ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الهدف تصفية كل شريك

إسرائيل اليوم 5/9/2025، يوسي بيلين: الهدف تصفية كل شريك

بعد انتخاب ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة، التقيت برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووجدته متفائلا على نحو خاص. أراني رسالة ترامب اليه، التي كانت مفعمة بكلمات الود وقال انه كان له حوار موضوعي معه في عهد ولايته الأولى وانه يؤمن بان نهجه التجاري كفيل بان يدفع قدما بمساعي السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وفرص حل الدولتين.

بعد كل شيء، في خطة ترامب في كانون الثاني 2020 أيضا كان يدور الحديث عن حل كهذا والعلاقات القريبة بين نتنياهو والرئيس المنتخب قد يكون بوسعها المساهمة في التغيير المنشود.

قلت له ان الفضل الذي يمكن ان نعزوه لترامب هو كونه غير متوقع تماما، فابتسم وقال انه متفائل في ما يتعلق باحتمال ان يفاجيء انعدام اليقين هذا إيجابا من يؤمنون بالسلام في المنطقة واساسا لان الرئيس جعل تلقي جائزة نوبل للسلام هدفه المعلن.

لقد كان هذا على ما يبدو تفاؤلا مبالغا فيه. قرار الإدارة الامريكية منع التأشيرات عن محمود عباس وحاشيته قبيل الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نهاية الشهر هو قول لا لبس فيه: إدارة ترامب تقبل موقف اليمين الإسرائيلي وترفض كل مفاوضات على اتفاق دائم مستقبلي مع الفلسطينيين. السبب الرئيس لرفض الإدارة منح التأشيرات هو كفاح رام الله للدفع قدما بإقامة دولة فلسطينية، بما قرار صريح من مجلس الامن اتخذ قبل تسع سنوات بدون معارضة أمريكية يدعو بالضبط الى إقامة دولة كهذه في اقرب وقت ممكن.

حكومة اليمين في إسرائيل استقبلت القرار الأمريكي بفرك للايادي، كانجاز هام جدا للدبلوماسية الإسرائيلية الحالية التي تتلخص في أربع كلمات. بدون حماس وبدون عباس. وفيما تكتب هذه السطور لم نتعرف بعد على كل ردود فعل العالم على القرار الأمريكي، الذي يتعارض والالتزامات المبدئية للسماح لكل من يدعى للمشاركة في الحدث الرسمي في الأمم المتحدة أن يلبي هذه الدعوة. المادة 11 في الاتفاق الموقع في 1947 بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة يقضي بهذا صراحة. سيكون صعبا على احد ما ان يشرح بين زعيم ابن 90 يأتي كل سنة ليخطب في الجمعية في نيويورك والميزة الأبرز له هي الدعوة المتكررة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين اصبح فجأة تهديدا على امن أمريكا.

من يؤمنون باننا خلقنا لنقاتل الى الابد، وانه لا يوجد طريق آخر للعيش في بلادنا، مسرورون هذه الأيام من قرار الإدارة. لكن من يؤمنون بان التضحيات التي قدمت حتى الان كانت تستهدف خلق وضع يمكنه أن يمنع سفك دماء متواصل في المستقبل لا يمكنهم الا يخيب ظنهم من الخطوة الامريكية.

ترامب لن يحصل على جائزة نوبل للسلام لقاء منع مشاركة الفلسطينيين في مداولات الجمعية. بالعكس، هذا المنع سيصعد الجهد العالمي المبرر لتأييد حل الدولتين. الكرسي الفلسطيني الشاغر سيسمع ويبرز، في ظل استياء زعماء اليمين الإسرائيليين، اكثر بكثير من تواجد الفلسطينيين الجسدي. خطاب عباس، الذي سيسمع اغلب الظن بالفيديو سيسمع اكثر بكثير مما لو كان القي على لسانه على خلفية الحائط الأخضر المعروف للجمعية.

إسرائيل، التي ايدت علنا حل الدولتين – تأييد اطلقه على خلفية الحائط الأخضر إياها مرات عديدة، على لسان رؤساء وزراء من اليمين واليسار بمن فيهم نتنياهو نفسه – ستجد نفسها عنيدة ومعزولة، دون أي تفسير مقنع بالتغيير الحاد الذي طرأ على سياستها. هي تجعل نفسها متعلقة بالرئيس الأمريكي اكثر من أي وقت مضى.

لا تزال توجد إمكانية لاستغلال التأييد العالمي المتعاظم لحل الدولتين، لاجل الوصول الى صيغة كصيغة المبادرة الفرنسية – السعودية التي تضع قيودا على هذه الدولة المستقبلية (مثل التجريد، الاعتراف بحق الوجود المتبادل وغيرها). بدلا من استغلال التأييد الأمريكي لغرض الوصول الى حل يضمن إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية نحن نسير مسحورين في الظلام في اعقاب مجموعة صغيرة وهاذية اتخذت لنفسها هدف القضاء على الزعماء البراغماتيين في العالم العربي. محظور علينا السماح لها بتقرير مصيرنا جميعنا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى