ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: بعد الأعياد بات هنا، وغزة لا تزال هناك

إسرائيل اليوم – يوآف ليمور – 15/10/2025 بعد الأعياد بات هنا، وغزة لا تزال هناك

صورة إثر صورة، كل واحدة منها تساوي مليون كلمة. ارئيل كونيو واربيل يهود. أفينتان اور ونوعا ارغماني. عومري ميران مع ليشي والبنات. دافيد كونيو مع شارون والبنات. الكنا بوحبوط مع رام وريفكا. زيفي وغالي بيرمان مع قمصان مكابي تل ابيب. ايتان هورن مع قميص هبوعيل بيرشيفع ومع اخوته. والمروحيات. والكتابات على اللوح. ويهوديت رفيتس. وعومر ادام. وكل شيء ضربة في البطن. ومليء بالدموع. يرى المرء ولا يصدق. وفي واقع الامر يصدق. هذا حقيقي. هم في البيت.

مشكوك انه كانت أيام كهذه في تاريخ الدولة. ربما في 15 أيار 1948. السعادة والفرح والقدرة على الاتحاد للحظة واحدة، ووضع كل شيء جانبا. نعم، حتى المعرفة بان هذا ليس منتهيا حقا: بقي هناك مخطوفون ضحايا. وأيضا الثمن الذي باسمه اكتسب هذا اليوم: 519 ضحية من الجيش الإسرائيلي وعشرات الاف آخرين ممن أصيبوا بالجسد وبالنفس. وكذا القلق مما سيحصل لاحقا. حماس عادة لتسيطر في غزة، ولن تسارع الى وضع سلاحها وكذا الفهم باننا لم نتغير حقا: فهاهم في الكنيست، بينما يحصل كل هذا، مارسوا السياسة الصغيرة في يوم قومي عظيم، يجدر بنا أن نتوقف للحظة عند ما حصل في الكنيست. فوصول الرئيس ترامب كان تاريخيا. كما أن شرفه ناله وعن حق على دوره الحاسم في إعادة المخطوفين. وكذا خطابه – ترامب في افضل حال له – الأكثر سياسة صحيحة، ولا يزال العرض الأفضل في المدينة. خسارة ان الكنيست، ورئيسها لم ينجحا في التسامي الى عظمة اللحظة: عندما اختارا ان يقصيا عنها رئيس المحكمة العليا والمستشارة القانونية للحكومة وحين اختارا ان يدعوا لها متفرغين حزبيين ومقاولي أصوات وكأن هذا حدث رياضي ليكودي.

يتبين ان الوحدة جيدة فقط كشعار. بالضبط مثل السلام. لنتنياهو الذي كان هذا يومه الأعظم، أعطيت فرصة لتعظيمه اكثر حين دعي للانضمام الى القمة في شرم الشيخ. كان ينبغي له ان يسافر الى هناك والا يقول الا جملتين: في 7 أكتوبر هاجمت حماس دولة إسرائيل – قتلت، اغتصبت واختطفت وفرضت علينا حرب اللامفر. هذه الحرب انتهت اليوم، وانا اقف هنا وأمد يدي للجميع لحلف الشجعان، لسلام يأتي من القوة ليغير وجه الشرق الاوسط الى الابد”.

لكن نتنياهو اختار ان يبقى في البلاد. قد يكون هذا العيد، وقد يكون التخوف من أن يلتقط في اطار الصورة مع أبو مازن واردوغان، وقد يكون تهديد اردوغان ورئيس وزراء العراق بمقاطعة الحدث. مهما يكن من أمر، هذه اللحظة الواحدة التي كان بوسعه فيها ان يأخذ إسرائيل الى الامام، ارتعدت فرائصه. بدلا من أن تعود إسرائيل الى مركز الساحة بقيت جانبا فيما يبحث الاخرون في المستقبل بدونها. 

بين هذا وذاك الغيت أيضا زيارة رئيس اندونيسيا التي كان مخطط لها لإسرائيل. احد ما سرب، ورئيس الدولة الإسلامية الأكبر في العالم قرر التنازل. في مكانين عرفوا بهذه الزيارة: في مكتب رئيس الوزراء وفي الموساد (الذي عمل على تنظيم الزيارة السرية). ينبغي التساؤل لماذا لم يطرح في محيط نتنياهو مطلب التحقيق في التسريب الذي الحق ضررا حقيقيا بدولة إسرائيل. 

سيرافق الأيام القريبة القادمة هبوط طبيعي للتوتر. فبعد الأعياد بات هنا. الأطفال سيعودون الى المدارس والكبار الى العمل. ونتنياهو هو الاخر سيعود الى محاكمته التي يفترض أن تجرى أربع مرات في الأسبوع. العفو العفوي الذي حاول أن ينظمه له ترامب سلى الكنيست، لكن لم تكن له قيمة حقيقية. الاستطلاعات ستثني على نتنياهو حتى بدونه. وتعود لتتوازن بعد أسبوعين – ثلاثة أسابيع عندما تزول السحابة. هذه طبيعة العالم، هذه طبيعة الإسرائيليين.

غزة فقط ستبقى هناك. محظور علينا ان نقع في الأوهام: حماس عملت على العملية التالية الكفيلة بان تحصل صباح غد. من ناحيتها لم ينتهِ شيء. إسرائيل وعدت نفسا الا تسمح بهذا، لكنها لا يمكنها ان تستغل كل حدث ولا حتى تمديد زمن إعادة جثامين الضحايا المخطوفين – كي تستأنف القتال. ترامب وقع في حب الاتفاق الذي حققه ولن يسمح له بان ينهار بسهولة. هذه ليست فقط الضمانة الشخصية التي أعطاها: بل الشرف، بل جائزة نوبل السنة القادمة. 

على إسرائيل أن تضغط في الاتجاه المعاكس – لتنفيذ الاتفاق. ان تدفع قدما بالتجريد من السلاح، الاعمار، وبالاساس إقامة حكم بديل في القطاع. هذا سيسمح لها بالانضمام الى الرؤيا الإقليمية العظيمة التي تحدث عنها ترامب في الكنيست. هذا في يديها بالضبط مثل الاشفاء ورأب الصدوع الداخلية في يديها أيضا. دخولها الى سنة انتخابات لا تبشر بالخير. ولا يزال، فرحة التوراة هذه السنة كانت فرحة خاصة. ليتها تشق طريقا جديدا. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى