أقلام وأراء
اللواء الركن عرابي كلوب: النكبة الجديدة للشعب الفلسطيني

اللواء الركن عرابي كلوب 7-102-2025: النكبة الجديدة للشعب الفلسطيني
عامان من الحزن والدمار، عامان من فقد الأحبة، وتدمير مدينتنا الجميلة غزة، عامان من القهر والذل ، عامان من الضغط النفسي والعصبي، عامان من انهيار الأخلاق لبعض النفوس المريضة والسماسرة، عامان من الألم والقهر والتهجير والنزوح والجوع والعطش .
عامان مضيا ونحن لسنا بخير ، بعد الفشل والعار الذي مر على شعبنا في قطاع غزة منذ أن انقلبت حركة حماس على الشرعية والسلطة الوطنية الفلسطينية بتاريخ 14/6/2007م، لم نرَ منهم إلا الويلات والحروب والأزمات الخانقة والدمار وتكميم الأفواه، لم يبنوا حجراً واحداً، بل هدموا كل ما بنته السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام 1994م.
هناك فرق بين من يدفع الثمن من أجل البناء، ومن يُدفع له من أجل الهدم، ومن هو مرتبط بأجندات خارجية لتنفيذ مصالحهم ومآربهم وتعليمات أسيادهم، مقابل حفنة من المال دون مراعاة المصلحة الوطنية العليا.
في حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على شعبنا في قطاع غزة في العامين الماضيين ، خسرنا الأرض والإنسان والشجر والمباني والمساكن ، والقيم والأخلاق والمبادئ.
السابع من أكتوبر عام 2023م يجب أن يوضع تحت المجهر، ويجب الاعتراف بالنكبة الجديدة التي جلبتها حركة “حماس” لشعبنا وقضيتنا، بعيداً عن المزايدات والشعارات الفارغة ويجب محاسبة من تسبب في هذه المجازر بحق شعبنا، حركة حماس قبل العدو الصهيوني.
أوهام النصر هو دمار شامل واحتلال لقطاع غزة:
سيبقى السابع من أكتوبر اليوم المشؤوم بحق فلسطين وشعبها الأبي ، منذ طوفان الذل والهوان، طوفان الاحتكار والاستغلال، طوفان القتل والتجويع، طوفان قطاعين الطرق والنصابين، والمحتالين، طوفان قتلة أبناء شعبنا، من أين أتيتم بكل هؤلاء؟ من أنتم أفيدونا أفادكم الله؟!.
ثمانية عشر عاماً وحركة حماس ترفض أن تتسلم السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤوليتها عن قطاع غزة.
ثمانية عشر عاماً وهم يعارضون أن تكون المسؤولية للأجهزة الأمنية الشرعية ، عندما طالب الرئيس محمود عباس بحماية دولية في قطاع غزة، رفضت حركة حماس تواجد أي قوة عربية أو دولية واعتبرتها قوة احتلال.
إسرائيل احتلت قطاع غزة بالكامل ودمرت أكثر من 80% من مبانيه وأبراجه ومؤسساته ومدارسه وجامعاته ومستشفياته ودمرت البنية التحتية، وقتلت عشرات الآلاف وجرحت مئات الآلاف من أبناء شعبنا، ودمرت قدرات “حماس” العسكرية في القطاع، وقتلت المئات من قياداتها.
وفي الجوار العربي قامت إسرائيل بتدمير “حزب الله” اللبناني ، بعد أن قضت على معظم قياداته من الصف الأول بما في ذلك أمينة العام وخليفته ، ودمرت جيش سوريا ومصانعه بالكامل.
إسرائيل ضربت إيران وطردتها من سوريا ولبنان وغيرت شكل الشرق الأوسط بالكامل… كل ذلك وحركة حماس تدعي أنها انتصرت في هذه الحرب.
ما قامت به إسرائيل من حرب إبادة ليس ضد حركة حماس ، ولكن ضد الشعب الفلسطيني بأكمله ، فقتل وأصيب وجرح وأعيق نحو نصف مليون مواطن ، وتشرد ونزح أكثر من 2 مليون لعدة مرات ، وسط كارثة من الجوع ونقص كل مقومات الحياة .
الآن وبعد مرور عامين من “طوفان النكبة” ، يبرز حجم الكارثة التي نتجت عن خطوة حماس في السابع من أكتوبر ، والتي أسفرت عن تضحيات جسام من شعبنا لم يعرفها في تاريخه ، دون أن تحقق أي مكاسب تخدم القضية الفلسطينية ، سوى ما يرفع من شعارات ، أو مظاهرات هناك وهناك ، لا تسمن ولا تغني من جوع لشعبنا المُجوّع ، الذي ما زال يبحث عن رغيف الخبز وحفنة من طحين.