أقلام وأراء

د. علي الجرباوي: في مواجهة أتون “خطة ترامب”

د. علي الجرباوي 2-102-2025: في مواجهة أتون “خطة ترامب”

منذ أن أعلن الرئيس الأميركي عن خطته لإنهاء الحرب على غزة، وردود الفعل الفلسطينية التي تتفاوت في السلبية تتوالى. الأقل سلبية من هذه الردود يدعو للقبول الاضطراري بهذه الخطة المحشوّة بـ»الاستهدافات المُلغّمة» للقضية الفلسطينية، فقط لأنها تُشكّل المدخل لإنهاء الحرب الفظيعة على القطاع، والسبيل الوحيد لتجنيب الأهل في غزة من تحمُّل المزيد من الكوارث المنهالة عليهم منذ عامين. أما الأكثر قتامة في هذه الردود فهو ما يعتبر أن هذه الخطة هي هندسة إسرائيلية – أميركية لشطب القضية الفلسطينية بشكل نهائي، والقضاء على أي أمل فلسطيني بالتحرر والاستقلال. وبين هذا وذاك تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بآراء اللائمين والمتشككين والمُتهكمين والمُتشفّين بـ»الطرف الآخر» الفلسطيني، وكأن الوضع مناسب للاستمرار، بل والإغراق، في مبارزة التنابز التناكفي الكاشفة عن مدى تدهور وضعنا الداخلي.

أرجو أن يتسع صدركم لتحليل مغاير يدعو للتعاطي بإيجابية مع هذه الخطة، متخطياً المظاهر السلبية المحيطة بها، ومنطلقاً من الدلالات الجوهرية التي تحملها، والإمكانيات المستقبلية التي تفتحها. صحيح أن المجال ضاق علينا لدرجة الإطباق بعد توالي الإعلانات المرحّبة بخطة ترامب من أطراف إقليمية ودولية مؤثرة. هذا يجعل للرفض أو المناكفة أو المراوغة لكسب الوقت ثمناً عالياً لم يعُد أحد يقبل بالمشاركة بتحمّله، ويفتح المجال لنتنياهو وزمرته للاستمرار في الحرب المروّعة، وهو بحدّ ذاته سبب كافٍ لضرورة القبول بها دون تلكؤ أو اشتراطات لم يعُد بالإمكان إملاؤها. كما وصحيح أيضاً أن إيقاف الحرب الفظيعة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، وقطع نزيف التضحيات الهائلة التي يتحملّها الفلسطينيون هناك بصبر نادر، يُشكّلان سببين موجبين للتجاوب مع أي مبادرة أو خطة تؤدي إلى الوقف الفوري لهذه المقتلة المستمرة بدون هوادة.

مع أن السببين المذكورين كافيان لتحقيق الموافقة الفلسطينية على خطة ترامب، إلا أن هناك دواعي أخرى تقتضي هذه الموافقة. بعد اندلاعها، تنتهي الحروب إما بانتصار طرف وهزيمة واستسلام الطرف الآخر، أو إن تعذّر ذلك فعن طريق تسوية تتم بين الطرفين المتحاربين، يتحين كل منهما الفرصة الأنسب لصالحه لاقتراح التوجه إلى تسوية، وإن لم يحصل ذلك، فبفرض تسوية من الخارج على الطرفين. في حالة الحرب على غزة، صحيح أن إسرائيل تمكنت من تدمير القطاع، والقيام بعملية إبادة ومجاعة جماعية لسكانه، ألحقت بهم أقصى درجات الأذى، ولكنها مع ذلك لم تستطع تحقيق هدفها المعلن بنصر مطلق. بل على العكس من ذلك، وكما يتبين من تحليل متأنٍ للحيثيات الأساسية لخطة ترامب أن إسرائيل خسرت هذه الحرب، وكانت بحاجة، وفقاً لمناشدات متعاظمة ومتوالية من داخلها، لتدخُّل خارجي يُنقذها من توالي النكسات والتداعيات التي تتراكم آثارها السلبية لتعصف بمستقبلها. هذا لا يعني على الإطلاق أن حركة حماس هي التي حققت الانتصار في هذه الحرب، ولكنها صمدت ولم تستسلم في أرض المعركة رغم الضربات الموجعة التي تلقتها، والويلات الفظيعة التي حاقت بالقطاع.

لأن الحرب لم تنتهِ جرّاء تحقيق أحد الطرفين للنصر المطلق على الآخر، ولأنهما لم يكونا على استعداد للتوصل إلى تسوية بينهما، فقد فُرضت عليهما التسوية من الخارج. لقد كانت الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً حتى الآن تئن، رغم استمرار التبجُّح، تحت وطأة ضغوط داخلية وخارجية متصاعدة. في الداخل، كان وضع جيشها، بشهادة جنرالات كُثر، مستنزَفاً معنوياً وقتالياً، وكانت الجبهة الداخلية تعاني من حالة استقطاب حادة سببت فيها اضطراباً حقيقياً، في حين واجهت قطاعات اقتصادية حيوية انتكاسات جوهرية. ولأن الحرب استمرت لفترة طويلة لم تعهدها إسرائيل سابقاً، فإن الندوب الناجمة عن كل ذلك سيكون لها آثار عميقة وبعيدة المدى. أما على الصعيد الخارجي، فقد انهارت صورة إسرائيل الإيجابية في مختلف أرجاء العالم، وواجهت رأياً عاماً عالمياً مندداً بأفعالها المشينة، وقرارات استجلاب صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، وملاحقات قضائية لإسرائيليين في عديد من الدول، وتصدُّعاً في صُلب التحالف الغربي الداعم التقليدي لها، وتحركاً دبلوماسياً سعودياً – فرنسياً قاد إلى سيلٍ من الاعترافات الوافدة من دول وازنة في النظام الدولي. كل ذلك أدى ليس فقط إلى نبذ إسرائيل في دوائر تتسع عالمياً، بل أيضاً إلى تزايد عزلة موقف الإدارة الأميركية الداعم لإسرائيل بلا حدود.

أدت كل هذه التحولات إلى تكثيف الضغط على إدارة ترامب من جهات حليفة متعددة، عربية وغربية، مطالبة بوقف الحرب الجائرة على غزة. وقادت لغة المصالح ترامب لتعديل موقفه السابق والثابت ليس في دعم مواصلة الحرب الإسرائيلية على غزة وحسب، بل أيضاً إلى طرح فكرة «تملُّك» أميركا للقطاع وطرد جميع سكانه الفلسطينيين منه إلى الأبد. تلقّف نتنياهو وزبانيته من الوزراء المتطرفين هذه الدعوة بابتهاج شديد، واستخدموها كغطاء لتنفيذ حزمة إجراءات عملية تحوّلها إلى واقع نافذ. لقد طفا الهدف الصهيوني الدفين القاضي بطرد الفلسطينيين من فلسطين على السطح، وأصبح الأساس الذي تُستكمل عليه الحرب، لطرد فلسطينيي غزة ابتداءً، قبل التحوّل في تنفيذ الإجراءات على الفلسطينيين في الضفة تالياً. لقد أصبح الطرد خطراً حقيقياً ماثلاً في رسم التحقيق.

جاء تعديل موقف ترامب ماثلاً في الخطة التي أعلن عنها مؤخراً بعد مشاورات مع دول عربية وإسلامية، من جهة، وإسرائيل، من جهة أخرى. ومع أن هذه الخطة لا تتجاوب مع المطالب الفلسطينية/ العربية – الإسلامية بشكل كامل، فهذا الطرف ليس المنتصر بالحرب، ولا يملك القدرة على إملاء شروطه، إلا أنها لا تتجاوب كذلك مع كامل رؤية ومطالب نتنياهو وحكومته اليمينية أيضاً، كونها أيضاً ليست الطرف المنتصر القادر على إملاء شروطه كما يشاء. والدليل على ذلك تضمُّن الخطة لخمس مسائل جوهرية تُسقط أهداف نتنياهو وحكومته المتطرفة، وتجعل من حربه مهمة فاشلة، باستثناء توظيفها كماكينة وحشية للقتل والترويع والتدمير.

أولاً، مع أن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع سيأتي على مراحل مرتبط تنفيذها بجمع السلاح من حركة حماس، إلا أن الخطة تتضمن التزاماً بعدم تمكين إسرائيل من احتلال دائم أو ضم للقطاع، بعد أن أصبح ذلك هدفاً علنياً طالبت فيه أطراف حكومية، وباشرت الاستعدادات لضم شمال القطاع، على الأقل، وإعادة الاستيطان بعد حشر ما يتبقى من الفلسطينيين في الجزء الجنوبي الغربي من القطاع. لذلك، يُعتبر ورود التزام واضح بأن القطاع سيبقى كاملاً متكاملاً، أرضاً فلسطينية غير منقوصة أمراً إيجابياً، خصوصاً بعد أن أصبحت السيطرة الدائمة عليه خلال فترة الحرب محل تنازع إسرائيلي – أميركي.

ثانياً، في ضربة لجوهر المشروع الصهيوني والتطلعات الإسرائيلية التي «فاعت» خلال هذه الحرب، اشتملت الخطة على بند واضح بعدم طرد الفلسطينيين من القطاع، والامتناع عن مطالبة أي فرد بمغادرته، مع احتفاظ كل من غادر ويغادر بحق الرجوع والعودة إلى القطاع. هذا الهدف الذي سعت هذه الحرب لتحقيقه سقط، وفي سقوطه يكون المشروع الصهيوني قد بلغ مداه الأقصى. فإن كانت حرب بهذه القسوة والضراوة قد فشلت في تحقيق الطرد، فقد عاد الصراع ليتموضع داخل فلسطين، وليس من خارجها، وهذه مسألة على غاية الأهمية. في هذا السياق، ينبغي تقدير الموقف الصلب لكل من مصر والأردن، الذي حال دون تمكين إسرائيل من تحقيق مبتغاها في الطرد الجماعي للفلسطينيين.

ثالثاً، مع أن الخطة تقضي بوجوب جمع السلاح من حركة حماس، إلا أنها لم تُحقق لإسرائيل في هدفها المعلن بالقضاء المبرم على الحركة. فالخطة تضمنت بنداً يعطي الخيار لأعضاء الحركة إما بالمغادرة الآمنة للقطاع، أو البقاء «بعد إلقاء السلاح… والاندماج في الحياة المدنية». هذا البند يترك الباب موارباً لإمكانية إدماج الحركة في المستقبل في الحياة السياسية الفلسطينية.

رابعاً، مع أن الخطة تطالب السلطة بإجراء إصلاحات أصبحت جوانبها متداولة منذ فترة من الزمن، إلا أنها، بعكس إصرار نتنياهو، لا تستثنيها من «تولي الحكم في غزة في نهاية المطاف». كان نتنياهو، ولا يزال، مُصرّاً على عدم تمكين السلطة الفلسطينية من العودة لبسط سلطتها على القطاع، ولذلك رعى الانقسام، لأنه كان يريد الحيلولة دون توفير الإمكانية لقيام الدولة الفلسطينية. وتضمُّن خطة ترامب لبند يُشير إلى أن مستقبل الضفة والقطاع هو الوحدة تحت سلطة فلسطينية واحدة هو أمر إيجابي. ويجدر في هذا السياق التنويه إلى أن ترامب تعهد علناً بمنع إسرائيل من ضم الضفة، بعد أن كان يكرر قبل فترة وجيزة أن إسرائيل دولة صغيرة الحجم وبحاجة لمساحة أكبر، في تلميح واضح إلى موافقته الضمنية ضم إسرائيل لمعظم مساحة الضفة.

وخامساً، على العكس من الإصرار الإسرائيلي على عدم قيام دولة فلسطينية، تحتوي خطة ترامب على بند بعنوان «مسار نحو تقرير المصير الفلسطيني» يفتح المجال، بتوافر الشروط، «لإنشاء مسار موثوق نحو الدولة الفلسطينية». ومع أن هذه الصياغة مرنة، ولا تُعتبر التزاماً بإقامة الدولة الفلسطينية، وقد لا تُفضي لذلك، إلا أن الإشارة لتقرير المصير مهمة، وتُبقي موضوع الدولة قائماً وقيد التداول، وهو بالتأكيد يتعارض تماماً مع توجه نتنياهو، ومع رأي أغلبية الإسرائيليين حالياً.

مع أن ورود هذه المسائل التي تتجاوب، وإن لم يكن بشكل قاطع وصارم، مع مرتكزات جوهرية لنا فلسطينياً، هو أمر إيجابي يمكن أن يُبنى عليه فلسطينياً، إلا أن ذلك يجب ألا يقود انسيابياً للوقوع في وهم اعتبار أن هذه الخطة بمجملها جيدة للفلسطينيين، إذ إنها ليست كذلك. فمقابل تجاوبها مع بعض المطالب الفلسطينية، إلا أنها تُطالب بتحويل القطاع إلى منطقة منزوعة السلاح، تحت إدارة لجنة فلسطينية مؤقتة ليست مرتبطة بالسلطة الفلسطينية، تشرف عليها هيئة دولية برئاسة الرئيس الأميركي تُدعى «مجلس السلام»، وتطلب من السلطة الفلسطينية إجراء إصلاحات عميقة، جزء منها ليس مطلوباً وواجباً فلسطينياً، وإنما يُملى تلبية لمطالب إسرائيلية، ولا تضع تواريخ محددة لإنهاء الوجود الإسرائيلي في القطاع. كما ولا يرد فيها أي ذكر للضفة وتسارع عملية الاستيطان فيها.

بالمحصلة، هذه خطة توقف الحرب، وهذا أمر أساسي وضروري ومُلِّح، وتتضمن إشارات مهمة تكبح جماح اندفاعة الهيجان الإسرائيلي اليميني، ولكن إلى جانب وضعها مطالبات قاسية على الجانب الفلسطيني. في مثل الوضع الصعب الذي وصلنا وأوصلنا أنفسنا إليه، يجب الحذر من أن يكون التعامل معه بردة فعل تقليدية معتادة ومُستسهِلة فلسطينياً، وهي الرفض، كونه الأمر الأسهل الذي يُرضي المشاعر، ولكن لن يلبي لنا المطالب، بل سيقودنا إلى ضرورة تحمّل المزيد من الكوارث. يجب الانتباه إلى أننا لن نربح الحرب حتى لو خسرها الإسرائيليون، فتكلفتها علينا باهظة وتتراكم. كما أننا معرّضون لإمكانية خسارة التأييد المتنامي الذي تحظى به القضية الفلسطينية حالياً، فخطة ترامب تحظى بتأييد إقليمي ودولي عريض، وستتألب المواقف الرسمية، إقليمياً ودولياً، على من يرفضها، وسيبدأ الرأي العام العالمي بالتوجّه في ذلك الاتجاه.

منذ مطلع القرن الحالي ونحن نقترف الخطأ تلو الآخر، راكمنا نتائجها السيئة علينا حتى أوصلنا أنفسنا إلى حالة الضيق الذي نحن فيه الآن. علينا أن نتحمّل المسؤولية عن هذه النتائج، ولا نستمر في التفتيش دائماً عن ذرائع تريحنا وتلقي بالمسؤولية على الآخرين. نحن نجني نتائج قراراتنا وأفعالنا، كما وقسوة الظروف المحيطة والمحيقة بنا. فنحن الطرف المُستهدف والأضعف في معادلة موازين القوى، ما يعني أنه لن يتوفّر لنا طرف أو أطراف على استعداد لإسنادنا ومدّنا بالعون المطلوب، خالصاً من سلاسل القيود والاشتراطات. علينا أن نواجه هذه الظروف القاسية بإيجابية وفاعلية، بأن لا نراكم عليها راقاتٍ من الاستمرار في تكرار اقتراف نفس النوعية من الأخطاء الذاتية. هذا يتطلّب منا وقفة محاسبة مع الذات، يكون أول نتائجها استخلاص أن الاستمرار في اتّباع الطرق الذرائعية لتحاشي مواجهة اتخاذ قرارات قد تكون غير مناسبة شعبوياً، ولكنها مع ذلك ضرورية لضمان عدم الفتك بوجودنا وقضيتنا الوطنية، لم يعد سبيلاً مناسباً لمواجهة الأخطار العاتية التي تعصف بنا.

في السياسة، يوجد بون شاسع بين الرغبة والقدرة والاستطاعة، والطرف الذي يبقى محكوماً لرغباته دون اهتمام بربطها مع قدراته واستطاعته المرتبطة بعاملي الزمان والمكان، محكوم بأن يخسر، ونحن نعاني من تراكم الخسارات. فالسياسة هي شأن حسابات عامل القوة، وكيفية توزيعها، وإقامة التحالفات لتعزيزها. نحن بحاجة إلى مراكمة الأصدقاء، وليس زيادة الأعداء، خصوصاً في وقت تخسر فيه إسرائيل حلفاءها وأصدقاءها التقليديين. هذا يتطلّب إحداث تحوّل في طريقة تفكيرنا وعملنا، والانتقال للتعامل بإيجابية مع الممكن المُتاح، وليس استمرار السعي نحو المُطلق المُغلقة عليه الأوصاد. علينا أن نتعلم قيمة المثابرة والمراكمة، من خلال إتقان فن المراوغة. وفي حين أنه من الواجب علينا ألا نتخلى عن أهدافنا، يُفترض بعد كل التجارب المريرة التي مررنا بها، وأبعدتنا عن تحقيق هذه الأهداف، أن نختطّ طريقاً مغايراً يقوم بالأساس على الانهماك الذاتي في عملية موجهة لمراكمة الجزئيات صعوداً، وليس انتظار أن يسقط الهدف المرغوب علينا بتدخُّل خارجي نعلم بقرارة نفوسنا أنه لن يتأتى.

خطة ترامب هي الواقع الوحيد المتاح إقليمياً ودولياً، الآن. يمكن لنا أن نستمر في سردية السلبيات، وهي بالفعل كثيرة ويجب أخذ الحيطة والحذر منها. ويمكن أن نتعامل بفاعلية مع «خروم الإبرة» الإيجابية الموجودة فيها، ونضع كل جهودنا لتوسيعها. الأمر لنا لنقرر كيف نختار المسار القادم، ولن نتمكن من «النجاة» بمجرد قذفه على الآخرين، ولعلّنا لمرّة نختار القرار الأصعب، وليس المعتاد، الروتيني، والأسهل.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى