إسرائيل اليوم : ريحانيت “مدينة تخلق واقعا”، هذا هو المسار من “سيادة زاحفة” الى “سيادة عملية”

إسرائيل اليوم 31/12/2025، يوتام داشا: ريحانيت “مدينة تخلق واقعا”، هذا هو المسار من “سيادة زاحفة” الى “سيادة عملية”
إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية أقرت مؤخرا في الكابنت السياسي الأمني ستوقف التوسع الزاحف للقرى الفلسطينية من خلال البناء غير القانوني وتثبيت حقائق على الأرض والسيطرة المنهاجية للسلطة الفلسطينية على أراضي دولة في مناطق الضفة – عملية هي في نظر محافل سياسية وامنية تعد تهديدا استراتيجيا بعيد المدى.
“نحن دوما نعرف بان الجيش والاستيطان يسيران معا”، يقول لـ “إسرائيل اليوم” وزير المالية والوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش الذي يعرض إقامة المستوطنات كجزء من مفهوم امني واسع. “أينما يوجد استيطان يوجد جيش، واينما يوجد جيش يوجد أمن”.
على حد قوله، “عندما خرج الجيش الإسرائيلي من هنا قبل عشرين سنة ونيف، نشأت هنا عاصمة إرهاب المناطق. عندما ندخل الى هنا الاستيطان والجيش بكل القوة، وعلى نطاق واسع – فان حومش، سانور، غنيم وكديم، قيادة لواء منشه وقيادات الكتائب – هكذا نقمع الإرهاب ونعيد الامن لدولة إسرائيل.
في اطار هذا القرار تبرز على نحو خاص مدينتان جديدتان: ريحانيت وروش هعاين الشرقية. هاتان مخططتان لان تقوما بالضبط في نقاط الاحتكاك – امام قرية برطعة التي توجد أراضيها في قسم منها في الضفة والتي جيرانها في متسبيه ايلان وحريش يعانون منذ سنين من ظواهر اطلاق النار في الهواء، الاخلال بالنظام بل ورشق الحجارة نحوهم من جانب أهالي القرية؛ وامام ثلاثة قرى فلسطينية شرقي روش هعاين، التي وسعت أراضيها في السنوات الأخيرة ببناء غير قانوني.
يشدد سموتريتش على أن هذه ليست فقط خطوة إقليمية: هذا ليس أمن شمال الضفة – هنا يوجد أمن العفولة، حريش، الخضيرة، دولة إسرائيل”.
موطيء قدم في المجال
لقد بدأت إقامة مدينة ريحانيت بعامة كخطوة لكبح التوسع الفلسطيني في المجال، بواسطة “مزرعة افيا” – مزرعة اقامتها في آب 2021 عائلة فحيما وكانت احدى نقاط السيطرة الأولى في المجال.
“عرفنا منذ البداية باننا نبدأ كمزرعة، لكن ان ينمو هذا أيضا الى شيء ما اكبر”، تروي رحيلي رحيمه لـ “إسرائيل اليوم”. “لم نفكر بان هذا سيكون مدينة حقا لكن واضح لي ان مجرد حقيقة أن المزرعة دقت نقطة يهودية في الخريطة كانت موطيء قدم في المجال. “في السنة الأولى كان فحص حدود من جانب سكان القرى المجاورة. أحيانا كان هذا الوصول حقا الى أراضي المزرعة، لرؤية ماذا يحصل، أحيانا كان هذا الوصول الى أراضي الرعي. هذه الاعمال توقفت. القرية سيطرت بشكل جدي على أراضي دولة واقامت حيا كاملا لبناء غير قانوني. ومنذ أن وجدت المزرعة نجحنا في كبح هذا التقدم”. من ناحية سموتريتش فان المزارع هي مرحلة وسطى فقط. “مزرعة تستولي على ارض، لكن مدينة تخلق واقعا. هي تجلب بنى تحتية، طرق، مؤسسات عامة وتواجد مدني وعسكري دائم. هذا ما يثبت الأرض”، يشدد ويشير الى أن الحكومة تعمل على استثمارات كبرى في البنى التحتية وفي الامن وان الخطوة لا تتلخص بقرارات تخطيطية: “نحن لا نتحدث عن تصريحات – نحن نبني بالفعل. من يحوز الأرض يتحكم بها”. هكذا، في شمال الضفة، مزارع أقيمت لاجل كبح التقدم تصبح مدنا، نقاط حيازة مؤقتة تصبح حقائق دائمة وخطوات مدنية تخلق واقعا امنيا جديدا. في نظر أصحاب القرار هذا هو المسار من سيادة زاحفة الى سيادة عملية.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook



