ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الاعمال العسكرية ستبقى تصمم الصورة السياسية

إسرائيل اليوم 23/10/2024، مئير بن شباطالاعمال العسكرية ستبقى تصمم الصورة السياسية

زيارة وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن الى الشرق الأوسط تبدو كمحاولة أخيرة من الإدارة في واشنطن للوصول الى وقف نار شامل قبل الانتخابات في الولايات المتحدة.

احتمالات ذلك ليست عالية. فإسرائيل لم تغلق بعد الحساب المفتوح مع ايران على هجمة الصواريخ الباليستية في 1 أكتوبر. فضلا عن ذلك، فان توجيه اصبع اتهام نحوها على المُسيرة الى منزل رئيس الوزراء في قيساريا، زاد الدين.

في لبنان، حزب الله وان كان تلقى ضربات شديدة لكنه يبدي انتعاشا وثقة متعززة بالنفس. من الصعب أن يراه يتنازل عن إمكانية جباية مزيد من الاثمان على خسائره ويقبل شروط إسرائيل لوقف القتال.

في غزة، إسرائيل سجلت إنجازات هاما بتصفية يحيى السنوار، لكن تأثيرها ليس فوريا وحتى بعدها بقي عمل كثير حتى إعادة المخطوفين وإنجاز كل اهداف القتال في القطاع.

في ضوء الإشارات التي تطلقها ايران عن عدم رغبتها في الانجرار الى حرب إقليمية، واستمرارا للاتصالات التي أجرتها بوساطة قطر لاستئناف محادثات النووي مع الولايات المتحدة، يحتمل أن يحاول بلينكن جدولة اتفاق يقيد العملية الإسرائيلية بحيث تتمكن طهران من احتوائها دون أن ترد عسكريا. وبالمقابل لذلك وللتسويات الإنسانية في غزة سيضمن استمرار المساعدات العسكرية لإسرائيل والتأييد الأمريكي لموقفها في موضوع لبنان.

بلينكن، كما ينبغي الافتراض لم ييأس أيضا من محاولة إحلال وقف نار شامل من خلال صفقة في غزة، في صيغة “منحى بايدن” في ظل عرض تصفية السنوار وتنفيذ التسويات الإنسانية في شمال القطاع كصورة نصر. في هذه المرحلة، تتمسك حماس بالمواقف التي وضعها كبير المخربين الذي صفي ولهذا فان احتمالات ذلك غير كبيرة.

 كيف الرد في الجبهات الثلاثة

حين تكون هذه هي صورة الوضع، يبدو أنه من غير المتوقع في الزمن القريب انعطافات سياسية ذات مغزى. الاعمال العسكرية هي التي ستصمم الواقع. إسرائيل ستواصل العمل لاجل تفكيك التهديد الذي بنته ايران حولنا، وبذلك اضعاف ايران ونظامها واستغلال الفرص لكبح البرنامج النووي.

الى جانب ذلك ستواصل ضرب القدرات العسكرية المتبقية لحماس والوسائل التي استخدمتها لاستئناف حكمها في غزة. تفترض الهجمة الإيرانية على إسرائيل ردا، لكن الان أيضا لا ينبغي لإسرائيل أن تتسرع. فتمزيق أعصاب الإيرانيين وتعاظم النقد الداخلي على ايران هما آثار جانبية إيجابية للانتظار. من الصواب الابقاء على غموض اقصى (حتى بعد تسرب المعلومات) للاستعداد لسيناريوهات منع ورد وترك الأفعال هي التي تتحدث عن نفسها.

في لبنان، الهدف الإسرائيلي المعلن هو السماح لاعادة سكان الشمال الى منازلهم بامان. القتال يدحر حزب الله الى خارج مدى التهديد، لكن لا يزال مطلوب حل يبقي الوضع الجديد على مدى زمن طويل. إنجازات الجيش التي وضعت إسرائيل في نقطة انطلاق جيدة بالنسبة لليوم التالي، تسمح بالتطلع الى تفكيك حزب الله من سلاحه وخلق تسويات تمنع تسلحه. يجب مواصلة الهجوم في بيروت لضرب مواقع حزب الله وتشديد الضغوط عليه من الفصائل الأخرى التي تخاف من مشهد تدمير العاصمة اللبنانية ومن الصواب التمسك بالموقف الذي يقول ان كل اتفاق في موضوع لبنان لن يتم الا تحت النار.

بالنسبة للصراع ضد حماس يجب تشديد الضغط العسكري في شمال القطاع. هذا ضروري لاجل منع انتعاش منظمة الإرهاب، تعميق الضربة لما تبقى لها من قدرات، تشويش جهودها للحكم، تحطيم رؤوس من يعينون كبديلين وتوفير مبرر للجهات التي توافق على التنازل في موضوع المخطوفين.

من الصعب تقدير فرص فكرة خلق “فقاعات إنسانية” تحرسها شركة أمريكية – لكن واضح انها تنطوي ايضا على مخاطر لا بأس بها. في كل الأحوال، فان استجابة إسرائيلية لهذا الاقتراح هي ثمن معقول حيال إدارة بايدن، ناهيك عن ان هذه خطوة مؤقتة وقابلة للتراجع.

إضافة الى ذلك يجب تشديد الضغط على أصحاب القرار في قيادة حماس في الخارج وعلى قطر التي تستضيفهم في أراضيها. وهكذا فانها لن تتمكن بعد اليوم من تعليق التأخير على مشجب السنوار وشركائه.

بالتوازي، يجب تكثيف الجهود لضرب البنى التحتية العسكرية والتنظيمية لحماس في الضفة وذلك لمنع قنوات التنسيق بينها وبين قيادات الخارج ولاحباط المشاركين في تحريك اعمال الإرهاب.

عشية فرحة التوراة الذكرى السنوية العبرية للمذبحة الرهيبة، تواصل إسرائيل رسم الطريق للعالم الغربي للتصدي لفظائع الاخطبوط الإيراني – في غزة، في لبنان، في اليمن وفي الضفة. واضح ان المهمة لم تنتهي والتحديات كثيرة امامنا قبل أن ننجح في أن نزيل بشكل كامل التهديدات، نمنع استئنافها والتصدي لرأس الاخطبوط نفسه.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى