ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: خاشقجي يواجَه بأبو عاقلة

بقلم: يوآف ليمور، إسرائيل اليوم 17/7/2022

من انتظر اختراقاً دراماتيكياً في العلاقات بين إسرائيل والسعودية في أثناء زيارة الرئيس بايدن إلى المملكة، خاب ظنه كما كان مرتقباً. فالسعوديون ليسوا ناضجين بعد لخطوات بعيدة الأثر ويتقدمون ببطء. سطحياً، يحافظون على سياستهم الثابتة في السنوات الأخيرة: التقدم بين الدولتين لن يتحقق إلا بعد تنفيذ “المبادرة السعودية” التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

لكن ثمة سعودية أخرى من خلف هذا الموقف الرسمي. وهناك دليل علني واحد على ذلك وهو الإذن الذي أصدرته لعبور الطيران الإسرائيلي في سماء المملكة. وبقيت أدلة أخرى من خلف الكواليس: من زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى السعودية، وحتى سلسلة طويلة من الصفقات – الأمنية والتكنولوجية أساساً…

إن تحسين العلاقات بين بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا بد سيساعد في هذا التقدم. وهنا بقيت الأطراف على حالها. قال بايدن إنه واجه MBS بموضوع الصحافي جمال خاشقجي، وقال رجال ولي العهد إنه واجه الرئيس الأمريكي بقضية موت الصحافية شيرين أبو عاقلة.

يمكن الافتراض بأن هذه الأجواء كانت مثمرة أكثر بكثير من خلف الروايات الرسمية. للولايات المتحدة مصلحة في أن تزيد السعودية إنتاجها من النفط كي تساعد على تخفيض أسعاره في العالم، وللسعوديين مصلحة في تحسين العلاقات مع واشنطن. إسرائيل، من ناحيتهم، جسر حيوي للأذن الأمريكية، ولاعبة أساسية في الاستقرار الإقليمي. الدولتان – وإلى جانبهما معظم الدول في المنطقة، ممن شارك زعماؤها أمس في القمة مع بايدن، سيحاولان الدفع قدماً بالمحور المشترك ضد المحافل المعادية في المنطقة، وعلى رأسها إيران.

وبينما تحرص السعودية على إبقاء علاقاتها مع إسرائيل بالسر، تواصل دول اتفاقات إبراهيم صب المضمون فيها. فزيارة رئيس الأركان كوخافي إلى المغرب هي مدماك آخر في العلاقات الأمنية الوثيقة بين الدولتين. ومثل الزيارة التي أجراها في البحرين، سيستقبل كوخافي في الرباط أيضاً بكل التشريف والتبجيل: للمغرب مصلحة في أن يتلقى من إسرائيل مساعدة وأذونا لصفقات في جملة مجالات ستدفع بعضها قدماً في أثناء الزيارة.

وبينما تنشغل الساحة السياسية – الأمنية بالاستراتيجية الإقليمية، فهي تجر معها الساحة المحلية. الصواريخ الأربعة التي أطلقت ليل السبت من غزة كانت تذكيراً بأن الفلسطينيين لا يذهبون إلى أي مكان. ومع أن حماس لا تقف من خلف إطلاق النار، لكن الساحة الأمنية قلقة من أن سكان عسقلان كانوا مطالبين مرة ثانية بالدخول إلى المجالات المحصنة. لم تكن دوافع إطلاق النار واضحة أمس. هناك من يربطها بخيبة الأمل في الساحة الفلسطينية من زيارة بايدن، وإن كان الجيش الإسرائيلي يميل لربطها بالفوضى النسبية التي تسود في القطاع ولكثرة وسائل القتال فيه. إذا كان السبب الثاني هو الصحيح، فليس واضحاً سبب عدم إطلاق الصواريخ بالذات في أثناء الزيارة لغرض محاولات التغطية عليها.

في إطار السياسة الثابتة منذ حملة “حارس الأسوار” استغل الجيش الإسرائيلي النار لمهاجمة أهداف نوعية لحماس. في هذه الحالة، منشأة تحت أرضية لإنتاج مواد خام لصواريخ بعيدة المدى (ولاحقاً منشأة إضافية). كان لهذا الهجوم هدف مربع: الرد على النار، وردع حماس من استمرار الأعمال وإلزام المنظمة بالعمل على وقف النار، وتحديدها كعنوان سلطوي وحيد في القطاع، وحرمانها من القدرات في مجال تعاظم القوى. في حالة عدم استئناف النار، ستسعى إسرائيل للإبقاء على عمل نحو 14 ألف عامل غزي في البلاد كوسيلة تستهدف رفع مستوى المعيشة في القطاع. وضمناً أيضاً ممارسة الضغط على حماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى