إسرائيل اليوم: الواقع بين الكابنت والجيش

إسرائيل اليوم – يوآف ليمور – 24/8/2025 الواقع بين الكابنت والجيش
مشكوك ان يكون احد ما، باستثناء بنيامين نتنياهو، يعرف ما الذي تخطط له إسرائيل في غزة. فالطريق الذي تسافر فيه يؤدي الى التفرع: من جهة، صفقة توجد في متناول اليد وتعيد الى الديار 10 مخطوفين احياء و 15 – 18 مخطوفا ميتا. في الجهة الأخرى، حملة واسعة لاحتلال مدينة غزة، ولاحقا ربما أيضا احتلال القطاع كله.
يخيل أن نتنياهو مقتنع بانه يمكنه أن يواصل السفر في خط مستقيم: ان يعيد كل المخطوفين وان يحسم حماس في نفس الوقت. هو لا يشرح للجمهور او لشركائه السياسيين او لقيادة جهاز الامن كيف ينوي عمل ذلك. الا اذا تراجعت حماس في الايام القادمة ووافقت على تنازلات لمنع توسيع الحرب، فان إسرائيل هي من ستكون مطالبة بان تحسم.
بخلاف ما يفهم من تصريحات وبيانات السياسيين في القيادة السياسية – الحزبية، لا يوجد سبيل للجيش الإسرائيلي ان يضمن أي عنصر في القرارات التي اتخذها الكابنت. لا يعرف كيف يضمن سلامة المخطوفين ويمنع اعدامهم، ام الامتناع عن الإصابة بهم. كما أنه لا يمكنه ان يضمن الا تقع إصابات عديدة في أوساط القوات في المعركة على مدينة غزة وبالتأكيد الا يتعهد في جدول زمني لانهاء اعماء تطهير غزة السفلى (السيطرة على غزة العليا ستكون اسهل). وهو لا يمكنه حتى أن يضمن بان يستوفي مهمة اخلاء مليون مواطن فلسطيني، فيما ان ثلثهم لن يوافقوا على الاخلاء حتى عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة في تشرين الثاني – كانون الأول 2023.
لقد أوعز الكابنت للجيش ان ينهي المهمة هذه حتى 6 أكتوبر، كي يحيي سنتين على الحرب بصورة نصر. ليس واضحا عن أي نصر يدور الحديث: فالمسار الذي تسير فيه إسرائيل الان هو وصفة مؤكدة على أنه حتى يوم الذكرى الثالثة للكارثة سيكون في غزة جنود (وعلى ما يبدو مخطوفون أيضا). رئيس الأركان وقيادة جهاز الامن يحذرون من انه بدلا من انهاء الحرب، من شأن إسرائيل أن تعمقها وتغرق فيها.
تآكل في الجيش وفي مكانة إسرائيل
إضافة الى ذلك فانهم يحذرون أيضا من أنه بدلا من إيجاد مسار يعفي إسرائيل من الحاجة الى حكم 2.2 مليون فلسطيني من شأنها ان تجد نفسها تقيم حكما عسكريا يكلفها اثمانا هائلة، مشكوك ان تكون مبنية بالايفاء بها. الأول، التنازل عمليا عن المخطوفين كلهم أو بعضهم. الثاني، حياة جنود كثيرين (عمليات حرب عصابات كتلك التي أحبطت الأسبوع الماضي في محصنة لواء كفير ستكون دوما وفي موعد ما من شأنها أن تنجح أيضا). الثالث، بثمن اقتصادي الاقتصاد ليس مبنيا لتحمله. الرابع، العبء عديد السنين (الذي سيؤدي الى التآكل وربما أيضا الى الانهيار) في منظومات الاحتياط، النظامي والدائم. والخامس، في تعميق الانهيار السياسي الذي من شأنه أن يصل الى تحول إسرائيل الى دولة منبوذة.
يد تجند ويد تعفي من الخدمة
هذه التحذيرات لا تقع على آذان صاغية. نتنياهو لا يتأثر حاليا حتى من الضغط الجماهيري المتعاظم في مسألة المخطوفين، ومن جانب أهالي المقاتلين. ثقته الذاتية عظيمة لدرجة ان رسله يعتزمون أن يسرعوا هذا الأسبوع الاتصالات للدفع قدما بقانون التهرب من التجنيد. بيد واحدة ترسل الحكومة أوامر 8 لمن خدموا حتى الان مئات الأيام وباليد الثانية تحاول اعفاء عشرات الالاف من المشاركة في العبء.
لقد امتنع نتنياهو الأسبوع الماضي عن عقد الكابنت. يحتمل الا يكون أراد ان يقف مرة أخرى امام ضغط جهاز الامن؛ يحتمل الا يكون أراد ان يقف امام ضغط شركائه الائتلافيين. عيناه تتجهان كل الوقت الى واشنطن في جهد لقياس دائم لدرجة الحرارة في البيت الأبيض. طالما كان يشعر بانه له ريح اسناد من الرئيس ترامب، فان الحرب ستستمر. اذا اعتقد ان ترامب يغير الاتجاه يحتمل ان تتوقف إسرائيل. في هذه الاثناء يفسر نتنياهو حرفيا طلب ترامب انهاء الحرب. من ناحيته، تتجه النية لتصفية حماس. ليس مؤكدا ان الرئيس الأمريكي يعرف أو يفهم كم هو تنفيذ هذا على الأرض طويل، معقد ومتملص. قادة الجيش الأمريكي وعدوه بتصفية التهديد الحوثي بسهولة، والولايات المتحدة كانت هي التي تراجعت بعد بضعة أسابيع كي لا تنجرف الى معركة مفتوحة. غزة اكثر تعقيدا باضعاف، وبالتأكيد حين يكون في الخلفية مخطوفون وتحد مدني معقد.
ساعة رمل المخطوفين تنفذ
ترامب يهتم بالتفاصيل بقدر أقل. في نهاية الأسبوع دوخ عائلات المخطوفين حين قال ان جزءاً من العشرين مخطوفا الذين يعتبرون احياء لم يعودوا معنا. وكان المنسق غال هيرش مطالبا بان يصدر بيان إيضاح مشكوك أن يكون هدأ روع العائلات. كل من رأى اشرطة روم برسلفسكي وافيتار دافيد يعرف بان ترامب أيضا لا يعرف عما يتحدث، بالتأكيد يحتمل أن يكون محقا. كل دقيقة في الاسر هي خطر حياة فوري بالنسبة لهم.
الأسبوع القريب سيكون حرجا. في يوم الثلاثاء سيعطل الاقتصاد في تضامن مع المخطوفين. اذا استندنا الى التعطيل السابق في يوم الاحد الماضي، والى الاستطلاعات فان اغلبية متماسكة في الجمهور تؤيد صفقة تعلق او توقف الحرب. في نهاية الأسبوع ستكون الذكرى السنوية لقتل ستة المخطوفين في نفق في خانيونس. هذا سيكون تذكيرا آخر بثمن تقويض الصفقات. بعد ذلك فورا في 2 أيلول سيبدأ التجنيد المكثف لرجال الاحتياط بامر 8. معقول أن يترافق وتصعيد الضغط العسكري على مدينة غزة من خلال الهجمات والاقتحامات.
نتنياهو قال انه سيخوض الخطوتين بالتوازي: المفاوضات والحرب في نفس الوقت. في هذه الاثناء لا تنفذ إسرائيل الا طرفا واحدا فقط من هذه المعادلة – القتال وتمتنع عن طرف المفاوضات في المعادلة. اذا لم تطرأ انعطافة فانها ستدخل الى مسار ذبح خطير. الحكومة مقتنعة انه مثل هاري هوديني، الساحر المعروف، فان إسرائيل ستعرف كيف تخرج من كل وضع. يجدر بنا أن نأمل، ان بخلافه، الا تكبح طريقنا كنتيجة لضربة غير متوقعة.