ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: رسالة ديرمر للسعوديين .. “حسم حماس قبل التطبيع”

إسرائيل اليوم – داني زاكن – 21/9/2025

السعودية قبل 7 أكتوبر كانت على مسافة خطوة عن التوقيع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل. اما السعودية عشية رأس السنة الحالي فتقف مع فرنسا في رأس المبادرة الدولية للاعتراف بدولة فلسطينية والتطبيع مع إسرائيل ابتعد جدا. ان شئتم، هذا هو احد الإنجازات السياسية الكبرى لحماس وايران من خلفها.

لهذا التغيير في موقف السعودية عدة أسباب آخرها على ما يبدو كان حديثا بين الوزير رون ديرمر ومكتب ولي العهد محمد بن سلمان. وقد أكدت محافل دبلوماسية أمريكية وعربية لـ “إسرائيل اليوم” بان المحادثة تمت قبل بضعة أسابيع، اغلب الظن بعد وقف المحادثات في الدوحة. 

في الحديث بحثت مسائل أخرى أيضا، مثل صورة الوضع حيال ايران بعد حرب الـ 12 يوما، وكذ ا المحادثات بين إسرائيل وسوريا والوضع في لبنان. لكن التركيز كان على غزة. فقد طلب ولي العهد أن يعرف الاتجاه او المسار لحكومة إسرائيل لانهاء الحرب وعن الخطط ما بعدها. 

وحسب تلك المصادر، فقد أوضح ديرمر بان إسرائيل مصممة على حسم المعركة مع حماس والتأكد من أنها بعد ذلك أيضا لن تتمكن من رفع الرأس. وقد رفض الاقتراحات لاجراء مباحثات حول تشكيلة الهيئة التي ستحكم في القطاع بعد ذلك وأضاف بان الحكومة في القدس غير مستعدة لان تكون السلطة الفلسطينية مشاركة في مثل هذه الهيئة. حتى هنا الموقف الإسرائيلي المعروف، لكن عندما يقال في حديث عملي ومباشر مع الزعيم العربي الأهم، فانه يكون له معنى اثقل.

غير مستعدين للتقدم

فضلا عن ذلك، حسب المصادر الدبلوماسية، تلقى ابن سلمان في الحديث الرسالة في أنه في هذه المرحلة لن تكون إسرائيل مستعدة لاي تقدم سياسي حيال السلطة الفلسطينية في شكل قول، استعدادات للمفاوضات وبالتأكيد ليس ذاك الذي يؤدي في نهايته الى دولة فلسطينية حتى لو كانت مجردة من السلاح. 

ابن سلمان، حسب هذه المصادر، طرح الاشتراطات التي تقررت في خطة الجامعة العربية وفي مقترح الاعتراف بدولة فلسطينية: التجريد، نزع التطرف وغيرها. غير أن الرسالة التي نقلت هي ان إسرائيل غير مستعدة للتقدم في هذا الاتجاه في المرحلة الحالية، وليس واضحا أيضا اذا كان بعد انتهاء الحرب. 

المعنى هو الرفض، الان على الأقل، للمقترح السعودي الذي له اسناد عربي واسع، والتجميد لامكانية التطبيع مع السعودية – بمعنى في هذه المرحلة على الأقل. ونذكر ان ديرمر كان ضالعا في صورة الاتصالات مع السعودية على مدى السنين، بما في ذلك قبل الحرب حين كان استعداد تصريحي علني من السعودية وإسرائيل للوصول الى تطبيع. يقول المصدر العربي لـ “إسرائيل اليوم” ان هذا يعزز الاتجاه السعودي الذي يخرج إسرائيل من معادلات الخطط المستقبلية للشرق الأوسط، والتي يعمل عليها ابن سلمان بالتعاون مع الأمريكيين. 

قبل زيارة ترامب الى المنطقة في شهر أيار كتبنا عن هذه السياسة السعودية. بضغط من ترامب انتظر السعوديون واعدوا التصريحات عن المنحى الجديد مع دول عربية والسلطة الفلسطينية وبعد ذلك مع فرنسا. وحسب المصدر، فان كل هذه الخطط مجمدة بسبب ما وصف باستسلام نتنياهو للمحافل المتطرفة في حكومته. 

على موقف ديرمر نفسه يمكن ان نتعرف من أقواله في حديثه الصحفي مع دوني رويتش حيث قال انه بعد 7 أكتوبر فهم بان حماس أيضا، وليس فقط ايران تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل. وعليه يجب حسب المعركة نهائيا معها واطلاق رسالة ردع للمنطقة كلها. هذه الاقوال تؤكد ما قاله ديرمر لابن سلمان. 

في مقابلة صحفية مع محمد مجادلة في راديو “ناس” الذي يبث من الناصرة اكد ذلك الجنرال السعودي المتقاعد عبدالله القحطاني. فقد قال ان السلام مع إسرائيل شطب عن جدول الاعمال لان “نتنياهو وحكومته لا يريدون السلام”. “تقدمنا لإسرائيل بمقترح يتضمن الاعتراف، الامن والمصالحة، لكن هذه الحكومة المتطرفة غير معنية بالسلام”، قال. وشدد على أن المملكة لن تتخذ أي خطوة تطبيع الا اذا اعترف بدولة فلسطينية مستقلة.

ترامب معني بصفقة كبرى

يقدر المصدر الدبلوماسي العربي ان يحتمل لموقف إسرائيل أن يتغير مع نهاية الحرب، أذ ان إدارة ترامب معنية جدا بالخطة الكبرى، الصفقة الكبرى للشرق الأوسط، بما في ذلك إعادة اعمار القطاع وتحوله الى “ريفييرا” سياحية. بل وأضاف بان نهجا إسرائيليا اكثر مرونة كان من شأنه أن يلطف الإجراءات السياسية، مثل الاعتراف بدولة فلسطينية. وحسب هذا المصدر فان “كيانا فلسطينيا مجردا من السلاح يكون في مسيرة نزع تطرف عميق، هو خطر اقل على إسرائيل من الوضع الحالي عديم الأفق السياسي”.

من الواجب الإشارة الى أن إسرائيل تشارك في اتصالات ومداولات “اليوم التالي” في المستوى العملي، والوزير ديرمر نفسه بحث في ذلك مع مسؤولي الإدارة الامريكية في واشنطن قبل أسبوعين. تشارك في هذه الاتصالات دول عربية، واساسا السعودية، الامارات ومصر. الدولتان الاوليان توافقان على ان في هذه المرحلة لا حاجة لان تكون السلطة الفلسطينية مشاركة في الهيئة السلطوية التي ستقوم في غزة. 

بين السعودية، إسرائيل، الامارات والولايات المتحدة يسود توافق في الرأي عن الحاجة الى سياقات نزع التطرف في أوساط الفلسطينيين. ولهذا الغرض اعدت خطة مع منظمات دولية ودول لتنفيذها بدء بالمجالات الإنسانية في جنوب القطاع. وقد ائتمنت السعودية على المنهاج الدراسي في المدارس فيما ائتمنت الامارات على ادخال مضامين نزع التطرف وقبول الاخر. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى