ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الخطر القادم من بن غفير

إسرائيل اليوم 2022-11-02، بقلم: يوآف ليمور : الخطر القادم من بن غفير

لا بد أنكم ستُفاجؤون من بن غفير، قال لي أمس صديق عزيز، شخص أقدره جداً، «الشاب سيجتاز تحولاً. في غضون ثلاثة أشهر سيتلقى نقداً من اليمين على يساريته». قلت له انه مخطئ لكنه أصر. «قالوا الأمر ذاته عن بينيت وحقيبة الدفاع».

 

أعترف أن المقارنة فاجأتني. فهي تدل في نظري على مسيرة الاعتياد التي اجتازها بن غفير في الحياة العامة والإعلامية الإسرائيلية. بينيت بالفعل اعتُبر متطرفاً قبل أن يدخل وزارة الدفاع، لكن اي هو وأين بن غفير؟ بينيت كان ضابطاً في الجيش، مستحدثاً في التكنولوجيا العليا، عضو كابينت ووزير «في عدة وزارات» قبل أن يتسلم المسؤولية عن قدس الاقداس.

اما بن غفير، بالمقابل، فهو مدان منتظم بالجنائيات، مع سجل دعم للهوامش الأكثر تطرفاً – من يغئال عمير وباروخ غولدشتاين وحتى الأطراف الأكثر غرابة لفتيان التلال. سلوكه في السنة الأخيرة، منذ انتخب للكنيست لا يشهد على أنه يتغير او ينضج بل العكس: لكل مكان كان مطالباً ان يصل اليه مع قنينة ماء، حرص على أن يصل مع وعاء نفط. آمل جداً ان يكون بن غفير اعتدل في حدته، تمركز، هدأ. هذا يدل على أنه اعترف بأخطائه وغير طريقه. كيفما اتفق، اشك ان هذا هو الوضع. انه فهم بأن الطريق الى جمع الشعبية الهائلة التي يتمتع بها الآن هو عرض وجه اكثر لطفاً، اقل عنفاً. لكن بين أن تكون المسيرة حقيقية وبين الا تكون، فإن واجب البرهان هو عليه. فهو مطلوب منه ان يستوفيها قبل أن يتسلم المسؤولية عن منظومات الحياة الأكثر حساسية في البلاد.

دولة إسرائيل معجزة في المستوى العالمي. دولة قامت، نمَت وازدهرت بخلاف كل منطق ورغم كل صعوبة محتملة – تهديدات أمنية، تحديات سياسية، أزمات اقتصادية، وحتى شروط مناخ وارض غير بسيطة. من مجموع هذه الليمونات صنعَت ليمونادا أصبحَت شهيرة في العالم. لقد فعلَت هذا لأنها تميزت بعقلانية جعلتها تعمل بحكمة، بذكاء، بالدهاء حين كان يلزم الأمر؛ لا ان تلوّح بالمسدس، بل تستخدمه عند الحاجة – لكن فقط عند الحاجة. هكذا تصرفت كل حكومات اسرائيل، دون صلة بهويتها السياسية. رغم هتافات النجدة من اليمين ومن اليسار، فإنها لم تدر أبداً سياسة هوامش.

لأول مرة، اليوم، توجد إمكانية لأن ينكسر هذا المنطق. ليس بسبب إمكانية أن تقوم حكومة يمين برئاسة بنيامين نتنياهو الذي سبق أن كان هنا رئيس وزراء وتصرف دوما بمنطق سيسي وبمسؤولية أمنية – بل لأنها ستكون بحاجة لأن تعتمد لأول مرة على حزب هامشي قومي ومتطرف، أجزاء منه يسعون لأن يحطموا مسلمات أساسية واسعة في المجتمع الإسرائيلي.

السير في المسار المركزي

لست من أولئك الذين يعتقدون بأن إسرائيل ستنهار اذا ما حصل هذا. بودي أن أؤمن بأن دولة اسرائيل قومية وديمقراطية، وستبقى هكذا. بالمقابل، هكذا اعتقد ايضا زملائي في تركيا عندما صعد اردوغان الى الحكم. بعضهم، بالمناسبة، سجنوا (الى جانب جنرالات، قضاة وآخرين عارضوا الحكم) او هربوا من الدولة – الى جانب غير قليل من الشبان ممن بحثوا عن مكان هادئ واكثر سواء للعقل كي يعيشوا فيه.

لقد كانت قوة إسرائيل دوماً في وحدتها، في جعل التيارات الداخلية المختلفة قبضة واحدة تتمكن من كل تحد. هذه القوة تشققت في السنوات الأخيرة. لأجل حمايتها مطالبة إسرائيل بأن تواصل السير في المسار المركزي وألا تغرى لالتفافات وتقصيرات طريق من شأنها أن تجعلها تعلق في حادث طرق خطير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى