أقلام وأراء

اللواء ركن عرابي كلوب: الذكرى الحادية والستون لانطلاقة حركة “فتح” ( 1965–2026 )

اللواء ركن عرابي كلوب 31-12-2025: الذكرى الحادية والستون لانطلاقة حركة “فتح” ( 1965–2026 )

منذ انطلاقة حركة فتح في الفاتح من يناير عام 1965، واجهت التحديات منذ اللحظة الأولى لأنها كانت تدك عهود الظلم والتيه بسواعد الثوار الذين زادتهم الأيام والمحن وإصراراً وعناداً وقوة.

يومها قال المشككون إنها لن تستمر طويلاً وهي تابعة لحلف كذا وكذا ، ومضت الأيام والشهور والسنين وسقط عشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الأسرى والجرحى واستمرت حركة فتح بعنفوانها.

ستون عاماً مضت منذ الانطلاقة وحتى الآن ، وما زالت حركة فتح هي العمود الفقري للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير ، لقد كان من أهم إنجازات الانطلاقة هو إنهاء الوصاية والهيمنة والتبعية العربية على الشعب الفلسطيني .

حركة فتح هي الأمينة على القضية الوطنية ، وقد ساهمت بشكل مباشر في صياغة مسار القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والدولي ، بالرغم من تزايد التعقيدات السياسية والانقسامات في الساحة الفلسطينية .

ستون عاماً مضت ومشوار طويل من التضحية والفداء والدبلوماسية والعمل الجاد لأجل ترسيخ كيان دولتنا الفلسطينية , وتبقى حركة فتح هي معول بناء الوطن والإنسان ، ثورة انطلقت من رحم الشعب لن تكون إلا حانية عليه

إن المرحلة التي تعيشها حركة فتح حالياً هي مرحلة حساسة جداً تتطلب منا إحساساً عالياً بالمسؤولية الوطنية والوقوف سوياً أمام التحديات الخطرة التي تواجهنا داخلياً وخارجياً ، وينبغي أن ندرك بأن تجسيد وحدتنا والجدية والمثابرة وتحمل المسؤولية بكل أمانة ، سوف يسجل في مشهد مستقبل أجيال قادمة ، فالمؤامرة مستمرة للنيل من مشروعنا الوطني وتفكيك النسيج الاجتماعي ، والواقع يشهد على تلك المخاطر والتعقيدات بهذه المرحلة ومحاولة خلق حالة الفوضى والنيل من مؤسساتنا والمساس بالشرعية الوطنية الفلسطينية ، وعلى حركة فتح إصلاح الهيكل التنظيمي والقيادي وعقد المؤتمر الثامن للحركة في أقرب وقت

إن حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف وسقط خلالها عشرات الآلاف من الشهداء ، ومئات الآلاف من الجرحى والمفقودين والأسرى ، ما هي إلا حلقة من حلقات تصفية قضيتنا الفلسطينية، والمساهمة في تهجير شعبنا من أرضه والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس ، وإنشاء المستوطنات ، لذا يجب علينا في هذه الذكرى أن نكون أكثر تماسكاً.

ستون عاماً مضت وفتح تكبر ولا تشيخ ، ومشوار من التضحية والفداء والدبلوماسية يتواصل بكل زخم ، لنيل مزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية .

بالرغم من الألم والجراح سوف تظل حركة فتح هي معول بناء الوطن والإنسان ، حيث أنها حامية مشروعنا الوطني الفلسطيني .

فتح هي أول الرصاص وأول الحجارة ، وأم الجماهير ، فتح إذا قالت فعلت ، ومن هنا لا أمن ولا استقرار ولا سلام في الشرق الأوسط دون أن يحصل شعبنا الفلسطيني على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

لقد اعترفت حوالي (159 ) دولة من دول العالم بالدولة الفلسطينية ، ومطلوب من تلك الدول تفعيل هذا الاعتراف بالواقع العملي والفعلي والضغط على الإدارة الأمريكية وإسرائيل من اجل ذلك.

إن العنف والحروب في الشرق الأوسط ، سوف تتوقف وتنزع مبرراتها عندما يمنح شعبنا الفلسطيني حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

عاشت حركة فتح ، وعاشت الذكرى.

الرحمة للشهداء الأكرم منا جميعاً.

الحرية للأسرى القابعين خلف قضبان السجان.

الشفاء العاجل للجرحى الميامين.

وثورة حتى النصر.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى