عيسى قراقع: الأسطول قادم… وغزة في الانتظار

عيسى قراقع 4-9-2025: الأسطول قادم… وغزة في الانتظار
ها هو الأفق يتّسع للعدل، والبحر يمخره الأمل.
ها هم القادمون، لا مدججين بالسلاح، بل محملين بالضمير، حاملين في قلوبهم صرخة الإنسانية التي سُجنت خلف الحصار.
أيها المتضامنون، يا من جئتم من ضفاف الأرض المختلفة، لا تحملون إلا كرامة الإنسان سلاحًا،
أنتم لستم مجرد قافلة، أنتم سؤال كبير في وجه الصمت العالمي:
هل تُعزل المدن؟ هل يُجوع الأطفال؟ هل تُترك الأم تصرخ في العراء، لأن الجغرافيا شاءت أن تُولد في غزة؟
فلسفة وجودكم اليوم، أن تضعوا الإنسان قبل السياسة، الحياة قبل الحدود، والحرية قبل الخوف.
أنتم لا تكسرون حصار غزة فقط، بل تكسرون جدارًا في وعينا، يهدم الفروق المصطنعة بيننا.
أنتم تقولون لكل من اعتاد أن يدير وجهه: “لا عذر بعد اليوم”،
فمن عرف، ولم يتحرك، صار جزءًا من الجريمة.
أنتم، بتقدمكم نحو الميناء المحاصر، توقظون العالم من سباته.
أنتم المرآة التي يرى فيها كلٌ منا نفسه:
إما إنسانًا حُرًا، أو متفرجًا على خنق الحياة.
غزة لا تنتظر المساعدات فحسب، بل تنتظر العدالة.
وغزة، أيها الأحرار، لا تُحرَّر فقط من الخارج، بل من داخلنا نحن — من صمتنا، من حيادنا، من خيبتنا في أن نكون كما يجب.
فامضوا، ولا تلتفتوا،
فالبحر يعرف طريقه،
والحق لا يغرق،
وغزة، برغم كل شيء، لا تموت.