدي الى تحرير المخطوفين. وكان يفترض بالضغط ان يأتي من عدة اتجاهات: انهاك القوة العسكرية لحماس، إصابة المسؤولين الكبار، تجفيف مصادرها المالية، الاستيلاء على الأرض والمس بالحكومة واثارة المواطنين الغزيين ضدها.
كل هذا كان جيدا في النظرية. في هذه اللحظة لا يبدو أن الجيش الإسرائيلي نجح في أن يحرك حماس عن سلوكه في المفاوضات. لماذا؟ لان الموساد أولا وقبل كل شيء نجح حتى الان في ان يمس فقط بمسؤول كبير حماسي واحد في الخارج. ليس اكثر من ذلك. صحيح ان إسماعيل هنية صفي في طهران في عملية مبهرة، لكن منذئذ يبدو ان الموساد لا يضع حقا تصفية كبار مسؤولي حماس – أولئك الذين يديرون السياسة المتصلبة لمواصلة الحرب – على بؤرة الاستهداف، رغم انه اعلن عنهم كابناء موت.
مشكلة نهاية حملة “عربات جدعون” هي في ان الضغط الذي تعتزم إسرائيل ممارسته على حكم حماس كفيل بان يمارس عليها – في التغطية الإعلامية العالمية، وكذا في ثورة شعبية تشجع مهتمين في القطاع، وحتى احتدام عمليات حرب العصابات ضد قوات الجيش – حتى في مستوى عمليات متراكمة، مثلما كان في الماضي في غزة، في لبنان، في العراق وفي أفغانستان (في الحالتين الاخيرتين تجاه الأمريكيين).
الجيش الإسرائيلي الرسمي يقول انه سينفذ كل ما يصدره له المستوى السياسي من تعليمات. لكن في الجيش أيضا يفهمون بانه ملزم بالمستوى القيمي بإعادة الـ 50 مخطوفا. وهو واع لحقيقة أن الفشل في اعادتهم سيكون مثابة وصمة عار على جبين الجيش الإسرائيلي لكل الأجيال.
ان المفاتيح للتسجيل في صفحات التاريخ موضوعة الان في يدي رئيس الوزراء. السؤال هو هل سيصمم نتنياهو والمستوى السياسي فصل النهاية لحرب السيوف الحديدية، ام يعد لنا موسما آخر في فيلم الحرب التي لا تنتهي في غزة.