ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: المشاغبون اليهود في المناطق تهديد استراتيجي لاسرائيل

إسرائيل اليوم 20/11/2025، اللواء احتياط غيرشون هكوهنالمشاغبون اليهود في المناطق تهديد استراتيجي لاسرائيل

لقد عاد مطلب إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 مرة أخرى ليتصدر الساحة الدولية. بالنسبة لدولة إسرائيل هذا تهديد وجودي بمخاطر اكبر حتى من النووي الإيراني. ولاحباط هذا التهديد الذي قد يعمل عليه مباشرة حتى الرئيس ترامب، فان إسرائيل ملزمة بان تتصرف بتصميم، بتفكر محسوب وبدعم جماهيري واسع.

في هذه الظروف فان اعمال الشغب التي تقوم بها مجموعات من الشبان اليهود ضد الشبان الفلسطينيين في ارجاء يهودا والسامرة تعرض للخطر قدرة إسرائيل على الصمود في صراعها في سبيل حقوقها في القدس وفي ارجاء المناطق. صحيح أن هذه مجموعة صغيرة لا تزيد عن بضع مئات، لكن الضرر الذي تلحقه جسيم.

في نظرة الى الرأي العام الإسرائيلي – في الوقت الذي يكون فيه التأييد الواسع ضروريا لصمود الحكومة في وجه الضغط الدولي – فان اعمال الشغب تقوض أساس دعم الأغلبية الإسرائيلية مشروع الاستيطان في المناطق. في كل ما يتعلق بالساحة الدولية فانها تسرع المعارضة لاستمرار السيطرة الإسرائيلية في كل ارجاء “الضفة الغربية”. في هذه النظرة، فان جماعات المشاغبين، في أعمالهم العنيفة ضد مدنيين فلسطينيين تشكل تهديدا استراتيجيا على المصالح الحيوية للامن القومي الإسرائيلي.

 في توقع للاحتكاك والمواجهات

في بداية اضطرابات 1936 – 1939 عارض بن غوريون بشدة اعمال الثأر التي يقوم بها اليهود ليأخذوا القانون في ايديها. وطالب بسيطرة كاملة من القيادة السياسية على كل استخدام للقوة في الصراع لحماية الحاضرة اليهودية وشرح كم هي اعمال الثأر المستقلة مرفوضة حتى من الجانب القيمي والعملي.

“احد مؤشرات الذوبان في الاخرين هو أن اليهودي لا يفعل ما هو ملزم بان يفعله حسب وضعه بل ما “يفعله الغير”، قال بن غوريون في مؤتمر الأحزاب الصهيونية في 1936. “ويوجد في البلاد ذوبان جديد – يحاكون أفعال العرب. يقولون لنا العرب سيفعلون هكذا، وبالتالي ستفعل نحن هكذا. ولاولئك يجب أن نشرح. الوسائل هي دوما حسب الغاية. لو كانت غايتنا كغاية العرب، لكان يمكن لوسائلهم ان تكون وسائلنا”.

لغرض فهم ظاهرة شغب الشباب اليهود من الضروري أن نعرف الفرق بين معظم “فتيان التلال” الذين يعملون في اكثر من مئة مزرعة تم انشاؤها بتنسيق مع قيادة المنطقة الوسطى، وبين جماعات المشاغبين التي تعمل من مزارع أنشئت على التلال دون أي تنسيق.

في كل المزارع التي أنشئت بالتنسيق مع محافل الجيش، فحصت بعناية مكانة الأرض في تعريف ملزم بعدم التموضع على ارض فلسطينية خاصة. اما المزارع الأخرى للجماعات المارقة فتتموضع في قسمها الأكبر عن قصد على ارض خاصة في توقع لاحتكاكات ومواجهات.

 مطلوب عمل منهاجي ومصمم

اليشع يراد، من الزعماء المتصدرين في ارجاء التلال، نشر في صحيفة السبت “عالم صغير” بيانا لرؤيا عمل الجماعات المارقة. مساعي الاستيطان السليمة على ارض الدولة في المناطق ج فقط وصفها كاستسلام “لحدود احتواء المنظومة”. بالمقابل، فان الجماعات المارقة توصف كمن يعمل في السنتين الأخيرتين بهدف “تركيز  الجهد على الاقتحام نحو المرحلة التالية: أراضي ب وأماكن تعرف بسخافة كارض خاصة فلسطينية”.

ان تعالي هذه الجماعات على اغلبية المستوطنين الذين يحترمون القانون ينبع مباشرة من الخلاف منذ عهد فك الارتباط بين قيادة “يشع” للمستوطنين والحاخامين الذين اختاروا طريقة عمل أخرى ورسمية وبين شباب رأوا في ذلك ضعفا وانهزامية وادعوا بانه لو انهم فقط كانوا يتصدرون صراعا عنيفا حتى النهاية، لكان ممكنا وقف الخطوة. وكمن عمل في حينه كقائد في قوات الاخلاء يمكنني أن اصف كم هو تقديرهم للواقع – في حينه واليوم – منقطعا عن القراءة الصحيحة للخريطة.

في أجواء الاحتقار الذي يكنه الفتيان الماركين للقيادة المسؤولة للاستيطان نشأت في ارجاء التلال منابت لاسراب من المشاغبين تنعدم لديهم كل طاعة لمصادر الصلاحيات – لا صلاحيات ابوية، لا صلاحيات حاخامية وبالتأكيد لا صلاحيات الجيش والقانون.

في عمل حراسة عادي لا أمل للجيش الإسرائيلي وشرطة إسرائيل لمنع اعمال ثأر جماعات المشاغبين. هذا جهد بلا منفعة وكأن بك تطارد الريح. وبالتالي مطلوب عمل منظوماتي مبادر اليه، مشترك من قوات الجيش، الشرطة والشاباك لقمع شروط عمل محافل الشغب. مطلوب لذلك أيضا اعتقالات إدارية على نطاق واسع. من اجل مصالح إسرائيل في المناطق وفي غور الأردن فان قيادة المنطقة الوسطى بصفتها صاحبة السيادة في المجال، بأمر واضح من حكومة إسرائيل مطلوب عمل منهاجي واسع النطاق مصمم وناجع.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى