ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: السعودية والامارات تريان الأفق التجاري

إسرائيل اليوم – داني زاكن – 23/10/2025 السعودية والامارات تريان الأفق التجاري

“الاتصالات بين إسرائيل والسعودية باتجاه التطبيع لم تتوقف ابدا، لكن المسيرة بطيئة وتدريجية”_هذا الاقتباس يعود للدكتورة المختصة بشؤون الشرق الأوسط نيريت اوفير، المحاضرة في جامعة رايخنر.

لعل اوفير تعرف السعوديين على نحو أفضل من كل إسرائيلي آخر. فهي مسؤولة ضمن أمور أخرى عن جلب طواقم إسرائيلية الى “رالي داكار” في السعودية منذ 2021 بلا قليل من الصفقات بين شركات إسرائيلية وسعودية، وكانت الإسرائيلية الأولى التي حاضرت في مؤتمر علني في السعودية، في أيلول 2023 حين كان يخيل أن التطبيع في مدى التوقيع. 

وها هو قول آخر: في السنة القريبة القادمة، واغلب الظن قبل الانتخابات في إسرائيل، سيبدأ تقدم حقيقي بين إسرائيل والسعودية. ليس مؤكدا انضمام كامل لاتفاقات إبراهيم، لكن ستكون على الأقل خطوة سياسية – اقتصادية ذات معنى. هكذا يقدر – يعد دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى في حديث مع إسرائيل اليوم إذ يقول: “هذا ليس موضوع رهان، هذه جغرافيا سياسية ومصالح اقتصادية. ما كان ينبغي أن يحصل منذ زمن بعيد سيحصل قريبا”.

تحقيق رؤيا ابن سلمان

ما هي المصلحة السعودية في هذا الشأن؟ تحقيق رؤيا السعودية 2030 لمحمد بن سلمان ولي العهد تتضمن علاقات تجارية، تكنولوجية وأمنية مع إسرائيل. تتضمن تنمية وتقدم تكنولوجي تشكل إسرائيل فيهما منذ الان جزءاً في مجالات مثل حماية السايبر وغيرها. 

لكن اكثر من ذلك يتماثل ابن سلمان جدا مع الصفقة الكبرى لترامب، الخطة الكبرى للشرق الأوسط. هو أيضا يحب مشاريع خيالية مع مبالغ طائلة، ويعتزم الانخراط جيدا في ما يفترض أن يحصل هنا. فالمشروع يعنى بخلق تقصير الطريق التجاري من الشرق، من الهند – الصين الى أوروبا وربما أيضا انابيب نفط وغاز في الطريق الى هناك. 

في الجانب الأمني MBS معني باتفاق حلف دفاع مع الولايات المتحدة وعبرها مع إسرائيل للدفاع عن بلاده من ايران وفروعها، بمن فيهم الحوثيين. 

لقد تجسد الجانب الأمني بالذات بالاتجاه المعاكس، في المساعدة السعودية لإسرائيل في زمن الحرب مع ايران في حزيران. فقد اعترضت مروحيات من الجيش السعودية مُسيرات إيرانية كانت في طريقها الى إسرائيل. هذا بالضبط هو السبب الذي يجعل ايران وفروعها بما فيها حماس تحاول منع العلاقة.

وثيقة لقيادة حماس انكشفت فبينت ان هذا كان أحد الأهداف المعلنة لحماس في الخروج الى مذبحة 7 أكتوبر – عرقلة دخول السعودية الى اتفاقات إبراهيم والتطبيع مع إسرائيل. هذا الهدف تحقق عمليا، طالما كانت في واشنطن إدارة ديمقراطية لم تعرف كيف تتصدى لتعقيدات الوضع والحرب. 

مع دخول متجدد لدونالد ترامب الذي كان عراب اتفاقات إبراهيم، الى البيت الأبيض، عادت هذه الامكانية الى الطاولة لكن الطريق لا يزال طويلا ومعقدا. في الأيام الأخيرة عاد الرئيس الأمريكي ليقول انه سمع من المسؤولين السعوديين استعدادا ورغبة في الانضمام الى اتفاقات إبراهيم. ودرج ترامب على أن يضيف، وعن حق، بان دخول السعوديين سيشق الطريق الى طول عربية وإسلامية أخرى. 

الحرب اعاقت المسيرة

في اثناء العام 2023 جرت اتصالات مباشرة بين السعودية وإسرائيل بما فيها أيضا محادثات بين رئيس الوزراء نتنياهو وولي العهد محمد بن سلمان. في أيلول وصلت الاتصالات الى شبه إنضاج، وخطاب نتنياهو في الجمعية العمومية للأمم المتحدة والذي تحدث فيه عن رؤيا الشرق الأوسط المتطور وباني التحالفات بث لأول مرة في التلفزيون السعودي.

لقد عرقلت الحرب المسيرة، لكن تحت السطح كانت ولا تزال تجرى اتصالات على عدة مستويات. السعوديون من جهة اعربوا عن صدمتهم من المذبحة لكن وفقا للمزاج في المجتمع العربي الشرق اوسطي، تطرفت السعودية في خطابها تجاه إسرائيل في اثناء الحرب وشددت مطالبتها بمسيرة سياسية. تستجيب خطة ترامب لذلك وتزيل العائق في وجه التقدم في هذا الاتجاه. 

“دولة اتحاد الامارات هي الصديقة العربية الحقيقية لإسرائيل، وقد اثبتت هذا في أصعب الأوقات، في زمن الحرب”، قال لنا موظف إسرائيلي كبير مطلع على العلاقة مع الدولة الخليجية منذ سنوات طويلة. ويذكر بان الشركات الدولية الوحيدة التي واصلت الطيران الى إسرائيل كانت الإماراتية، والتنديد الأشد للامارات لمذبحة 7 أكتوبر وحماس بعامة. 

في الامارات، الى جانب السعودية يتخذون خطا متشددا ضد حماس، يعتقد أنه طالما كانت هذه في المحيط فلا يمكن إعادة اعمار غزة. والى جانب هذا فانهما تمولان مساعدات كثيرة للغزيين منذ بداية الحرب. واستغل الاماراتيون العلاقات الطيبة في إسرائيل لادخال مساعدات الى مخيمات النازحين وإقامة عيادات ومستشفيات ميدانية. 

الان هم الدولة المسيطرة في عملية إقامة المجالات الإنسانية في المناطق التي تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك إقامة مباني عيادات، مدارس وشبكات كهرباء ماء ومجاري. هم الذين بادروا ومولوا إقامة أنبوب المياه من الجانب المصري الى سكان جنوب القطاع.

إمكانية تجارية كامنة هائلة

مثل السعودية، هم أيضا يرون الأفق التجاري الواعد الذي في الشرق الأوسط الهاديء والمتعافي من الحروب، الامكانية التجارية الكامنة الهائلة لموانئهم في الطريق من الشرق الى أوروبا والفضائل الهائلة التي في التعاون مع إسرائيل. هكذا مثلا بورصة الماس في دبي، التي أقيمت قبل 20 سنة وأصبحت بمساعدة إسرائيلية الأكبر في العالم.

البعد الأمني حيال الخطر الإيراني والحوثي هام هو الاخر. فنهاية الحرب ستؤدي الى توسيع حقيقي في صفقات السلاح والتكنولوجيا العسكرية مع إسرائيل. جانب هام تشارك فيه الدولتان هو مسيرة إزالة التطرف لدى الفلسطينيين. في الدولتين جرت مسيرة كهذه في جهاز التعليم، في وسائل الاعلام وفي الخطاب الثقافي والسياسي. مناهج التعليم في كلتيهما تستخدم منذ الان في المدارس المؤقتة في القطاع على الأقل في المناطق التي تحت سيطرة إسرائيل.



مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى