ترجمات عبرية

INSS– بقلم اودي ديكل ونوعاشوسترمان -​ من خلف كواليس “اتفاق ابراهيم” ، أقانيم من كابينت معهدبحوث الامن القومي

INSS– بقلم  اودي ديكل ونوعاشوسترمان – 30/9/2020

يشكل اتفاق ابراهيم لاسرائيل انجازا سياسيا هاما، ولا سيما لرئيسالوزراء نتنياهو بازالة تعبير حل الدولتين عن خطاب الاتفاقات. ولكنعلى اسرائيل أن تعي بان المشكلة الفلسطينية ستبقى على عاتقاسرائيل وحدها خيرا كان وبالاساس شرا “.

ماذا في الاتفاق وماذا في خارجه؟

يشهد عنوان الاتفاق بين اسرائيل واتحاد الاماراتمعاهدة سلام، علاقاتدبلوماسية وتطبيع كاملعلى تطلع المشاركين فيه لان يروه كخطوة تاريخية،تتجاوز السياق الحالي. وقد عرض كاتفاق سلام، رغم أنه لم تكن حروب أوحالات سفك دماء بين  اسرائيل واتحاد الامارات والبحرين. الرؤيا هي لتطبيعكامل في العلاقات، وذلك بخلاف العلاقات بين اسرائيل وطلائع اتفاقاتالسلام في المنطقةالاردن ومصر. وبالفعل، يتضمن الاتفاق بنودا تتعلقبالتعاون في مجالات مدنية متنوعة، بينها الصحة، الزراعة،  السياحة،الطاقة، جودة البيئة، الحداثة. ويستهدف طيف هذه المجالات تثبيت علاقاتتسمح بعلاقات دافئة بين الشعبين. والى جانب ذلك التغلب على الازماتالسياسية التي قد تنشأ، لا سيما حول ادارة النزاع الاسرائيليالفلسطيني. ولم يتضمن الاتفاق المسائل موضع الخلافحل الدولتينللمشكلة الفلسطينية؛ تعليق  الضم/ بسط السيادة الاسرائيلية في مناطق فييهودا والسامرة (وحسب التسريبات لمدة أربع سنوات)؛ اتفاقات بين الولاياتالمتحدة واتحاد الامارات لتوريد اسلحة هجومية متطورة (مشوق ان نرى اذاكانت اسرائيل ستستخدم اللوبي لديها في الكونغرس الامريكي لمنع بيعالسلاح الذي يمس بتفوقها النوعي). يحتمل ان تلقى هذه المواضيع  جوابافي رسائل جانبية سرية، كما هو دارج في الاتفاقات السياسية، من اجلتجاوز الحساسيات السياسية. اضافة الى ذلك، ليس في الاتفاق تناولمحدد للتحدي الذي تشكله ايران في المنطقة، رغم المصلحة المشتركة بينالطرفين لصد خطواتها لتوسيع نفوذها الاقليمي ومنعها من تحقيق قدرة نوويةعسكرية. ولكن لهذا الموضوع تطرق الرئيس الامريكي دونالد ترامب، عرابالاتفاق، حين وعد بان يحققصفقة جيدة ايضا مع ايران في الموضوعالنووي اذا ما انتخب لولاية اخرى في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى فيتشرين الثاني القادم. يمكن التخمين بان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذييشكك بقدرة التوصل مع ايران الى اتفاقات تقيد قدراتها وتطلعاتها ولا سيمااحتمال تطبيقها حرفيا، كان راضيا اقل من هذا الاعلان.

ما هي اهداف ادارة ترامب؟

لادارة ترامب، فضلا عن المصلحة في انجاز سياسي بارز قبيل الانتخاباتالرئاسية القريبة القادمة، مصلحة في غرس مفهوم استراتيجي لاعادة تنظيمميزان القوى في الشرق الاوسط. فالادارة تسعى لان تقيم ائتلافا اقليمياللدول العربية السُنية البراغماتية، المقربة من الولايات المتحدة، غايته صدتطلعات ايران وتثبيتنفوذ الصين وروسيا في المنطقة. عرض مخطط جديد لحلالنزاع الاسرائيليالفلسطيني يستهدف الدفع الى الامام بالائتلافالاقليمي في ظل تحرير الدول العربية من التزاماتها التقليدية بالقضيةالفلسطينية، والتي ثبتت حتى الان كعديمة الجدوى، وحرمان الفلسطينيين منقوة الفيتو على تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية.

في احتفال التوقيع وعد الرئيس ترامب بان خمس دول اخرى قريبة جدا مناقامة علاقات مع اسرائيل. ويفترض باستكمال عدة شروط لضمان تحقق هذاالوعد: مصالح مشتركة مع اسرائيل ولا سيما في صد المحور الايراني؛ التقدمفي حل النزاع الاسرائيليالفلسطيني وان لم يكن على رأس سلمالاولويات الاقليمي؛ مكاسب اقتصادية وعسكرية  من الاتفاق مع اسرائيل؛انعدام التزام قيادي او ديني لتلك الدول في العالم العربي والاسلامي. وحسب هذه الشروط، من الصعب الاشارة الى التالية في الطابور. فعُمانتقيم منذ الان علاقات قريبة، وان لم تكن رسمية مع اسرائيل. ويبدو في هذهالمرحلة ستفضل تأجيل القرار وحفظ مكانتها كوسيطة بين الولايات المتحدةودول الخليج وبين ايران. كما ان المغرب ايضا من المتوقع أن تؤجل قرارهاكي لا تعرض للخطر مكانتها كرئيسة لجنة القدس في منظمة الدولالاسلامية. وسيؤثر نجاح الاتفاقات على قرار دول اخرى الانضمام الى دائرةالتطبيع وستفحص المردودات التي ستحصل عليها اتحاد الامارات والبحرين من الولايات المتحدة.  ومع ذلك، توجد احتمالية عالية في أن تتخذ خطواتتطبيع حتى بدون اقامة علاقات رسمية، مثل فتح المجال الجوي السعودي امام الرحلات الجوية الاسرائيلية الى اتحاد الامارات.

جو بايدن، المرشح الديمقراطي للرئاسة وخصم ترامب، لا يؤمن في أن تحققخطة ترامب واقع الدولتين في الساحة الاسرائيليةالفلسطينية، ولكن معقولأن يستغل اتفاقات التطبيع للجم خطوات اسرائيل في الساحة الفلسطينيةولا سيما البناء في المستوطنات وابعاد الفلسطينيين عن المنطقة ج ولاستئنافالمسيرة السياسية من خلال ضغط عربي مباشر عن الفلسطينيين لتلطيفحدة الشروط للعودة الى المفاوضات الى جانب ضغط موازٍ من جانب الادارةعلى اسرائيل.

لماذا كان ملحا على اتحاد الامارات التوقيع على الاتفاق الان بالذات؟

في ضوء اقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، فان لاتحاد الاماراتويحتمل للبحرين ايضا مصلحة في تحقيق انجازات استراتيجية مع ادارةترامب بخاصة العقود لتوريد السلاح المتطور والاتفاقات الاقتصادية التي قدلا تكون بالضرورة قابلة للتحقق اذا كانت الادارة الامريكية القادمةديمقراطية. في الجانب الاستراتيجي فان امارتي الخليج قلقتان جدا منتعزز قوة محورين منافسين لهما في الشرق الاوسط: الاول، المحور الايرانيالشيعي، الذي لا يخشى  تحديهما اقتصاديا وامنيا في الخليج العربي/الفارسي، التحدي المتزايد عقب رفع حظر السلاح عن ايران أم عقب التقاربالذي حصل مؤخرا بين ايران والصين؛ الثاني، محور تركياقطر، الذييعمل على تثبيت نفوذ من الخليج العربي الى شمال العراق عبر شمالسوريا، الحوض الشرقي للبحر المتوسط وصولا  الى ليبيا (هناك توجد قواتاتحاد الامارات وتركيا على شفا مواجهة عسكرية). أمام هذين المحورينالراديكاليين وفي ضوء ميل تضاؤل التواجد العسكري الامريكي في الشرقالاوسط، تتطلع اتحاد الامارات الى اقامة محور توازن من دول سُنيةبراغماتية ومسؤولة، تسعى الى الاستقرار الاقليمي، تضم اسرائيل ايضا. انتعزيز العلاقة مع اسرائيل يوسع مدى الفرص والنفوذ لاتحاد الامارات، التيتعتقل قيادتها بان عليها أن تثبت مكانتها الاقليمية، بما في ذلك باستخدامالجيش بعيدا عن الوطن وتشكيل وسيط في  النزاعات الاقليمية. واقامةالعلاقات مع اسرائيل يتيح لها موطيء  قدم في النزاع الاسرائيلي –  الفلسطينيفرصة لابعاد قطر عن قطاع غزة، وكذا ابعاد تركيا عن الحرم،وفي اطار ذلك ايضا تجاوز السعودية، التي ضعفت مكانها الاقليمية والدوليةفي السنتين الاخيرتين.

لماذا يتحفظ الاردن من الاتفاق؟

يطرح اتفاق ابراهيم معضلة على المملكة الهاشميةفمن جهة، يفترضبالاردن أن يؤيد انضمام دول عربية اخرى لدائرة السلام مع اسرائيلخيار هي نفسها اتخذته قبل 26 سنة. ولكن بالمقابل، تعاظم في الاردنالخوف من أن التطبيع بين اسرائيل ودول عربية اخرى، دون اشتراطهبمسيرة سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين، يعرقل التقدم لتحقيق رؤياالدولتين ويعزز في اسرائيل النظر الى الاردن نفسه كالدولة الفلسطينية. فضلا عن ذلك يخشى البلاط الهاشمي  من انفجار في اوساط مواطنيالاردن الفلسطينيين، الذين يشكلون اغلبية في المنطقة، مما يضعضع فيهاالاستقرار الداخلي. كما يخشى الاردن من انتقال الاضطرابات الامنية فيالضفة الى اراضيه. تاريخيا، يعتبر الاردن نفسه كوسيط متصدر بيناسرائيل والفلسطينيين، ولكنه دحر جانبا عندما نالت اتحاد الاماراتوالبحرين الحظوة على تأجيل نية الضم، بينما مباديء  المبادرة العربيةالانسحاب الاسرائيلي الى خطوط 67 – اختفت عن الاتفاقات الجديدة. كماأن الرئيس  ترامب شدد على أن التطبيع بين اسرائيل ودول الخليج يفتحالباب لصلاة المؤمنين من كل العالم الاسلامي في المسجد الاقصى، فمس ظاهرا بمكانة الاردن كحارس الاماكن المقدسة في القدس. ومع ذلك، يتعلقالاردن بالمساعدات من دول الخليج وبالتالي فهو يمتنع عن المعارضة القاطعةللاتفاق.

لماذا بقي الفلسطينيون في هوامش الطريق

الجانب الفلسطيني هو الاكثر تضررا من ميل التطبيع بين اسرائيل ودولالخليج. فقيادتهم لم تنجح في أن تقر في الجامعة العربية بيان شجب لاتفاقابراهيم، او حتى ايقاظ الجمهور الفلسطيني في الضفة والقطاع لاحتجاجشعبي. ويشدد التطور الايجابي بين اسرائيل ودول الخليج الازمةالاستراتيجية التي تعيشها السلطة الفلسطينية، الضعيفة والمهانة، كما جاءتالقضية كدليل على فشل الطريق السياسي لرئيس السلطة محمود عباس. تشخص حماس في  الاحداث فرصة لتعزيز مكانتها السياسية والانخراط فيقيادة م.ت.ف في ظل التشديد على اهمية سياستهاالمقاومة العنيفةكوسيلة لتحقيق التطلعات الفلسطينية. وبرزت هزيمة عباس في اثناء  رحلةاجراها اسماعيل هنية، زعيم حماس في مخيمات اللاجئين في لبنان. فصورهنية محمولا على الاكتاف في المخيمات التي هي معقل فتح هي تحدٍلسيطرة فتح في م.ت.ف وفي السلطة الفلسطينية. فضلا عن ذلك، على خلفيةقرب محمد دحلان من قيادة اتحاد الامارات، توجد ازمة ثقة حادة بينالامارات وبين قيادة السلطة الفلسطينية. وحاولت الامارات تلطيف حدةمعارضة السلطة لاتفاق التطبيع مع اسرائيل من خلال ضمان مساعدةاقتصادية وتنموية ولكن عباس رفضها. وبالتالي  من المتوقع ان تتوجهالامارات مباشرة الى الجمهور الفلسطيني، متجاوزة السلطة، بعرض وظائفلاكاديميين ومهندسين فلسطينيين  شبان  مثلا.

في ضوء الضعف الفلسطيني في الوقت الحالي على اسرائيل من جهتها انتحذر الشماتة. وذلك لان الازمة والضعف الفلسطينيين بالذات من شأنهما ان يشجعا على رص الصفوف  بين  السلطة وحماس.  والى هز الاستقرار فيساحة النزاع وتصعيد العنف والارهاب.  

خلاصة وتوصيات

يشكل اتفاق ابراهيم لاسرائيل انجازا سياسيا هاما، ولا سيما لرئيس الوزراءنتنياهو بازالة تعبير حل الدولتين عن خطاب الاتفاقات. ولكن على اسرائيل أنتعي بان المشكلة الفلسطينية ستبقى على عاتق اسرائيل وحدها خيرا كانوبالاساس شرا. وبالتالي رغم هبوط قيمة السهم الفلسطيني في الساحةالفلسطينية على اسرائيل أن تمتنع عن مزيد من الاضعاف للسلطةالفلسطينية وابراز فشلها. كما أنها تجيد صنعا اذا ما عملت على توفيرمردودات اقتصاديةتنموية للسلطة تنبع من  الاتفاق.  

مطلوب من اسرائيل ايضا ان تدرس الاثار التي قد تنشأ عن  الاتفاق.  فهلستتقلص حرية عملها في الساحة الفلسطينية؟ هل ستؤدي حملة عسكرية واسعة في القطاع الى تجميد التطبيع؟ وما هي سبل العمل التي ستكونتحت تصرف اسرائيل ردا على قرار ايراني بمهاجمة الدول التي وقعت معهاعلى اتفاقات سلام عسكريا أو ان تمارس ايران الارهاب ضد هذه الدول مماسيمس بالاهداف الاسرائيلية ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى