ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: محور قطر تركيا: الخطر الاستراتيجي الجديد

إسرائيل اليوم 16/7/2025، دودي كوجن وشيريت افيتان كوهنمحور قطر تركيا: الخطر الاستراتيجي الجديد

في إسرائيل يتابعون عن كثب التطورات في سوريا، لكن على رأس المشاغل توجد تركيا التي سبق أن أدت تطلعاتها الامبريالية واستثماراتها المالية – العسكرية في سوريا الى حافة الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي.

غير أنه في خريطة التهديدات المحتملة على إسرائيل ارتفع مؤخرا الى مكان عالٍ الحلف الذي يتجسد بين قطر وتركيا. مسؤولون كبار في أسرة الاستخبارات يقولون ان الحديث يدور عن “خطر استراتيجي” ويتابعون بقلق العلاقات المتشكلة بين الدولتين اللتين كلتاهما تستضيفان محافل رسمية من حماس ولديهما أُذن صاغية في البيت الأبيض.

تركيا وإسرائيل اقامتا في سوريا آلية لمنع المواجهات العسكرية. الخط الأحمر الذي وضعته إسرائيل – منع إقامة قواعد تركية في سوريا – محفوظ.

ويقول مصدر سياسي لـ “إسرائيل اليوم” ان الارتباط بين تركيا وقطر “طبيعي” في سوريا أيضا، ويضيف بان القطريين معنيون بمساعدة النظام الجديد المتشكل في الدولة. “صحيح حتى الان، لم نرَ صورا مقلقة في التدخل القطري في سوريا، لكن هذا وضع يمكنه أن يتغير لاحقا”.

بالنسبة للعلاقات بين الدولتين يقول المصدر: “توجد متابعة لهذه العلاقات التي تجري بشكل علني في الحوار القطري مع السوريين، حوار عن المساعدات والاستثمارات في الدولة. إسرائيل تتابع عن كثب كي تتأكد من أن السوريين لا يخرجون عن التزامهم من أن يكونوا جزءُ من اسرة الشعوب وان ليس لهم نوايا مغرضة ضد جيرانها”.

 “تقودان المحور”

مئير بن شباط، رئيس هيئة الامن القومي سابقا ورئيس معهد مسغاف يقول: “تركيا وقطر هما عمليا زعيمتا “محور الاخوان المسلمين”. لكلتيهما تطلعات بزيادة نفوذهما في المنطقة وما وراءها والمقدرات التي تحول الى ذلك. كلتاهما “ترقصان في كل الاعراس” وتجنيان أرباحا من هذه الوضعية التي تسمح لهما بان تتخذا صورة الوسيط. سقوط المحور الشيعي برئاسة ايران خلق فراغا تتطلع قطر وتركيا الى الدخول اليه. ليس صدفة انهما كانتا الدولتين الأوليين اللتين فتحتا سفارتين في دمشق نظام الجولاني وعملتا على اعتراف دولي بهذا النظام وتهيئة الطريق لاعمار سوريا. “رغم اننا في إسرائيل نواجه اليوم تهديدات اثر فورية، علينا أن ننظر الى المدى الابعد ونعمل على الا يعرض هذا المحور بشكل حقيقي مصالحنا للخطر.

“بالمناسبة، العملية الإسرائيلية في سوريا التي تستهدف الدفاع عن الدروز في وجه قوات الجولاني تخدم أيضا هذه المصلحة. من الأفضل لإسرائيل أن يتحكم الدروز بهذه المنطقة الاستراتيجية وليس قوات الجولاني المدعومين من سوريا”.

مساعدة في أيام الطوارئ

المنطلق للبحث في علاقات قطر – تركيا يجب أن يكون المقاطعة الخليجية على قطر في حزيران 2017 عندما قطعت السعودية، اتحاد الامارات، البحرين، مصر ودول أخرى علاقاتها وفرضت حصارا على الامارة.

بين المطالب التي نقلت في حينه كانت مواضيع مثل تقليص علاقات الدولة مع طهران، قطع العلاقات مع منظمات الإرهاب – وبينها العلاقة مع الاخوان المسلمين وكذا اغلاق “الجزيرة” استنادا الى حقيقة ان الشبكة شجعت المفاوضات ضد الأنظمة العربية وعلى رأسها نظام مبارك في مصر.

“تركيا أنقذت قطر في اثناء المقاطعة”، يشرح ايلان زلايط، خبير في دول الخليج في معهد بحوث الامن القومي. “منتجات أساسية يستوردها القطريون من خلف الحدود مع السعودية، وصلت عبر تركيا في مسار جوي تجاوز الحصار الجوي، البحري والبري”.

وتجد هذه الشراكة تعبيرها اليوم في الاف الجنود الاتراك المرابطين اليوم في قطر.

 هل العلاقة بين اردوغان وقطر أيديولوجية؟

“في السطر الأخير لا”، يقول زلايط. “يحبون أن يصفوها على محور الاخوان المسلمين. اردوغان يعمل على أسلمة تركيا واحياء الماضي العثماني. هذا لا يتحدث لقطر.

“العلاقات بينهما منفعية جدا. قطر تشكل آلة سحب المال لتركيا لتحقيق تطلعاتها الإقليمية، أساسا في ليبيا وكذا في سوريا”، يشرح زلايط. “مرات كثيرة قطر ببساطة تمولهم، تعوض في واقع الامر عن نقص القدرة الاقتصادية لتركيا للايفاء بمتطلبات انتشارها الإقليمي المتزايد في العقد الأخير”.

حين تكون تركيا، على الأقل قوة عظمى عسكرية إقليمية مع صناعة امنية متفرعة – تدخل الى مجال نزاع آخر، تحرص الدوحة على تحرير الشيكات”. يشرح زلايط بان “القطريين يحصلون بالمقابل على معقل ونفوذ في كل تلك الساحات”.

 بعد سقوط الأسد

ان الشراكة التركية القطرية تلقى تعبيرا ملموسا في سوريا بعد سقوط الأسد.

قطر تدخل بسرعة كممولة مركزية للنظام الجديد – 29 مليون دولار لدفع رواتب الموظفين ومشروع طاقة بمبلغ 7 مليار دولار مع شركات تركية، الى جانب جملة مبادرات إنسانية لانعاش سوريا الشرع.

قطر تعمل منذ الان على التأثير على نظام جديد في سوريا – من إطفاء حرائق في اللاذقية وحتى تدريب “الخوذات البيضاءا”، احدى منظمات النجدة المركزية في الدولة في زمن الحرب الاهلية.

 خليفة اردوغان؟

في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يستعدون لتبادل الأجيال في القيادة التركية. واسم واحد بات محددا كاشكالي. هاكان فيدان، وزير الخارجية والمقرب من اردوغان.

فيدان ليس سياسيا عاديا – هو الرجل لذي يدير عمليا الرؤيا العثمانية الجديدة لاردوغان. قبل ذلك كان رئيسا لجهاز الاستخبارات التركي MIT على مدى 13 سنة حتى 2023. هو الرجل الذي ادار من خلف الكواليس العلاقات مع الثوار في سوريا حتى سقوط الأسد، يقيم علاقات وثيقة مع حماس، وكان من أوائل الأجانب الذين زاروا دمشق بعد الثورة. الاعلام الألماني كشف علاقاته مع قاسم سليمان، دليل على قدرته على المناورة بين كل اللاعبين في المنطقة. في أوساط الاستخبارات الإسرائيلية يعد كأحد الخلفاء المحتملين لاردوغان.

اذا كان هو من سيدخل الى القصر الرئاسي في أنقرة حين تكون لتركيا سيطرة على المنطقة القريبة من حدود إسرائيل، فان الامر سيعتبر تهديدا حقيقيا من شأنه أن يتدهور أيضا الى احتكاك بين الدولتين.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى