أقلام وأراء

د. عبد المنعم سعيد: أشرف مروان: لماذا الآن؟

د. عبد المنعم سعيد 6-10-2025: أشرف مروان: لماذا الآن؟

برزت فجأة فى الإعلام العبري قصة البطل المصري العظيم «أشرف مروان» خلال الأيام القليلة الماضية وسط غمامة كبيرة تشير إلى اتهامات باختراق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ومناقشات عن الاستعدادات والتجهيزات العسكرية المصرية في سيناء.

الغريب أن ذلك حدث بينما حرب غزة الخامسة تدخل إلى مرحلة تقوم فيها الولايات المتحدة بدور إيجابي من أجل إنهاء الحرب والسير في طريق التسوية وربما السلام أيضًا.

حتى وقت كتابة المقال قبل أسبوع فإن إسرائيل وحماس لم تكونا قد حددا موقفهما من المبادرة الأميركية بعد. وعلى أي الأحوال فإن موجة الهجوم على مصر، واستدعاء التاريخ السابق للحرب بين البلدين وكيف كانت القدرة المصرية على الخداع وتحقيق «المفاجأة الاستراتيجية» في الحرب تضع الاهتمام بصورة «الملاك» تذكر وتفكر أن مصر لا يمكن الاستهانة بها؛ وعلى إسرائيل أن تكون واعية فربما يفرض عليها أن تقوم بضربة استباقية، كما ادعت في حرب يونيو 1967.

إثارة الموضوع من الممكن أنها ترافق الذكرى السنوية لحرب 6 أكتوبر 1973 حيث تجري استعادة التفاصيل والتذكير بالدروس؛ ولكن ضباب الحرب الحالية لا ينبغي له أن يغم على أعيننا حالة إسرائيل المتفجرة بالعدوانية التي تتحرك على جبهات عديدة، ويرجى منها «إعادة تشكيل الشرق الأوسط» وإقامة «إسرائيل الكبرى» التي توجد في خرائطها مناطق مصرية في سيناء.

ورغم أن «المفاجأة الاستراتيجية» كانت جزءًا هامًا من رسالتي للدكتوراه «الولايات المتحدة وحرب أكتوبر 1973 في الشرق الأوسط»، فقد كان علي دراسة المفاجآت المماثلة مثل الضربة اليابانية لبيرل هاربور في الحرب العالمية الثانية، والهجوم الألماني على روسيا في الحرب ذاتها، وفتح الحلفاء للجبهة الثانية في نورماندي أثناء الحرب، والمفاجأة التي قامت بها إسرائيل في 5 يونيو 1967.

تركيزي كان على تأثير خطة الخداع الاستراتيجي المصرية ولم تشمل الدور الذي لعبه أشرف مروان؛ وفي الحقيقة فإنني لم أكن أعرف عنه أكثر من أنه زوج السيدة الفاضلة منى جمال عبد الناصر. ولكن لغطًا اشتد حول الرجل نتيجة وفاته – 27 يونيو 2007 – في المصادر الإنجليزية والعبرية والمصرية أيضًا حتى أنني كتبت مقالا في صحيفة «نهضة مصر» في 18 يوليو 2007 تحت عنوان «وجوه أشرف مروان الخمسة: الثوري والبطل والخائن والسياسي والثري». ويبدو أن المقال لفت نظر العاملين في شبكة CBS وهي تعد فقرة في برنامجها الشهير «60 دقيقة» وأرادت التسجيل معي في القاهرة ثم روما ثم لندن ولكن كل المحاولات لم تتيسر وكان ذلك مفيدًا جدًا لي حيث راجعت المصادر المصرية والوثائق الأميركية التي حصلت عليها من قانون حرية المعلومات،

وبالنظر في كلاهما اكتملت القصة والحسم في بطولة الرجل المقدام.

وكان ذلك ما سجلته مع الشبكة بعد ذلك في أحد مكتبات جامعة هارفارد استغرقت ساعة ونصف وأذيع منها 90 ثانية تقر ببطولة وعبقرية الشخصية!

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى