ترجمات عبرية

INSS– بقلم يوئيل جوجنسكي وعيران سيغال – كل شيء يبقى في العائلة ، مع تبادل القيادة في الخليج

INSS– بقلم  يوئيل جوجنسكي وعيران سيغال  – 2/9/2020

” صعود جيل قيادة جديد في دول الخليج كفيل بان ينخرط في منظومة التفسيرات، بما  فيها  الخوف من التطلعات الاقليمية لايران، الانفتاح المتزايد تجاه اسرائيل،  الذي  سجل في السنوات الاخيرة، والاستعداد للتعاون معها – علنا ايضا، كما تشهد الاتفاقات التي تحققت مؤخرا بين اسرائيل واتحاد الامارات. وسيساهم تعزيز العلاقة مع اسرائيل في نمو قيادة تشجع آلية تغييرات في الشرق الاوسط ولكن فشله من شأنه ان يخلق رد فعل في دول الخليج المحافظة “.

بدأ تبديل القيادة في الخليج في بداية هذه السنة في عُمان، مع رحيل الزعيم الذي صمم السلطنة  على شخصيته، كابوس. ابن عمله هيثم بن  طارق، ابن  الـ 65، الذي شغل منصب وزير الثقافة والتراث، عين مكانه.حتى الان يبدو أن هيثم يحظى بتأييد العائلة، ولكن توقيت تعيينه ما كان يمكن له أن يكون اكثر تحديا – عشية الازمة المزدوجة لانخفاض اسعار النفط ووباء الكورونا.

في سلسلة قرارات اتخذها هيثم في آب 2020  حول عُمان عمليا الى مملكة عائلية مثل جيرانها. لاول مرة، في تاريخ عُمان الحديث، تنازل السلطان عن منصبه كوزير الخارجية عندما عين امين عام وزارة الخارجية بدر البوسعيدي وزيرا للخارجية، بدلا من الوزير القديم، بن علوي، الذي تولى المنصب منذ 1997. كما عين وزير اقتصاد جديد، أخاه شهاب نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الدفاع وابنه ذي يزن وزيرا للثقافة، الرياضة والشباب. قبل وفاة كابوس علم اكثر من مرة عن اعتقال عملاء لاتحاد الامارات التي يحتمل أن تكون سعت الى التأثير على هوية بديله بحيث يكون أقرب اليها في مواقفه تجاه ايران.

في الكويت، يحكم الامير صباح الاحمد منذ العام 2006. منذ القرن العشرين حتى صعوده الى الحكم تبدل الحكم بين فرعين في عائلة الصباح. مع صعوده نجح الصباح في اقصاء الفرع المنافس عن الوظائف العليا ومن ترتيب الخلافة، وتعيين  وليا للعهد أخيه نواف الاحمد (ابن الـ 83). كان نواف وزير الدفاع الكويتي في العام 1990 واحتلال العراق للكويت مس بمكانته. ويعد تعيينه تسوية تسمح لنمو جيل شاب من بين الفرع. ومع ذلك، يبدو أن قوة الامير  الصباح بالذات والتأييد الواسع الذي حظي به في العقد الاخير هي التي صدت نفوذ شخصيات اكثر شبابا. يقدر بان نواف الاحمد سيعين اميرا بعد وفاة الصباح، ولكن تعيينه وليا للعهد وبالتالي تحديد ترتيب الخلافة من شأنه أن يبعث صراعا واسعا في اوساط الجيل الشاب، مما سيمس باستقرار العائلة والدولة.

رغم أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان هو رئيس اتحاد الامارات العربية، فان اخاه، محمد بن زايد (ابن الـ 59) ولي عهد ابو ظبي، هو الحاكم الفعلي في الاتحاد بسبب مرض اخيه المتوقع أن يمنع عودته الى الحياة السياسية. الى جانب ابن زايد يتولى اخوته مناصب اساسية: الشيخ عبدالله (48 سنة)  منصب وزير الخارجية منذ 2006، الشيخ طحنون (52 سنة) كمستشار الامن القومي منذ 2015 والشيخ منصور (50 سنة) كنائب رئيس الورزاء منذ 2009. وفي صالح منصور يسجل زواجه لابنة  حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي لم يكن راضيا دوما عن البروز الاقليمي لابن زايد. منصور واخوته هم المرشحون البارزون لتبديله.

في البحرين، الملك حمد بن عيسى الذي يناهج الـ 70 يحكم منذ وفاة ابيه في العام 1999. دستور البحرين (1973)، قرر بان ولي العهد يجب أن يكون ابن الحاكم. وبسبب مكانة عم الملك، خليفة (84 سنة)، الذي يتمتع بالقوة الاقتصادية والسياسية الاكبر في البحرين، فقد عين رئيسا للوزراء مع نيل الاستقلال (1971). وهو رئيس الوزراء الاقدم في العالم اليوم. ولكن الدستور جاء لمنعه هو وانساله من أخذ الحكم. اليوم، الابن البكر لحمد، سلمان (50 سنة) هو ولي العهد، ولكن مكانته اشكالية. بسبب الدستور فان خليفة ليس مرشحا لخلافة الحكم، ولكنه ابناه (علي وسلمان) يحتلان موقعين اساسيين: في السنوات الاخيرة فان الاخوين الشابين ايضا لولي العهد، ناصر وخالد، تقدما الى مواقع هامة – الامر الذي يمكنه أن يسمح في المستقبل بتغيير ولي العهد وفقا لقواعد الدستور.

في قطر، الامير تميم بن حمد (40 سنة) يحكم منذ 2013 وهو احد الحكام المستقرين في الخليج. منذ قيام الدولة، انتقل الحكم من الاب الى الابن، بالاقصاء في الغالب. ولكن حمد، الابن البكر لتميم، لا يزال ابن 12 سنة. ومع ذلك، فان جد تميم،  خليفة،  اقصى  عن الحكم  ابن عمه أحمد (الذي  بنفسه اقصى أباه علي)، وخلفاء الفرع  يرون أنفسهم يستحقون  الحكم. احدهم، عبدالله بن  علي، 63 سنة، حاول العمل على اقصاء الامير بدعم سعودي على خلفية الازمة التي اندلعت بين الدولتين مرة اخرى في 2017. اضافة الى ذلك، فان  سلطان بن سخيم،ابن وزير الخارجية القطري (في  الثمانينيات) الذي رأى نفسه مرشحا لخلافة الحكم، حاول هو ايضا العمل بدعم من السعودية. في هذه المرحلة يبدو أن الدعم لهما قليل  وشعبية تميم ليس  فقط لم تتضرر بل زادت على خلفية المقاطعة على قطر.

وفاة الملك سلمان في السعودية في وقت قريب لم يأتِ مفاجئا. إذ أنه منذ زمن بعيد والمملكة تستعد لليوم الذي يجتمع ملكها السابع، والاخير من ابناء مؤسسها، ابن سعود، بابائه. في هذه الاثناء، في اوساط العائلة توجد جيوب مقاومة لحكم ابنه، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي، وهو يسعى لقمعها. حتى الان  غطت الشرعية التي يتمتع بها الملك سلمان على ابنه، ولي العهد من الاثار المحتملة لخطوات موضع خلاف في الساحة الداخلية والدولية. ويحتمل ان من لم يتجرأ على الخروج ضده سيفعلون ذلك حين يتوجه. محمد بن سلمان سيواصل الحكم، وبالتأكيد في المدى القصير، بينما الى جانبه اخواه اللذان عينا في منصبين  اساسيين: عبدالعزيز (وزير الطاقة) وخالد (نائب وزير الدفاع). الاخير  قد يعين وليا للعهد مع تعيين محمد بن سلمان، او ان  يكون بديلا مقبولا في  “مجلس الاوصياء”، اذا ما وعندما تثور خلافات ومعارضات على تعيين  بن  سلمان  ملكا.  

بين  آليات البقاء للممالك يوجد توزيع المناصب الاساسية بين  ابناء العائلة الحاكمة. ولكن العائلات  تضم  امراء  كثيرين.  فمثلا  يقدر بان عدد الامراء في السعودية هو نحو 5  الاف، ناهيك عن  انهم ليسوا جميعا في  ذات المكانة.  واستقرار الحكم منوط بالتالي  بقدر كبير في  التضامن بينهم. اجماع واسع على ترتيب  الخلافة المستقبلية كفيل  بان يخلق استقرارا مثلما ان غيابه من شأنه ان يتسبب بتوترات ويعرض العائلة للخطر. رغم سيطرة الحكام المختلفين، تشكل العائلة مصدر الشرعية الاساس للحكم والتعلق بها، حتى وان لم تكن ملموسة دوما فانها تملي سياقات اتخاذ  القرارات. ومع ذلك، للمشاركة الواسعة للعائلة المالكة في الحكم  توجد نواقص: فالحاكم غير الراضي عن اداء ابن عائلته في منصب اساس لا  يمكنه دوما ان يقيله ان ينقله الى منصب آخر. فمن اجل اقالة نائب وزير الدفاع السعودي سيتعين على محمد بن سلمان أن يقيل اخاه،  وفي عُمان سيضطر السلطان الى اقالة اخيه كي يعين  وزير دفاع مكانه. سياقات الاقالة في هذه  الظروف، حكمها ان  تهز  العائلة والدولة.

ان الهوية المستقبلية للحكام العرب كانت دوما بؤرة اهتمام لدول  بعيدة وقريبة. ولصعود جيل اكثر شبابا  من  الزعماء في الخليج،  المحررين نسبيا من قيود الماضي،  كفيل  بان يكون  تأثير في الممالك نفسها: الجيل الشاب يشكل الاغلبية في سكان الخليج. وتظهر في اوساطه توقعات للانخراط المتسع في القرارات على مستقبل الدول. هذا لا يعني بالضرورة ان الزعماء الشباب سيفتحون الساحة السياسية امام مشاركة المواطنين.  وذلك لان “التجربة الديمقراطية” لا  تزال  تشخص  بقدر كبير،  حتى في اوساط المواطنين، مع سفك  الدماء والخراب الذي جاء مع الربيع العربي. ولا يزال، فان التوقع للمشاركة السياسية كفيل بان يزيد التوتر الاجتماعي الذي من اجل تبديده سيتخذ الزعماء اصلاحات حتى وان كانت رمزية ومحدودة.  وصعود جيل قيادة جديد في دول الخليج كفيل بان ينخرط في منظومة التفسيرات، بما فيها الخوف  من التطلعات الاقليمية لايران، الانفتاح المتزايد تجاه اسرائيل، الذي  سجل في السنوات الاخيرة، والاستعداد للتعاون معها – علنا ايضا، كما تشهد الاتفاقات التي تحققت  مؤخرا بين اسرائيل واتحاد الامارات. وسيساهم تعزيز  العلاقة مع اسرائيل في  نمو  قيادة تشجع آلية تغييرات في الشرق الاوسط ولكن فشله من شأنه ان يخلق رد فعل في دول الخليج المحافظة.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى