ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: فرصة لتغيير استراتيجي في الشمال

إسرائيل اليوم 28/10/2024، د. يوآف هيلر و أ.: فرصة لتغيير استراتيجي في الشمال

هجمة “أجهزة الاشعار” ضد حزب الله جاءت بعد نحو سنة من حرب استنزاف في الشمال، وكانت إشارة لبداية معركة مبادرة لإزالة تهديد حزب الله. نتائجها حتى الان تنطوي على إمكانية لانعطافة استراتيجية. 

وصلت المعركة الى ذروتها مع تصفية نصرالله وسلسلة القيادة العليا في المنظمة، الى جانب دخول الجيش الإسرائيلي الى جنوب لبنان. 

رغم كل هذا، بقيت لحزب الله قدرات تسمح باستمرار اطلاق النار على بلدات الشمال، حيفا والسهول، وبشكل متقطع حتى الى مركز البلاد. وبالتالي الى اين المسير من هناك؟

الضربة التي تلقاها حزب الله، الى جانب الفهم في ايران بان وكيلها المركزي في المعركة ضد إسرائيل قد ينهار تماما، تخلق مجال فرصة لتغيير الوضع لمدى بعيد.

الهدف: تغيير استراتيجي في ميزان القوى في لبنان، وقضم واضح في قدرة النفوذ الإيراني في المنطقة، التي يمكن أن يتجمع حولهما اطراف في لبنان وفي الساحة الدولية والإقليمية أيضا.  

على إسرائيل أن تصمم الواقع الجديد في لبنان من خلال تسوية سياسية، في ظل القاء ثقل وزنها العسكري كرافعة ضغط.

بخلاف المرات السابقة، والتي ألزمت فيها التسوية عمليا طرفا واحدا فقط هو إسرائيل، علينا أن نضمن هذه المرة بان يوجد شرطان ملزمان: آلية انفاذ ذات مغزى تتأكد من تنفيذ القرارات التي تتخذ وحفظ شرعية لعمل عسكري مبادر من إسرائيل في حالة عدم الالتزام بالاتفاقات. 

ستسعى الساحة السياسية على ما يبدو للاعتماد على قرارات سابقة (1701، 1559) كأساس للتسوية الجديدة وان لم تنفذ في الماضي. هذه في جوهرها قرارات جيدة لإسرائيل، المشكلة هي شكل انفاذها. 

سيكون من الصواب الدفع قدما بتسوية على أساس خطة تنفذ في عدة مراحل: 

  1. تنفيذ كامل لقرارات 1701، بما في ذلك: وقف نار تام من حزب الله؛ انسحاب عموم قواته الى ما وراء الليطاني؛ انتشار قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان. بعد ذلك تنسحب إسرائيل الى الحدود الدولية. 
  2. تنفيذ قرار 1559، الذي يتضمن تجريد حزب الله من سلاحه والغاءه كميليشيا مستقلة في لبنان في غضون 24 شهرا بقيادة الجيش اللبناني وآلية انفاذ دولية.
  3. صياغة قرار جديد لمجلس الامن في الأمم المتحدة، يفرض عقوبات إسرائيلية على دولة تسلح حزب الله، مع التطرق الصريح لإيران، سوريا وروسيا. 
  4. تحديد مادة تسمح لإسرائيل بحرية عمل عسكري مطلقة في صالح تنفيذ القرارات، في كل حالة من تعاظم قوة حزب الله في لبنان او خرق وقف النار. 

معقول لان يؤدي مشروع القرار الذي يوضع على الطاولة الى العودة لقرار 1701، والتركيز على وقف النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان. مثل هذا السيناريو سيسمح لإيران ولحزب الله بالمهلة الزمنية اللازمة لتوضيب المنظومات، لاعادة التركيز على الساحة وتجديد تعاظم القوة. ولهذا فمحظور الموافقة على ذلك. 

إسرائيل توجد في موقع تأثير تاريخي لاستقرار المنظومة الشمالية لدرجة خلق أساس مستقبلي للتطبيع مع دولة لبنان وسيكون محظورا تفويت هذه الفرصة، وبالتأكيد بعد أن دفعنا ثمنا باهظا جدا على الطريق.

د. يوآف هيلر  رئيس “الربع الرابع” و  أ هو رجل موساد كبير سابقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى