ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: القيادة الإسرائيلية لا  يمكنها أن توافق على تسوية مع حزب الله تفسر كاستسلام

إسرائيل اليوم 21/7/2024، اللواء احتياط غيرشون هكوهن: القيادة الإسرائيلية لا  يمكنها أن توافق على تسوية مع حزب الله تفسر كاستسلام

ثلاث علامات طريق حددت في الأيام الأخيرة ميل التصعيد نحو حرب شاملة في الساحة الشمالية. العلامة الأولى كانت البيان عن زيارة الجنرال كوريللا قائد القيادة الوسطى الأمريكية الى قيادة المنطقة الشمالية بمرافقة رئيس الأركان. وحسب التقرير، فرضت عليه الخطط العملياتية لهجوم ضد حزب الله. العلامة الثانية وجدت تعبيرها بلقاءات الوزير ديرمر ورئيس هيئة الامن القومي هنغبي في واشنطن في مساعيهما لبلورة شروط تسوية لوقف نار مع حزب الله. علامة الطريق الثالث صدعت بقوة الهجوم الصاروخي لحزب الله في ليل الثلاثاء – الأربعاء. الى هذا أضيفت تهديدات نصرالله ظهر يوم الأربعاء، للوعد بتوسيع الهجوم الناري ضد إسرائيل الى “بلدات جديدة”. 

وحسب تقرير من الأسبوع الماضي في “واشنطن بوست”، سيوافق حزب الله على سحب قواته من خط الحدود شمالا باتجاه نهر الليطاني وإسرائيل من جهتها توافق على تعديلات حدودية حسب مطالبة حزب الله في نقاط الخلاف في خط الحدود. مثل هذه التسوية تبدو سطحيا معقولة. غير أن حزب الله الذي ليس مطالبا بأكثر من ابعاد قواته شمالا يمكنه أن يعود في كل لحظة يختارها الى خط الحدود في حركة سريعة ومفاجئة. من ناحيته، لا يدور الحديث الا عن تغييرات في الانتشار بينما إسرائيل مطالبة بان تدفع ثمنا للأراضي، بانسحاب غير قابل للتراجع. مثل هذه التسوية تؤشر الى إهانة وهزيمة لإسرائيل وهي ستعبر مرة أخرى عن استعداد إسرائيلي لشراء الهدوء مقابل دفع الثمن لاراضي إسرائيلية سيادية، خطوة تفسر كـ “خاوة” وضعف. 

في ارض قرية الغجر مثلا، التي اعترفت الأمم المتحدة بان قسمها الشمالي يعود للبنان، فان موافقة إسرائيلية على الانسحاب، وبخاصة في وضع يكون فيه حزب هو الطرف الذي بدأ الحرب، ستضع دولة إسرائيل امام معضلة صعبة من الأذى لدرجة الخيانة، لسكان القرية الذين باتوا منذ زمن بعيد مواطنين إسرائيليين.

يبدو انه حتى بعد تسعة اشهر من القتال مع حزب الله، مثلما في كل سنوات القتال في الحزام الأمني، فان القيادة الإسرائيلية يصعب عليها أن تفهم دعاء نصرالله. وفي السنوات الأخيرة من القتال في الحزام الأمني، لم تفسر القيادة الإسرائيلية على نحو صائب الهوية الفكرية في حزب الله كحامل علم المقاومة. وقد فسر الاصطلاح بسطحية كـ “اعتراض” وهكذا طورت الفرضية بان حزب الله يركز على هدف “تحرير أراضي الوطن”. ومن هنا تبلور التوقع من أن انسحابا إسرائيليا من كل استيلاء على ارضي لبنانية ستؤدي بحزب الله الى انهاء الصراع ضد إسرائيل.

غير أن فكرة المقاومة سعت منذ البداية الى اكثر من هذا بكثير. الصراع لـ “تحرير ارض لبنان” كان مجرد الذريعة: من بداية الصراع ضد إسرائيل، هدف حزب الله كان موجها الى ما لا يقل عن بوابات القدس. في هذا المنطق، علة مزارع شبعا ونقاط الحدود موضع الخلاف يستخدمها حزب الله كذريعة لتبرير استمرار القتال تجاه المعارضة في لبنان وتجاه الساحة اللبنانية. الوسطاء يخطئون بالتفكير لانه فقط لو سويت “الأراضي موضع الخلاف”، فستفتح الطريق لتسوية الاستقرار بين إسرائيل ولبنان. هذا بالطبع وهم. 

ان تبجحات نصرالله تتركز على جهد ثابت لاهانة كرامة إسرائيل السيادية. في هذه الأجواء لا يمكن للقيادة الإسرائيلية أن تكتفي بالتوقع الأساس لاعادة السكان الى بيوتهم في ظل ظروف هدوء برائحة تسويات أمنية. في هذه النظرة، محظور على إسرائيل أن توافق على تسوية تفسر في المنطقة كاستسلام للابتزاز. يجدر بالذكر انه في النطاق الثقافي الذي نعيش فيه، فان من لا يستطيع أن يحمي شرفه، مشكوك أن يستطيع ان يحمي وجوده.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى