شجاع الصفدي: لقد قررت حماس أن تحارب (40)
شجاع الصفدي 1-12-2025: لقد قررت حماس أن تحارب (40)
خلاف بوتين مع أكرانيا سياسي، السعودية قامت بعاصفة الحزم على اليمن بدوافع سياسية، حروب سيطرة وبقاء تبدأ من خلاف سياسي يتطور لنزاع جغرافي، ثم يتحول لصراع على البقاء.
بالنسبة لفلسطين تحويل الخلاف السياسي لصراع بقاء أسبابه تراكمية خلال عشرين عام من حكم حماس.
لكن الفرق أن الخلاف السياسي الذي كان بين فصيلين على الحكم والسيطرة أصبح ملهاة عبثية بالنسبة للشعب في غزة، تتزامن مع حصاد أرواح في حروب بلا نهاية.
بعد نكبة أكتوبر تحول الخلاف السياسي بين حماس والمعارضين من الشعب لصراع كينونة، الشعب يطمح للحياة، يريد البقاء ، أصبح الأمر بقاء شعب أو بقاء حزب ، وعلى ذلك قس تفاصيل المعارضة بأنماطها المختلفة.
الكتاب والنشطاء خلافهم سياسي، هذا صحيح، لكنهم لو لم يخوضوا صراعا فكريا ضد حكم حماس لما كنت تجد شخصا واحدا في الشارع ينتقد أو يرفض أو يعلن موقفه صراحة عبر شاشة أو منصة .
من يقول ويكتفي بالتنظير على شعب غزة أن عليهم حمل السلاح ضد حماس هو ساذج لا يعرف شيئا عن طبيعة غزة ، أو مغرض له أهداف أخرى ، ليس لأن شعب غزة جبان، بل لأن الناس تدرك قابلية حماس لفتح حمامات د.م تفوق ضحايا الحرب حال محاولة مواجهتها بالسلاح، بل سوف تجد شرعية لكل ما تفعله وكل ما فعلته .
إذن من عليه حل المعضلة ؟
شعب لا يمكنه أن يتجه نحو مجابهة بالسلاح ضد تنظيم يؤمن أن معارضته بمثابة اعتراض على القدر؟
أم المتسبب بترك الشعب عشرين عاما لمواجهة مصيره ؟
برأيي أن المسؤول عن تصحيح الخلل وتعويض الشعب بدلا من مطالبته بالانتحار، هو السلطة والرئيس أبو مازن، والذي على مدار عشرين عاما لم يتخذ قرارا واحدا يضعف حكم غزة أو يهز أركانه، بل ظلوا يزعمون ويرددون أن غزة تأخذ النصيب الأكبر من الميزانية، بينما في الحقيقة أنهم كانوا يشكلون عمدا رئة تنفس لحكم حماس، ومن يغفل عن ذلك كمن يتعمد أن يغطي عينيه بعصابة سوداء كيلا يرى الحقيقة.
كثيرا ما تصادفنا كتابات وآراء وتعليقات تطالب شعب غزة بحمل السلاح ومواجهة حماس، وتتهم الشعب بالجبن، لكن هؤلاء جميعا تناسوا أو غفلوا أن من فرّط بالعهدة هو الملزم باستعادتها .
شعب غزة ليس مطلوبا منه أن يشكل دور الطريدة ولا الذبيحة كي ترضى عنه السلطة وحماس .
شعب غزة سئم من دور الخزان الثوري الدامي الذي فرضته حماس، وانفجر قهرا من دور الجبان الذي تصوره السلطة وكأنه لا يسعى للخلاص .
غزة الشامخة تحتضر، وتحوم النسور من علٍ تنتظر جيفتها ، بينما تحاصر أهلها الضباع لتجهز على ما تبقى .
لسان الغزاوي يقول لكل قياداته: اغربوا جميعا عن وجوهنا، نريد أن نلملم جراحنا ، منا من يريد أن يرحل، ومن يريد أن يبني مجددا ويتعافى، ومن يريد أن يستمر في المحاولة، هذا حقنا نحن لا سوانا، وكل ذلك لن يحدث تحت رايتكم وقيادتكم .
اتركوا شعب غزة وشأنه، يقبل من يريد، ويرفض من يريد، سواء وصاية دولية أو عربية أو فضائية، ما دمتم غير قادرين على حمايته وتعويضه، فكل ما يحيط بنا من ممارسات وأحداث تشير إلى أن الخلاف السياسي بلغ حدا داميا، وبات صراعا على البقاء، وصراع كهذا لن يبقي ولن يذر.



