إسرائيل اليوم: ثمن عال لنصف صفقة

إسرائيل اليوم 7/7/2025، أمنون لورد: ثمن عال لنصف صفقة
من الصعب ان نسميي الشروط التي طرحتها حماس لقبول صفقة مخطوفين “رد إيجابي”. في اللحظة التي اندرجت فيها املاءات على مدى انسحاب الجيش في اطار اتفاق وقف نار مؤقت وعودة الى الترتيب السابق لتوزيع المؤن أي – سيطرة عصابات حماس على شاحنات التوريد والتوزيع – فهذا عمليا ابتزاز تحت عنوان سقف “رد إيجابي”.
يوجد في هذه النقطة الزمنية سؤالان: 1. كيف يحصل ان حماس تشعر بما يكفي من القوة كي تطرح شروطا كهذه حين يكون هناك ما يزعم بانه منحى متفق عليه لتحرير مخطوفين؟ 2. هل حقا مسألة أمن إسرائيل حيال منظمة حماس، في المرحلة الحالية من المعركة الطويلة، متعلقة فقط بالتسويات الفنية حيال قطاع غزة وحماس.
حماس تتعرض لضغط شديد
مثلما في الاتفاق السابق من كانون الثاني هذا العام، الذي عمل عليه ستيف ويتكوف توجد هنا ارادات مزدوجة: من جهة حماس تتعرض لضغط شديد. صفقة مخطوفين تسمح لها بوقف نار وانتعاش، في ظل السيطرة على مصادر التموين وزيادة حجم التموين لغزة.
الإرادة الثانية التي تعمل في حينه مثلما تعمل الان، هي الرئيس ترامب. في الصفقة السابقة كانت هذه إرادة إشكالية وشخصية لرؤية مخطوفين محررين قبل أدائه اليمين القانونية للرئاسة وكذا مخطوفين محررين في احتفال الترسيم نفسه. اما اليوم فيبث ترامب توقعات عالية عن اللقاء في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
من اللحظة التي بدأ فيها يتحدث عن انه في الأسبوع القادم – أي اليوم، غدا، بعد غد – يأمل باتمام الاتفاق مع حماس يتضمن وقف نار وتحرير عشرة مخطوفين، فانه يشجع حماس على رفع الاثمان والعودة الى موقف الابتزاز. لكن إسرائيل، بقدر كبير، لا يمكنها أن تعارض دفعة من الرئيس الأمريكي ترامب في موضوع غزة.
يمكن الافتراض بان صفقة متوقعة كانت امرا هو جزء من الحرب مع ايران التي كانت إنجازات إسرائيل فيها في ظل التعاون الوثيق بين الزعيمين، ترامب ونتنياهو هي إنجازات غير مسبوقة.
كل صفقة مخطوفين تتم في ظل تنازل معروف من إسرائيل عن مصالح امنية. هناك من يتجاوزون هذا بالقول ان إسرائيل قوة بما يكفي وستعرف كيف تتصدى لحماس بعد وقف الحرب وتحرير المخطوفين. أما الأكثر استقامة من ذلك فسيعترفون بان إسرائيل مستعدة لان تأخذ مخاطر امنية على حساب البلدات التي تلقت الضربة الرهيبة في 7 أكتوبر، انطلاقا من الإرادة لوضع سداد شرايين على النزف الداخلي الذي نشأ حول مسألة المخطوفين.
الثمن الذي ستكون إسرائيل مطالبة الان بدفعه يبدو اعلى مما ينبغي من أجل نصف صفقة. يمكن هضمها لو كانت تتضمن تحرير كل المخطوفين الاحياء، 20 في عددهم على حد علمنا. لكن اذا تحرر عشرة فقط، ففي نهاية شهري وقف النار توجد امكانيتين: الأولى العودة الى مساومة وابتزاز لا ينتهيان لتحرير المتبقين او كبديل لا مفر منه هو العودة لعملية برية كي لا نسمح لمنظمة الإرهاب بترف وقف نار في ظل الابتزاز والمساومة.