إسرائيل اليوم: دولة فلسطينية.. بالون متكلف

إسرائيل اليوم – آفي برئيلي – 5/8/2025 دولة فلسطينية.. بالون متكلف
الاعتراف الدبلوماسي لا يقيم دولا قابلة للعيش. فهي تنشأ من مجتمعات مدنية تؤدي مهامها بحد ادنى على الأقل.
أما المجتمعات التي تنمي فيها بربرية مثل تلك التي لفظيعة 7 أكتوبر او تنمي “سلطة فلسطينية” بائسة، غارقة في الفساد والإرهاب – فان مجتمعات كهذه لا يمكنها أن تقيم دولة. الحركة “الوطنية” الفلسطينية اثبتت بلا شك بانها عنصر هدام من أساسه وهي ليست اهلا لاحداث مسيرة بناء أمة.
ويفهم الامر ببساطة من حقيقة أنه على مدى اكثر من 30 سنة، من 1994، فان م.ت.ف والسلطة التي اقامتها فشلتا بشكل سريع، ولم تحركا مسيرة بناء أمة جديرة باسمها. لنفترض، كافتراض مطلقي الذرائع، بان إسرائيل عرقلت لهم بناء جماعة سياسية واجتماعية – اقتصادية تؤدي مهامها. ومع ذلك، ما الذي فعلوه هم أنفسهم كي يبنوها، رغم العرقلة؟ فهل مثلا حاولت م.ت.ف والسلطة تثبيت احتكار على الاستخدام الشرعي للقوة في مجتمعهم أنفسهم؟ الجواب سلبي.
زعيمهم الهدام عرفات فعل العكس واستخدم عصابات إرهاب في حملة القتل التي تسمى “الانتفاضة الثانية”، بعد سنوات من سماح إسرائيل له بان يقيمم حكما ذاتيا وطنيا.
هل من خلال الحكم الذاتي حاولوا خلق شرعية ديمقراطية لبناء امتهم؟ فشل في هذا أيضا عباس، خليفة عرفات، والمسألة ليست شخصية – الفلسطينيون غير قادرين على أن يضعوا أساسا سياسيا ضروريا كهذا لدولة وطنية تؤدي مهامها. هم حالة متطرفة من انعدام الاهلية التامة للعرب في الهلال الخصيب لاقامة جماعات سياسية قابلة للعيش. هم اظهروا “أهلية” لخلق وحوش إرهاب من القمع او الفوضى.
هل اقامت الحركة “الوطنية” الفلسطينية فرعا اقتصاديا جديدا في البلاد، واحد للطب، منذ اغريت إسرائيل بالسماح لـ م.ت.ف بالتجربة التاريخية التي تسمى “السلطة الفلسطينية”؟ الجواب سلبي. الفلسطينيون عديمو كل استقلالية اقتصادية، ولم يفعلوا شيئا كان بوسعهم فعله كي يغيروا وضعهم. يدور الحديث عن حركة عقيمة تماما من ناحية اجتماعية – اقتصادية وثقافية، وفاسدة حتى نخاع عظامها، وليست إسرائيل مسؤولة عن هذا. كما أن محاولة “القطاع الخاص” العربي بقدر ما يوجد مثل هذا الامر، إقامة مدينة فلسطينية (“روابي”) – فشلت بشكل ذريع. هذا دليل واضح على الضعف الكارثي للمجتمع المدني العربي في البلاد.
لم يجدِ نفعا مال طائل ضخ على مدى اكثر من 30 سنة لقيادة م.ت.ف من القوى العظمى الغربية، من دول النفط، من إسرائيل، من الأمم المتحدة ومن المتبرعين. هذا المال كان اكبر بكثير من المال الذي جندته الحركة الصهيونية مضاف الى المال الخاص اليهودي الذي ضخ الى هنا في معهد “دولتنا التي على الطريق”، في الأعوام 1918 – 1947. على مدى زمن اقصر من زمن قيام السلطة الفلسطينية بنى الصهاينة في البلاد سياسة، مجتمع، اقتصاد وثقافة، أتاح لهم الصمود في 1948. التشبيه يفترض أن ينير العيون: المجموعة البشرية التي تسمى “الفلسطينيين” ليست مؤهلة لان تقيم دولة تؤدي مهامها بل انها مؤهلة اقل لهذا من الجماعات التي تسمى “سوريين” او “لبنانيين”.
ان “المشروع” الجديد للاعتراف بـ “دولة” فلسطينية وهمية، بمبادرة فرنسا والسعودية ودول ديمقراطية تسير في اعقابهما، لا يمكنه أن يغير حقيقة أن تجربة الفلسطينيين لاقامة جماعة سياسية سبق أن فشلت. لا شك ان فرنسا والسعودية تعرفان ان تصريحاتهما عليلة. اذا كان كذلك فما الذي يحركهما؟
الفرنسيون وباقي الأوروبيون يحركهم احباط في ضوء فقدان نفوذهم في الشرق الأوسط. فاحد لم يعد “يحصي” فرنسا في لبنان، مثلا. الهجمات الإسرائيلية والأمريكية في ايران قزمت نفوذ أوروبا في المنطقة وذلك في الوقت الذي فرضت عليها الولايات المتحدة اتفاقات تجارية واستثمارات مهينة، وفيما ان الكل يرى انها معلقة بحماية الولايات المتحدة من روسيا.
للسعوديين والأوروبيين دافع مشابه – تقييد القوة الجديدة لإسرائيل في المنطقة وتقليص تعلقهم في الولايات المتحدة او على الأقل لابداء استقلالية حيالها.
لكن هذه المحاولة باعثة على الشفقة ومآلها الفشل لانها تستند الى جهة لن تنجح، متعفنة وفاسدة – الحركة “الوطنية” الفلسطينية.