أقلام وأراء
مروان إميل طوباسي: أنتصار ممداني هو أنتصار للعدالة والفكر التقدمي

مروان إميل طوباسي 6-11-2025: أنتصار ممداني هو أنتصار للعدالة والفكر التقدمي
جاء انتصار زهران ممداني لرئاسة بلدية نيويورك على خلفية حملة ركزت على قدرة الناس على تحمل تكاليف المعيشة والإسكان الميسور والبطالة وقضايا اجتماعية أخرى ذات مضمون تقدمي اشتراكي ، وإحداث تغيير جذري داخل الحزب الديمقراطي ورفض السياسات التقليدية، ما يجعله نموذجا للقيادات الجديدة التي تعكس طموحات الطبقة العاملة والشباب والأقليات في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم ، وبالمتغيرات المفترضة أيضا في الفكر اليساري التقدمي بما يتواءم مع الأحداث المتسارعة والجارية في عالمنا اليوم .
هذا الفوز يتجاوز كونه نجاحا شخصيا ، ليصبح إشارة إلى إمكانية تحول سياسي أوسع داخل أميركا وإمكانية بروز تيار ثالث على الساحة الحزبية ذات القطبين هناك .
هذا النجاح الذي يتوجب استثماره من جانبنا نحن الفلسطينين بشكل ذكي ، بعيدا عن اعتمادنا على السياسات القديمة التي اتُبعت ولم تُعطي النتائج المطلوبة من خلال حصر علاقاتنا مع تقاليد واقطاب أحد الحزبين وسياسات تفضيل أحدهما على الآخر خلال السنوات السابقة .
اليوم تظهر قدرة الوجوه الجديدة التقدمية واليسارية ، الى جانب بيرني ساندرز وجيل ستاين التي كانت مرشحة الرئاسة بالأنتخابات السابقة والتي لم تحظى بتوجيهات رسمية لجالياتنا هنالك لدعمها حتى من خلال المبدأ ، بغض النظر عن عدم إمكانية نجاحها ، كذلك إلهان عمر ورشيدة طليب ، في إعادة تشكيل السياسات والمواقف ، وفي تحفيز المشاركة الشعبية وتحدي النخب التقليدية والقدرة على هزيمة اليمين الترامبي .
وبالنسبة لنا نحن الفلسطينيين ، يشكل هذا الانتصار رمزاً للتغيير وللأمل في تمثيل أفضل لقضايا الحقوق المدنية والاجتماعية، والتي أصبحت عدالة فلسطين جزءًا منها خلال الانتفاضة الدولية الشعبية المتصاعدة على أثر انكشاف الفكر الصهيوني وحقيقة دولة الأحتلال والسياسات الأميركية الحليفة والمتوحشة ، وإمكانية وصول هذا التغير الاجتماعي السياسي إلى مراكز القرار وحتى إلى أوساط الجاليات اليهودية لتقديم صوت قضايا العدالة والمساواة ، بما فيها دعم الحقوق التاريخية لشعبنا الفلسطيني على مستوى الوعي السياسي والمجتمعي .

\




