السفير ملحم مسعود يكتب – حروب المياه ٩ (صراع في حوض النيل)

السفير ملحم مسعود – 11/6/2020
أكتب هذا المقال ( الدراسة ) في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية في سباق مارثونيلإيجاد صيغة مقبولة وعادلة للخروج من المأزق التي وصلت إليه كل اللقاءات والإجتماعات التي جرت على مدار السنوات السابقة لملء سد النهضة وتشغيله في السنوات القادمة دون جدوى… وكانت قد إستانفت أول أمس الثلاثاء الدول الثلاث محادثاتها عبر الفيديو بحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجنوب افريقيا . لم يتمخض عنها شئ سوى المفاوضات من اجل المفاوضات ...
والجميع في إنتظار بدا موسم هطول الأمطار على هضاب أثيوبيا , وإنساب السيول متدفقة إلى بحيرة سد النهضة في مرحلتها الأولى الذي يحتاج ثلاثة مواسم فيضانية ( 3 سنوات ) على الاقل لملئه وخصوصا بحيرة تانا ثالث أكبر بحيرة في أفريقيا وأكبر بحيرة في أثيوبيا ومساحتها نحو 3700 كيلومتر ومنها تبدا مياه النيل الأزرق … وهذ كله معناه إقتطاع كمية كبيرة من المياه التي تغذي نهرالنيل وأهله. في الوقت الذي تطالب فيه مصر بفترة 7 سنوات على الأقل لإستكمال ملء البحيرة … وهذه أهم نقاط الخلاف , ويمكن ان نقول النزاع ما بين الأطراف المعنية .
وبعد محادثات الثلاثاء قال وليام ديفيسون من مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة لمنع النزاعات، إنه “من الضروري أكثر من أي وقت مضى تقديم تنازلات لكي يمكن التوصل الى اتفاق للحد من التوتر الذي قد يكون خطيرا”. ورأى أن حلا يمكن ان يرتسم في حال اقترحت اثيوبيا “برنامجا مفصلا لإدارة الجفاف يأخذ بالاعتبار مخاوف مصر والسودان لكن لا يفرض التزامات على قدرات السد بشكل غير مقبول”.
من جانبه فإن الإتحاد الأوروبي إعتبر استئناف المحادثات يشكل “فرصة مهمة لاستعادة الثقة بين الأطراف، والمضي قدما على أساس التقدم الذي تم والتوصل الى اتفاق يقدم حلا مفيدا للجميع” كما قالت الناطقة باسم الاتحاد فيرجيني باتو-انريكسون.
وقالت “خلال هذه الفترة من الأزمة العالمية، من المهم تهدئة التوتر وإيجاد حلول براغماتية”
كما وصفت المباحثات الأخيرة هذه الأيام «الفرصة الأخيرة» لتسوية النزاع، المحتدم منذ نحو 9 أعوام. واستبقت القاهرة المفاوضات، باجتماع لـ«مجلس الأمن القومي»، ترأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، حذرت فيه إثيوبيا من إهدار المزيد من الوقت، وطالبت :
بـ … تحديد إطار زمني مُحكم لإجراء المفاوضات والانتهاء منها منعاُ لأن تصبح «أداة جديدة للمماطلة والتنصل“
إن الموقف الأثيوبي واضح وقد ردده أكثر من مرة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد،وكان آخرها قبل أيام قليلة قد أعلن أن ملء سد النهضة في يوليو (تموز) المقبل «قرار لا رجعة فيه». في حين يرفض السودان أي خطوة أحادية من الجانب الإثيوبي، قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حول قواعد الملء الأول وتشغيل السد( مع ملاحظة ضبابية وتذبذب المواقف السودانية… مالمفاوضات ن حين لآخر ) ودعا مجلس الأمن الدولي لحث جميع الأطراف على الامتناع عن اتخاذ إجراءات أحادية تؤثر على الأمن والسلم الإقليمي.
مع إقتراب نهاية هذه الحلقات حول حروب المياه والتي تأتي في أشد وأصعب اللحظات واكثرها تجاذبا بين أطراف النزاع على مياه النيل وما تحمله الأيام القادمة إن لم تكن الساعات من تطورات وأنباء …
تناولنا في هذا الموقع أمثلة كثيرة عن اماكن متفرقة في العالم حول النزاعات والخلافات وخطر إندلاع الحروب في أحواض ألأنهار بين دول المصدر ودول المصب , كذلك تعقيدات الخلافات إذا كانت الأنهار ” عابرة ” كما يحدث الآن في حالة نهر النيل وغيرها .
اليوم أردنا إبراز اهمية مياه نهر النيل من خلال عرض تاريخي إلى حد ما ومدى إرتباط الإنسان المصري بهذا النهر العظيم والحضارة التي نشأت على ضفافه بما يكفي من الدقة للقارئ الكريم بعيدا عن السرد العلمي والبحثي … وزحمة الأرقام والمعاهداتلمعرفة حجم الأزمة القائمة وأبعادها بين مصر واثيوبيا حول سد النهضة الذي يشارف على الإنتهاء … وما تعنيه بدا العملية الأولى لملأ الخزان , مع بدأ موسم الفيضانوتداعياتها على السودان ومصر بشكل خاص .
وتاتي خطورة الصراع في أجواء التصريحات والبيانات المستمرة التي يدلي بها كبار المسؤولين في اثيوبيا والتي ٍسمتها العناد والتحدي رغم كل ما يقوله رئيس الوزراء الإثيوبي بين الحين والحين أن مشروع “سد النهضة” لن يعود بالضرر على أي طرف، وأن بلاده لا تسعى لإلحاق الأذى بالآخرين … وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء من أجل التنمية . … والاخطر من ذلك مثل ما يقوله سيليشي بيكيلي، وزير المياه والري والطاقة في إثيوبيا، قبل أيام، إن بلاده لن تعترف بالحقوق التاريخية لمصر في مياه نهر النيل.
تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا.
لم تكن مشكلة تطويع نهر النيل والتعامل مع فيضاناته وتخزين مياهه وليدة الماضي القريب , حيث إسترعت هذه المشكلة قبل اربعة آلاف سنة إهتمامات فراعنة الأسرة الثانية عشر , والتحديات واحدة حتى زماننا هذا مع ألد عدوين للدولة
ونعني هنا الجفاف … والفيضان .
وكانت اول محاولة سجلت لبناء سد لتنظيم مجرى النهر في القرن الحادي عشر الميلادي عندما تم إستدعاء ” المهندس ” العراقي إبن الهثم إلى مصر من قبل الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله لتنظيم ومواجهة فيضان النيل … الذي خاف من غضب الخليفة حول تصوراته بضرورة إنشاء ( سد) على النهر في أسوان , وتصنَع الجنون , وإحتجز بموجب أمر إعتقالي عام 1011 حتى وفات الخليفة الحاكم بأمر الله في 1021 , وتفرغ خلال هذه الفترة لإنجاز عمله المتميز ( كتاب البصريات )
هكذا لم يختلف محمد علي في تعامله مع مسألة تنظيم الري في مصر عن أسلافه العظام فسار على خطاهم وارسى قواعد رخاء البلاد … بالشروع إلى بناء المشاريع المائية مثل الحواجز … أو الخزانات أو القناطر … والتي آلت مع التطورات العلمية إلى السدود … وتامين المياه , وتجنب مخاطر الفيضانات … كذلك توفير الكهرباء لتطوير التنمية في البلاد .
كانت الزراعة قبل بناء السدود تمر بمرحلتين، يأتي الفيضان، فيغمر الأراضي الزراعية، وتتلف المحاصيل
أو لا يأتي الفيضان فتؤدي قلة في المياه المطلوبة للزراعة إلى انهيار المحاصيل وبور الأرض. .. بكل ما يعني ذلك للفلاح والشعب .
القناطر المجيدة :
نحن نتحدث عن مصر التي كان عدد سكانها في ذلك الحين حوالي أربعة ملايين ونصف المليون تصوروا الفارق بالمقارنة مع الآن … هكذا بدات مشاريع تطويع مياه النهر ضرورية واولى هذه المشاريع المائية التي دشنها محمد علي عرفت بإسم القناطر المجيدة ” 22 كيلومتر شمال القاهرة ” وهي المنطقة التي يتفرع فيها نهر النيل لفرعيهدمياط ورشيد ليكونا دلتا النهر وتتحكم بتوزيع المياه في الدلتا , مر انشاءها بعدة مراحل وكان الغرض منها رفع مستوى مياه النيل ورائها ، إذ أمر محمد على باشا بتنفيذها عام 1833 ، إلا أن التنفيذ الفعلى بدأ بعدها بعشر سنوات فى 12 مايو 1843( توفى محمد علي باشا عام 1848 قبل أن يكتمل المشروع ) في عهد عباس الأول 1878 وخلال التنفيذ ظهر خلل فى بعض عيون القناطر بسبب ضغط المياه الأمر الذي تم إصلاحه لاحقا في عهد الخديوي إسماعيل عام 1888 وظلت التجديدات تتوالى عليها حتى أصبحت وقلعتها مجرد معلما هاما من المعالم السياحية و الأثرية الباقية.
قناطر الدلتا :
ظلت القناطر الخيرية تعمل حتى نهاية عام 1939، حتى تم إنشاء قناطر محمد على (قناطر الدلتا الجديدة ) خلف القناطر القديمة التى أصبح استخدامها مقصوراً على أغراض المرور باعتبارها من أعظم الآثار الهندسية لمصر الحديثة .
قناطر أسيوط :
وتاتي أهميتها بعد القناطر الخيرية وهى مجموعة سدود على نهر النيل فى مدينة أسيوط بصعيد مصر وتبعد حوالى 250 كيلو متر إلى الجنوب من القاهرة، تم تصميمه من قبل المهندس البريطانى الشهير السير ويليام ويل كوكس … وهو الذى صمم أيضاً وبنى سد أسوان.
تم تشييدها بين 1898 و 1903 على نهر النيل، من أجل تحويل مياه النهر إلى المياه المنخفضة فى أكبر قناة ( ترعة ) للرى فى مصر قناة الإبراهيمية، وانتهى العمر الافتراضى لها وتمً إنشاء قناطر جديدة قبل سنوات .
وكانت القناطر المذكورة أعلاه وما زالت أهم المشاريع المائية على نهر النيل قبل بناء المزيد منها … وصولا إلى تشييد سد اسوان … واخيرا السد العالي .
وتوالت المشاريع المائية وفي أماكن متفرقة لتخزين المياه خلفها لكبح جماح النهر في موسم الفيضان وتامين المياه لتنظيم الري , بإقامة المزيد من القناطر على النيل لتنظيم الري إلا أن التخزين السنوي لم يكن إلا علاجاً جزئياً لضبط النيل والسيطرة عليه، فإيراد النهر يختلف اختلافاً كبيراً من عام إلى آخر إذ قد يصل إلى نحو 151 مليار متر مكعب أو يهبط إلى 42 مليار متر مكعب سنوياً مما جعل التوجه لعلاج الأزمة بإقامة مشروعات تخزين كبيرة مثل خزان اسوان في جنوب البلاد وخزان جبل الأولياء على النيل الأبيض في السودان.
( والجدير بالذكر أن خزان جبل الأولياء الذي أقيم على نهر النيل الابيض قبل لقائه بالنيل الزرق عند مدينة الخرطوم ليشكلا مجرى نهر النيل الرئيسي ويقع على بعد 44 كيلومتر جنوب العاصمة السودانية الخرطوم قد قامت ببنائه الحكومة المصرية علي نفقتها ، وبدا العمل في تشييد هذا الخزان في شهر نوفمبر عام 1933 , وكانت السودان آنذاك تخضع لإتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا التي أبرمت عام 1899م . وقد ظل السد تحت الإشراف الفني والإداري للحكومة المصرية وظل أيضا يمثل خط إمداد ثاني للمياه لمصر بجانب نهرالنيل الأزرق إلى ان زالت أهميته بالنسبة لها بعد تشييد السد العالي وتم تسليمه إلى حكومة السودان في عام 1977م ليستفاد منه في رفع منسوب المياه في المناطق أمام جسم السد وخلفه حتى يمكن ري مشاريع النيل الأبيض الزراعية )
وبدأت المشاريع الكبرى بسد اسوان الذي بدأ العمل فيه عام 1899 وإنتهى عام 1902 تم تعليته اكثر من مرة … وهو أول سد يُبنى بهذا الحجم واكبر سد مُشيد في العالم آنذاك . وتم إستغلال المياه المندفعة من السد في محطتين لتوليد الكهرباء .
يبلغ طول الخزان 2141متر وعرضه 9 امتار وهو مبني من حجر الجرانيت وعليه طريق يربط بين ضفتي النيل الشرقية والغربية .
وتجري الآن دراسات تتمثل في إعادة النظر لزيادة العمر الإفتراضي لخزان اسوان ومحطتي الكهرباء المقامة عليه , أو إنشاء خزان بديل أسوة بخزان إسنا الذي تم إنشاؤه مؤخرا للإستفادة المثلى من خزان إسوان بما يواكب الوفاء بإحتياجات البلاد من المياه والكهرباء .
السد العالي :
أصبحت هنك ضرورة لمشروع اكبر واكثر جدوى لمصر التي يزداد تعداد سكانها بشكل اسرع من كل التوقعات , وخطط التنمية الضرورية والحاجة إلى المزيد من المياه وتجنب مآسي الجفاف … والفيضانات …وخصوصا التوسع في الإصلاح الزراعي , والمساحات الجديدة للزراعة لم تعد تكفي لسد هذه الفجوة …
وبدات الدرأسات والابحاث , وكل ما يلزم من مستلزمات … مثل هذه المشاريع وخصوص التمويل والتحضيرات … الخ. لسنوات طويلة , وإختصارا كان المهندس اليوناني المصري ” ادريان دامينيوس ” الذي سبق وان قدم رؤية متطورة لمشروعه عدة مرات لحكومات ما قبل الثورة , غير أنه لم يلقى أي إستجابة , وأخيرا جاء المهندس اليوناني وعرض مشروعه في محاولة أخيرة على النظام الجديد :
“ مشروع بناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه … وتوليد طاقة كهربائية منه “
حظي المشروع من جانب القيادة المصرية الجديدة بإهتمام كبير وكلف أحد أعضاءمجلس الثورة بمهمة متابعة المشروع من الجانب الفني في الهيئات المعنيةوالمتخصصة التي ستتولى البحث والدراسة والمتابعة لوضع المشروع في طريق التنفيذ , وكل ما يتطلب ذلك .
أخيرا اصبح مشروع السد العالي في الستينات حقيقة ليتوج إجراءات الحفاظ على المياه وتخزينها خلف السد في بحيرة كبيرة جدا إضافة الي توليد الكهرباء وهو المشروع الذي حمي مصر من سنوات الفيضان والجفاف وحول كل اراضي مصر لنظام الري الدائم.
من هذا ندرك أهمية المشاريع المصرية لحماية نهر النيل والحفاظ عليه ممتدة لالاف السنين كما سبق وذكرناه أعلاه .وفي البداية استمرت المفاوضات وقتها بين مصر وعدة دول لإتمام إجراءات التمويل، وفي ديسمبر/كانون الأول 1955 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية توليها مهمة التمويل مع بريطانيا والبنك الدولي بتكلفة تصل إلى 1.3 مليار دولار.
وفي ظل التجاذبات والضغوط السياسية لهذا المشروع الذي رفض البنك الدولي للإنشاء والتعمير تمويل إنشائه (هو نفس البنك الذي يمول مشاريع خصخصة المياه ومشاريع السدود الافريقية منذ سنوات) في مرحلة الناصرية تغيرت خريطة التمويل بعد أن أعلنت الولايات المتحدة انسحابها، بزعم أن الاقتصاد المصري لا يستطيع تحمل المشروع , وتضاعفت الضغوط الدولية بوضع شروط صعبة لإتمام عملية التمويل مما أدي الي تاميم شركة قناة السويس وتم بناؤه في ستينيات القرن الماضي بدعم من الاتحاد السوفيتي .
وعاشت مصر ايام مجيدة بهذا الحدث وغنت له أم كلثوم قصيدة لعزيز اباظة ولحنها رياض السنباطي تقول في مطلعها :
كان حلما فخاطرآ فاحتمـــــــالا ثم أضحى حقيقة لا خيــــــالا
عمل من روائع العقل جئنــــــاه بعلم و لم نجئه ارتجـــــــــالا
إنه السد فارقبوا مولد الســــــد وباهوا بيومه الأجيــــــــــــالا
يفتح الرزق وهو سد فينســــــا ب جنوبا في أرضنا و شمــــالا
مع حلول شهر يناير من كل عام، تحتفل محافظة أسوان، بالعيد القومى لها والذى يتزامن مع تاريخ إنشاء السد العالى وافتتاحه رسمياً عام 1971 ونستعرض هنا بعضالمعلومات على هذا الإنجاز الكبير الذى حمى مصر من الفيضان ومخاطر الجفاف وساهم فى طفرة صناعية هائلة لمصر بعد توليد الكهرباء… رغم سلبيات المشروع ومعظمها بيئية , وسكنية … الخ.
1. أنشئ في عهد جمال عبد الناصر وساعد الاتحاد السوفيتي في بنائه، وافتتح فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
2. بدأ بناء السد فى عام 1960، وأكمل بناؤه فى 1968، وافتتح السد رسمياً في عام 1971.
3. قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتى.
4. ساعد السد كثيراً في التحكم بتدفق المياه والتخفيف من أثار فيضان النيل.
5. يستخدم لتوليد الكهرباء في مصر.
6. كون السد خلفه أكبر بحيرة صناعية فى العالم يبلغ طولها 500 كيلو متر متوسط، وعرض البحيرة 10 كيلو متر، وسعة التخزين الكلية 162 مليار متر مكعب.
7. يبلغ طول السد 3600 متر، وعرض القاعدة 980 مترا، عرض القمة 40 مترا ، والارتفاع 111 مترا.
8. حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من إسمنت وحديد ومواد أخرى.
9. يمكن أن يمر خلال السد تدفق مائي يصل إلى 11,000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.
10. ساهم فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بمصر من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان وعمل أيضاً على زراعة محاصيل أكثر على الأرض نتيجة توفر المياه.
في ستينيات القرن الماضي كنت طالبا في جامعة اسيوط , وعشت اياما مجيدة مع هذا الحدث الذي عاشه الشعب المصري وقد سمحت لي الظروف بزيارة اسوان في رحلة جامعية , وكان لي زميل دراسة والده يعمل مديرا واحد كبار المسؤولين في بناء السدإستقبلني الرجل وإصطحبني بزيارات خاصة لإطلاعي على مراحل العمل وشرح التفاصيل … واشبع فضولي وهو يقدم لي كل ما لم يكن معروف لدى أمثالي . واهمية البحيرة خلف السد … الخ. .. وكانت تجربة لا تنسى .
وبعد سنوات شاءت الظروف ايضا أن كنت مسافرا بالطائرة من أثينا إلى الخرطوم ورأيت بحيرة ناصر من إرتفاع شاهق … وأدركت كبرها وحجمها ومساحتها من الجو …
تعتبر بحيرة ناصر أو بحيرة السد العالى هى أكبر بحيرة صناعية فى العالم، ويقع أكثر من ثلثى مساحتها فى جنوب مصر حيث مدينة أسوان، وأما الجزء المتبقى من مساحة البحيرة فيقع شمال السودان.
وأطلق عليها اسم بحيرة ناصر نسبة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن تكونت البحيرة نتيجة انحصار المياه خلف السد العالى ويطلق عليها أسماء أخرى مثل: “بحيرة السد العالى” و”بحيرة النوبة”.
وتبلغ مساحة بحيرة ناصر نحو 5 آلاف كيلو متر مربع، منها 350 كيلو متر مربع بالحدود المصرية و150 كيلو متر مربع بالحدود السودانية، بطول 150 كيلو متر، ومتوسط عرض البحيرة 12 كيلو متر، و سعة تخزين كلية تبلغ نحو 162 مليار متر مكعب، ويبلغ عمقها 180 متراً، وبلغ أقصى عرض للبحيرة 35 كيلو متر وهو بالقرب من مدار السرطان.
وهنا نذكر اكبر عملية لإنقاذ آثار النوبة الفرعونية والتي ساهمت فيها اليونسكو بحملة عالمية و التي تمت خلال سنوات بنقل او رفع الآثار من مواقعها إلى مواقع اعلى لتكون في مامن من مياه البحيرة قبل البدا بملئها وخصوصا معابد ابو سنبل العملية التي تمت بنجاح باهر .
نهر النيل :
يبدأ النيل رحلته من مدينة جنجا ثاني أكبر المدن الأوغندية ويعبر على أكثر من بحيرة في الطريق داخل أوغندا إلى أن يدخل السودان. ويكون اسمه في هذه الحالة بحر الجبل، يلتصق به بحر الغزال فيكونا هما الإثنين فرع اسمه النيل الأبيض، يشق النيل الأبيض طريقه حتى يصل للعاصمة الخرطوم.
في إثيوبيا توجد بحيرة تانا. يخرج منها فرع النيل الأزرق ... ويظل النيل الازرق يمضي أيضاً حتى يدخل السودان ويلتقي في المقرن بالخرطوم مع النيل الأبيض. من هذه النقطة يخرج لنا نهر النيل الذي يواصل رحلته الي مصر.
يشكل النيل الأبيض حوالي 16% من اجمالي الماء في نهر النيل. اما النيل الازرق فيكون باقي النسبة، حوالي 84%، من النهر. ومعنى ذلك أن النسبة الأكبر من ماء نهر النيل هي من إثيوبيا ( النيل الأزرق) حيث يمد النيل بـ 84% من الماء تزيد الي 90% خلال موسم الفيضان.
يعتبر نهر النيل أطول أنهار العالم إذ يقطع مسافة حوالي 6671كم، وهو نهر عابر يمر بعدّة دول جميعها لها شراكه في مائه، تقع منابع نهر النيل في هضبة البحيرات في أوغندا، وتنزانيا، وبرواندي، وهي بحيرات فيكتوريا، وألبرت وادوارت ضمن الدائرة الاستوائية التي تسودها أمطار دائمة وغزيرة على مدار العام ممّا وفر للنهر مصدر مياه دائم. وبعد خروج النهر من الدائرة الاستوائية تتناقص كميات الأمطار إذ ينتقل إلى بيئات ذات أمطار صيفية. يمر نهر النيل بتسع دول إفريقية هي مصر، والسودان وجنوب السودان ، وأوغندة، وأثيوبية، والكنغو، و تنزانيا، و رواندا، و كينيا.
شهد العقد الأول من القرن الحادى والعشرين بعض التطوارت الهامة فيما يتعلق باستخدام المياه فى حوض النيل، ومنها:
اتجاه دول الحوض نحو التعاون الجماعى لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الانتفاع المنصف والمعقول لمياه النيل، وذلك فى إطار “مبادرة حوض النيل” التى أعلن عن قيامها عام ١٩٩٩ ، والتى كان المقرر أن تتحول إلى إطار دائم للتعاون تحت اسم”مفوضية حوض النيل” ، وفى نفس الوقت تصاعدت مطالب بعض دول المنابع فى مياه النيل،من خلال التصريحات المتكررة من جانب المسئولين فى هذه الدول ، كإثيوبيا وكينيا وتنزانيا، على حقها فى استخدام مياه النيل، بغض النظر عن الاتفاقيات القائمة منذ العهد الاستعمارى، والتى أعلنت تلك الدول أنها لا تعترف بها، كما شرعت بعض هذه الدول – كإثيوبيا – فى إقامة سلسلة من المشروعات المائية على نهر النيل دون الالتزام بمبدأ الإخطار المسبق لدولتى المجرى والمصب (مصر والسودان)، وفى نفس السياق اتخذت دول المنابع موقفا متشددا فى مفاوضات اتفاقية الإطار التعاونى (الإطار القانونى والمؤسسى) بين دول الحوض، وانتهى الأمر بقيام خمس من هذه الدول (إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا) بالتوقيع على الاتفاقية محل الخلاف فى مايو ٢٠١٠ ، رغم معارضة مصر والسودان، ولحقت بها الدولة السادسة (بوروندى) فى فبراير عام ٢٠١١ . ( د. صبحى على قنصوه – المطالب الإثيوبية فى مياه النيل وأثرها على الأمن المائى المصرى).
مصر وأفريقيا :
لقد غابت مصر عن إفريقيا لعقود واشتدت القطيعة عقب المحاولة الفاشلة لاغتيال مبارك وتركت منابع النيل مباحة للسيسات الصهيونية , وخبراء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذين وضعوا خطط لمستقبل نهر النيل تعتمد علي تسليع المياه رغم كونها مورد عام ملك جميع السكان... ولم تطور العلاقات الأفريقية المصرية التي نسجها عبد الناصر مع زعامات افريقية هامة … وكان مهندسها بطرس بطرس غالي الشخصية السياسية المصرية النادرة سبق أنا تناولنا هذ الموضوع .
أثيوبيا
يصف الاستاذ أحمد أبوزيد أن الجولة الراهنة من الصراع بين مصر وأثيوبيا بشأن مياه النيل ليست الأولى بين الطرفين؛ إذ شهد البلدان صراعات وحروبًا عديدة بسبب المياه. تاريخيًا، كان الصراع يقع بين مصر والسودان من ناحية،وأثيوبيا من ناحية أخرى. وتبرر مصر مطالبها وحقها الطبيعي في ملكية مياه النيل استنادًا إلى معاهدتين: الأولى هي معاهدة عام 1929 بين بريطانيا التي كانت تحتل مصر في ذلك الوقت، والتي كانت بحاجة للقطن المصري كمادة خام لصناعة الغزل والنسيج،وبين حكومات المستعمرات البريطانية في حوض النيل كالسودان وأوغندا وكينيا وتنجانيقا وغيرها. وطبقًا لهذه المعاهدة يحظر على المستعمرات البريطانية في حوض النيل بناء أي مشاريع أو سدود على النيل إلا بعد الحصول على موافقة مصر. وترفض أثيوبيا الاعتراف بهذه المعاهدة بصورة أساسية؛ كونها لم تكن مستعمرة بريطانية،ومن ثمّ، فهي لا تخضع للمعاهدات والاتفاقيات التي وقعها التاج البريطاني ولا تلتزمها. أما المعاهدة الثانية فكانت معاهدة ثنائية عقدت بين مصر والسودان في عام 1959 لتقسيم مياه النيل بينهما،بحيث تحصل مصر على نسبة 75 % والسودان على نسبة 25 %؛ وذلك من دون استشارة أثيوبيا أو مشاركتها، وهي التي تنبع من أراضيها هذه المياه، مما فاقم العلاقات بين الدول الثلاث. ( أحمد محمد أبو زيد – الضفة الأخرى: الرؤية الأثيوبية للصراع على مياه النيل – مجلة سياسات عربية).
في عقد الثمانينيات وقعت المخاوف التي كان النظام الأثيوبي يخشاها ففي الفترة 1983 – 1985، وبسبب ندرة الأمطار على هضبة الحبشة ، وقعت مجاعة هائلة في أثيوبيا، ومن قبلها الصومال، راح ضحيتها نحو مليون إنسان، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ،وأثرت كثيرًا في الأوضاع السياسية والاجتماعية في دول الجوار مثل السودان. ولولا الاحتياطي المائي في بحيرة ناصر ( خلف السد العالي ) لكانت هذه المجاعة أصابت مصر هي الأخرى بأضرار جمة.
لذلك فمنذ وصول ميليس زيناوي إلى رئاسة الحكومة في أثيوبيا في عام 1995 كان من الواضح أنّه عازم على المضي قدمًا في إقامة مشروعات على النيل من أجل حماية شعبه من خطر المجاعات التي هزت مشاهدها ضمير العالم، وكذلك إعادة توجيه السياسات الاقتصادية والتنموية ” المائية تحديدًا” التي ثبت فشلها وعجزها سابقًا عن حماية الأمن المائي والإنساني الأثيوبي.
السدود الأثيوبية والسودانية علي نهر النيل
السدود وسيلة رئيسية لمواجهة تغير منسوب الارض والمياه في حوض النيل والاستفادة من إقامتها في الزراعة وتوليد الكهرباء .
السدود في السودان تشمل
1. خزان سنار يقع علي مجري النيل الأزرق أحد أكبر روافد نهر النيل على بعد 300 كيلومتر من الخرطوم تم إنشاؤه في عام 1925 لريّ الأراضي الزراعية في مشروع الجزيرة ومد الخرطوم بالكهرباء، وهو اقدم السدود المائية التي اقيمت في السودان.
2. خزان جبل أولياء وهو سد حجري على نهر النيل الأبيض بالسودان، يقع على بعد 44 كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم ، إنشيء في عام 1937 م، وظل تحت الإشراف الفني والإداري للحكومة المصرية التي قامت ببنائه في السودان وفق اتفاقية بقبول قيام خزان سنار حتى تحفظ مصرحقها في مياه النيل دون أي تدخل من حكومة الحكم الثنائي أو الحكومات الوطنية بعد استقلال السودان.، وتم تسليمه إلى حكومة السودان في عام 1977 م، ليُستفاد منه في رفع منسوب المياه في المناطق أمام جسم السد وخلفه حتى يمكن ري مشاريع النيل الأبيض الزراعية وفي عام 2003 م، تم أنجاز مشروع لتوليد الكهرباء في السد، مضيفا له السعة القصوى لإنتاجه من الكهرباء وهي 30 ميغاوات.
3. خزان خشم القربة هو سد أنشىء على نهر عَطْبَرة، ويقع غرب مدينة خشم القربة التي يحمل إسمها، علي بعد 560 كيلومتر شرق مدينة الخرطوم. وقد تم تشييده في الفترة من عام 1961 وحتى 1964 م، ضمن إطار مشروع إعادة توطين سكان وادي حلفا المتأثرين ببناء السد العالي في مصر بعد أن غمرت مياه بحيرة النوبة قراهم. ومن المتوقع أن يكون لسد أعالي عطبرة وستيت المزمع الإنتهاء من تشييده قريبا، أثراً ايجابياً على خزان خشم القربة من حيث تحسن طاقته التخزينية. يتم التوليد المائي للكهرباء بالخزان عن طريق توربينات الكابلان وعددها اثنين بسعة 10.6 ميغاوات .
4. سد الرُوصِيْرِصْ هو سد كهرومائي خرساني سُمي على اسم مدينة الروصيرص الواقعة بالقرب منه، ويبعد عن العاصمة الخرطوم 550 كيلومتر ، يهدف السد إلى توفير مياه الرّى لكل المشروعات المرويّة بالنيل الأزرق بمساعدة خزان سنار.وقد تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى في العام 1966 م.وفي أبريل 2008، وقعت حكومة السودان وشركة سينوهايدرو الصينية على اتفاقية الأعمال المدنية لتنفيذ المرحلة الثانية لتشييد سد الروصيرص والتي عرفت بمشروع التعلية.وتعود فكرة تعلية سد الروصيرص إلى عام 1966م، أثناء انشائه ليتم تحقيقها في يناير 2013 م. والغرض الأساسي من التعلية هو رفع السعة التخزينية للسد إلى 7,4 مليارات متر مكعب .
5. سد مِرْوِي يقع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية عند جزيرة مِروي التي أطلق عليه اسمها، على بعد 350 كيلومتر من الخرطوم.إكتمل بناءه السد في 3 مارس 2009، ويبلغ اجمالي طوله 9.2 كيلومتر فيما يصل ارتفاعه إلى 67 متر، وقد صاحب عملية بنائه عدد من المشاريع التحضيرية، مثل إنشاء عدد من الطرق والجسور وخط للسكة الحديد ومدينة سكنية .ويهدف السد الي توليد الطاقة الكهربائية حيث ينتج طاقة كهربائية بقوة 1,250 ميغاواط و ري حوالي 300,000 هكتار من المشاريع الزراعية في الولاية الشمالية .
6. مجمع سدي أعالى عَطْبَرَة وسِتَيتْ ، هو عبارة عن سدين ترابيين كهرومائيين بنواة طينية وبحيرة تخزين مشتركة، أحدهما يقع على أعالي نهر عطبرة والآخر على نهر سيتيت في ولايتي كسلا والقضارف لتوفير مياه الشرب لمنطقة القضارف ومياه الري لمشروع حلفا الجديدة الزراعي ومشاريع أخرى جديدة متصلة بهما إلى جانب إنتاج الطاقة الكهربائية . ويقع المجمع على بعد 460 كيلومتر من الخرطوم .وتعود فكرة إنشاء سد في منطقة الرميلة بأعالى نهر عطبرة إلى عام 1946 م بغرض تنمية المنطقة وتزويد مدينة القضارف بمياه الشرب، إلا أن الدراسات الفنية ودراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع اجريت في سبعينيات القرن الماضي .
علي الموقع الالكتروني لوزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية كل معلومات السدود السودانية والتي توضح أن تعلية سد الرصيرص تمت عام 2008 وان إنشاء سد مروي بارتفاع 67 متر تم عام 2009 اي قبل ثورة يناير وضمن خطط الحكومة السودانية لتحسين فرص إدارة مياه النيل.
سدود أثيوبيا :
– أول السدود التى بنتها اثيوبيا على منظومة النيل هوسدّ فينشا وهو سدٌّ صغير تمّ بناؤه عام 1973 على نهر فينشا، أحد روافد النيل الأزرق الذى يُعرف فى اثيوبيا بنهر أبّاى.
– سدّ تكزّى على نهر تكزّى (نهرعطبرة) وهوسدٌّ ضخم يبلغ إرتفاعه حوالى 188 متراً إكتمل العمل فيه عام 2010 ويُولّد المشروع حوالى 300 ميقاواط من الطاقة الكهربائية.( قبل ثورة 25 يناير )
– سدّ تانا بيليس الذى يقوم بتحويل مياه من بحيرة تانا لنهر بيليس (أحد روافد النيل الأزرق) وبناء محطة لتوليد الطاقة عند مكان التقاء نقطة التحويل بالنهر. بدأ العمل بالمشروع فى عام 2004 واكتمل فى عام 2010. وقد انتهي العمل منه ايضاً قبل ثورة 25 يناير.
سد النهضة :
بالإضافة إلى هذه المشاريع فقد أعلنت الحكومة الاثيوبية أنها تنوى البدء فى بناء سد بنى شنقول، أو ما يُعرف الآن بسدّ الألفية العظيم، على نهر أبّاى (النيل الأزرق) حوالى 40 كيلومتر من الحدود مع السودان. ويُتوقع أن يقوم هذا السدّ بتوليد 5,250 ميقاواط من الطاقة الكهربائية عند إكتماله بعد أربع إلى خمس سنوات من بدء التنفيذ حسب بيان الحكومة الإثيوبية. وبالطبع هذا سدٌّ ضخمٌ بكل المقاييس، إذ تساوى الطاقة المتوقع انتاجها ثلاث مرات الطاقة المُولّدة حالياً فى اثيوبيا وحوالى ثلاث مرات الطاقة المُولّدة من السد العالى. ويُتوقّع أن يحجزالسد عند إكتماله حوالى 62 مليار متر مكعب من المياه، وهذه الكمية تساوى تقريباً ضِعف كمية مياه بحيرة تانا وأقل بقليل من نصف مياه بحيرة ناصر. أشارت اثيوبيا إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ حوالى 4,8 مليار دولار وأن الحكومة الإثيوبية ستقوم بتمويل المشروع من مواردها ومن خلال إصدار سندات للإثيوبيين.
واذا تتبعنا تطور بناء سد الألفية والمعروف الان بسد النهضة نجد الآتي :
– تم تحديد الموقع النهائي لسد النهضة ما بين عامي – 1956 و1964 دون الرجوع إلى مصر حسب اتفاقية 1929.
– في أكتوبر 2009 وأغسطس 2010 قامت الحكومة الإثيوبية بعملية مسح للموقع.
– في نوفمبر 2010، تم الانتهاء من تصميم السد وتمهيد الموقع أي قبل شهور من ثورة يناير.
– في 31 مارس 2011، وبعد يوم واحد من الإعلان عن المشروع، تم منح عقد قيمته 4.8 مليار دولار دون تقديم عطاءات تنافسية للشركة الإيطالية .
– في 2 أبريل 2011 وضع رئيس وزراء إثيوبيا السابق ملس زيناوي حجر الأساس للسد وقد تم انشاء كسارة للصخور جنبا إلى جنب مع مهبط للطائرات الصغيرة للنقل السريع.
إذن أثيوبيا كانت تسير بخطوات متتالية في خطة إنشاء السد وبدأت مراحل تنفيذه قبل ثورة 25 يناير .
وقبل الإعلان عن هذا المشروع كانت الدراسات تسير فى مراحل متباينة فى أكثر من17 مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية من مياه الإثنى عشر نهراً فى اثيوبيا. وتشمل هذه الدراسات ثمانية سدود كبيرة على منظومة النيل بدليل أن أثيوبيا لم تتوقف عن تصرفات غير مشروعة في ” مصادرة ” المياه دون التفاهم والتعاون مع دول الحوض وخصوصا مصر دولة المصب وحقوقهاالمائية والسدود هى:
نذكرها هنا لأهمية ذلك للباحثين والمتخصصين في شؤون المياه
1. السد الحدودى: ويقع على نهر أبّاى (النيل الأزرق) على بعد حوالى 20 كيلومتر من الحدود مع السودان. ويتوقع أن يُولّد هذا السد حوالى 1,780 ميقاواط من الطاقة الكهربائية. ولم يوضّح الإعلان عن سد الألفية العظيم إن كان السدان سيُبنيان أم أن سد بنى شنقول هو بديل للسد الحدودى.
2. سدّ كارادوبى: على نهر أبّاى (النيل الأزرق) لتوليد حوالى 1,700 ميقاواط من الكهرباء بلإضافة الى مشروع رى.
3. سدّ ميندايا: على نهر أبّاى (النيل الأزرق) لتوليد حوالى 1,700 ميقاواط من الكهرباء.
4. سدّ مابيل: على نهر أبّاى (النيل الأزرق) لتوليد حوالى 1,440 ميقاواط من الكهرباء.
5. سدّ دوبَس: على نهر دوبَس وهوأحد روافد نهر أبّاى (النيل الأزرق) لتوليد حوالى 740 ميقاواط من الكهرباء بالإضافة الى مشروع رى.
6. سدّ ديدسّا: على نهر ديدسّا وهوأحد روافد نهر أبّاى (النيل الأزرق) لتوليد حوالى 300 ميقاواط من الكهرباء.
7. سدّ بارو: على نهر بارو (السوباط فى جنوب السودان) لتوليد حوالى 800 ميقاواط من الكهرباء.
8. سد بِربِر:على نهر بِربِر وهو أحد روافد نهر بارو (السوباط فى جنوب السودان) لتوليد حوالى 470 ميقاواط من الكهرباء.
شرعت اثيوبيا فى برنامجٍ ضخمٍ وطموحٍ لتوليد طاقةٍ كهربائية هائلة الحجم. وإذا قُدّر لإثيوبيا أن تّنْجِز هذا البرنامج أو حتى جزءٍ منه، فإنّ هذه المشاريع عند اكتمالها ستجعل من اثيوبيا قوةً اقليمية فى الطاقة الكهربائية. وقد أعلنت المؤسسة الإثيوبية للطاقة الكهربائية أنه بنهاية عام 2015 فإن المؤسسة تتوقع أن يكتمل بناء ثمانية مشاريع للطاقة الكهربائية وأن تُولّد هذه المشاريع مجتمعةً حوالى 5,000 ميقاواط من الكهرباء. إذا أضفنا إلى هذا إحتمال أن يكتمل سد الألفية العظيم بعد خمسة أعوام كما ذكرت الحكومةالإثيوبية فإن انتاج اثيوبيا من الطاقة الكهربائية سوف يصل إلى أكثر من 10,000 ميقاواط بحلول عام2017. ( د. سلمان محمد أحمد سلمان – سدود اثيوبيا وملف نزاعات مياه النيل (الجزء الثانى) – مركز قاش بركة للمعلومات )
إذن خطط أثيوبيا التنموية بدأت منذ عام 2002 وفي ظل وجود حكومة زيناوي كما أن اتفاق عنتيبي الخاص بمياه النيل تم توقيعه في 14 مايو 2010 وبذلك فإن فشل الدولة المصرية علي مدي عقود في إدارة ملف حوض النيل أقدم من ثورة 25 يناير بسنوات طويلة. كما ان مشاريع السدود وتعلية السدود قائمة في السودان واثيوبيا منذ مطلع الألفية. وقد ساعد علي انتشار ذلك بين باقي دول حوض النيل هو التعالي المصري وفشل مصر بكل وزارتها وأجهزتها الأمنية في إدارة ملف مياه النيل والذي وصل إلي محطة سد النهضة.
لذلك حاولت توضيح ان المشكلة أكبر واعمق من سد النهضة وأقدم من اتفاق عنتيبي بسنوات. كما إنها تعكس فشل الإدارة المصرية بعيداً عن أي شماعات تعلق عليها هذا الفشل. كما أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هم أصحاب الدعوي الرئيسية بالسيطرة علي مجاري الانهار وتحويل المياه الي سلع تباع لمن يملك ثمنها.وأنها مدخل في عملية الزراعة يجب حساب تكلفته لتزيد الاعباء علي الفلاحين وتزيد هجرتهم للزراعة.
بذلك نصل الي الصورة الكاملة لأزمة مياه النيل
ويقول إلهامي الميرغني الباحث المصري مجال الاستشارات الاقتصادية والإدارية منذ عام 1979ضمن ما يقول دون أن نتفق في كل ما يقول :
بأن توقعات المراكز الديموجرافية العالمية؛ بأن تعداد السكان في مصر في عام 2050 سيصل إلى 135 مليون نسمة تتطلب احتياجات مائية لا تقل عن 135 مليار متر مكعب سنويا؛ لنعيش عند مستوى يلامس الشح المائي، بينما من غير المتوقع أن تزيد الموارد المائية المصرية عن معدلاتها الحالية عند مستوى 62.3 مليار متر مكعب سنويا؛ حيث أنهت اتفاقية عنتيبي الموقعة في 14 مايو عام 2010 الآمال المصرية في استقطاب مياه المستنقعات لزيادة الموارد المائية للنهر، واقتسامها مع الدول التي تقع فيها هذه المستنقعات؛ بسبب نص الاتفاقية الموقع عليها من إثيوبيا، وجميع دول منابع النيل الأبيض باستثناء دولة الكونغو على السيادة المطلقة لكل دولة على مستنقعاتها، وفواقدها المائية، والتحجج بالحفاظ على التنوع والتوازن الحيوي في هذه المستنقعات، وبالتالي فعلي مصر أن تبحث وتهتم من الآن بالدراسات المستقبلية لأمن المياه في مصر. هذا العدد من السكان لمصر في عام 2050 يحتاج إلى 135 مليارًا من المياه ، وبالتالي سيرتفع العجز المائي المصري إلى 75 مليارا، وهو عجز هائل ينبغي تسخير كل الدراسات للتوصل إلى كيفية التعامل والتغلب على هذا العجز، وينخفض معها نصيب الفرد إلى 460 متر مكعب للفرد سنويا لننتقل إلى حد الشح المائي المدقع والمزمن ، الذي حددته منظمات المياه الدولية بحصة 500 متر مكعب للفرد سنويا.( هاني سليمان – رؤى مصرية: مصر وأزمة المياه في حوض النيل – المركز العربي للبحوث والدراسات 27/أكتوبر/2015 )
إن فشل إدارة ملف المياه علي مدي سنوات والتحركات المصرية منذ 2014 وحتي الان وما قادت اليه كلها تشير إلي وجود أزمة.وعلماء مصر علي مدي سنوات قدموا حلول لهذه المشكلة وطريقة للتعامل مع الأزمة ومواجهتها بحيث يتم الحفاظ علي مصالح مصر المائية.
لكن في ظل استبعاد العلماء وعودة أهل الثقة واستبعاد أهل الخبرة يصبح من حق كل دول حوض النيل ان تفعل ما تراه دون ان تضع اي اعتبار لمصر التي كانت القائدة في فترات سابقة وتبحث كل دولة عن حلول فردية لمشاكلها المائية. وتقف مصر حائرة لا تطرح اي حلول أوخطة للدراسة أو استدعاء للخبراء لمواجهة الأزمة . وتستمر أزمة المياه وتتفاقم خلال السنوات القادمة ما لم نبدأ العلاج فوراً بالمواجهة والمصارحة والمكاشفة والمشاركة الشعبية في الحل.وبدون أن تعلق الدولة المصرية فشلها علي شماعة 25 يناير التي كانت لحظة مضيئة في مسيرة مظلمة .
لقد دخلنا منذ سنوات مرحلة الفقر المائي والتي تتزايد سنوياً ومن الضروري ان نتشارك جميعاً في البحث عن الحلول ومعرفة الأعباء . إن كل مشاكل المياه في منابع النيل تمت برعاية صندوق النقد والبنك الدولي رعاة الخصخصة في مصر والشركات الصينية والايطالية ولن اتحدث عن الدور الاسرائيلي في منابع النيل الآن فهو يحتاج لدراسة مستقلة.
إذا كان هيردوت قد قال ان مصر هبة النيل فإن وجود مصر واستمرار الحياة بها أصبح علي المحك ويحتاج الي العلم والدراسة وجهود العلماء والحوار الديمقراطي والمصالح المشتركة بعيداً عن أفكار كفتة عبدالعاطي …الخ.