ترجمات عبرية

معاريف: أرض عدو

معاريف – آفي أشكنازي – 10/7/2025 أرض عدو

بينما تجري في واشنطن وفي الدوحة اتصالات حثيثة لوقف القتال والاعلان عن وقف نار وتحرير جزء من المخطوفين الإسرائيليين الذين يحتجزون منذ اكثر من سنة وتسعة اشهر في أسر حماس يبدو أن الجيش الإسرائيلي يحاول في الأيام الأخيرة تصعيد القتال كي يحدث إصابة اشد بمن تبقى من منظومات حماس في غزة. 

في شمال القطاع أنهت فرقة 162 احتلال وتطهير مجال جباليا مما أتاح تكليف لواء جفعاتي بمهمة الحفاظ للمرة الرابعة على مجال بيت حانون. في الجيش مصممون على تدمير القرية التي فيها بضع عشرات المخربين، ممن شارك بعضهم في الحادثة القاسية التي قتل فيها خمسة مقاتلين من كتيبة نيتسح يهودا واصابة 14 آخرين. 

الاتفاق الذي سيتم في الدوحة وفي واشنطن هو فقط خطوة تكتيكية لوقف مؤقت للقتال لغرض تحرير قسم من المخطوفين. حماس بحاجة الى هذا الاتفاق كالهواء للتنفس. فهي محشورة حيال القوة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي وفي عدم قدرتها على التحكم بالمساعدات الإنسانية على حد سواء. واضح منذ الان انه في كل تسوية، تقلص قطاع غزة بما لا يقل عن 10 في المئة وربما اكثر. 

في اثناء الاحتفال الختامي في دورة الضباط في كلية الامن القومي، قال امس وزير الدفاع إسرائيل كاتس: “اطلع كل يوم في المادة الاستخبارية بان حماس تسعى كل الوقت للعودة الى غايتها الأساسية – إبادة إسرائيل. هذا كان صحيحا قبل 7 أكتوبر، حين خططت حماس لمساعدة ايران في تحقيق الخطة لابادة إسرائيل، وهذا صحيح الان أيضا. نحن نوجد في نقطة زمنية حرجة لامن إسرائيل ولتصميم مستقبلنا في الشرق الأوسط. محظور ان نكون غير مبالين ويجب الاستعداد للمستقبل كما ينبغي”. 

اقوال كاتس صحيحة وحقيقية. في كل توليفة ستكون حماس وحدود غزة ارض عدو يجب فتح العين عليها، لكن أيضا مواصلة العمل فيها بالانزال، بالضبط مثلما يعمل الجيش الإسرائيلي في لبنان وفي سوريا ويعتزم العمل هكذا في ايران أيضا. وعليه فليس واضحا لماذا تخاف إسرائيل جدا الإعلان عن انهاء الحرب والانتقال الى المرحلة التالية من مفهوم الدفاع، إذ ان أحدا في العالم لن يتمكن من أن يفرض على إسرائيل الامتناع عن اعمال الدفاع عن النفس: الدخول الى الأرض على الاقدام وكشف انفاق ومنصات اطلاق، تصفية مخربين وتدمير مباني تستخدم كبنية تحتية للارهاب. 

في هذه اللحظة إسرائيل ملزمة بان تضغط في عدة اتجاهات. أولا، تحقيق مزيد من الإنجازات التكتيكية التي تحمل حماس على أن تفهم بان لا قدرة لها على إعادة البناء. ثانيا، العمل لتصفية قيادة حماس في كل الشرق الأوسط – من تركيا، عبر سوريا ولبنان وحتى قطر وفي كل مكان آخر. بدون هذه التصفيات لن يكون نصر او حسم حقيقي. وأخيرا، على إسرائيل أن تعمل على التحرير الأسرع لعموم الخمسين مخطوفا. إسرائيل يمكنها أن تتعهد بوقف الحرب وهي مخولة في نفس الوقت لان تعلن بانها ستحقق حقها في الدفاع عن النفس، بالضبط مثلما أوضح الوزير كاتس. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى