ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: آلة صياغة الوعي من جحر قيادة مفزوعة

إسرائيل اليوم 24/12/2025، اللواء احتياط عاموس ملكا: آلة صياغة الوعي من جحر قيادة مفزوعة

 إطلعنا هذا الأسبوع على جملة استثنائية من الانباء عن نشاط مكتب رئيس الوزراء و “آلة الوعي” لديه، وكل هذا في الاسبوع الذي تقرر فيه الحكومة إقامة لجنة طمس سياسية للتحقيق في احداث 7 أكتوبر، ما سبقها وما جاء في اعقابها.

وكشف رونين بيرغمان في “يديعوت احرونوت” طريقة عمل “الالة”؛ وكشف افيشاي غرينسايغ في i24 مراسلات ايلي فيلدشتاين مع يونتان اوريخ وإسرائيل آينهورن والتي تشهد على الطريقة والمشاركين؛ وكانت الذروة في مقابلة عُمري اسنهايم مع فيلدشتاين في “كان 11”. والى هذا اضيف قول نفتالي بينيت بان هذه خيانة.

يفترض بهذا ان يقض مضاجع كل مواطن في الدولة؛ لكن مفزعة أكثر هي الحاجة لاستئناف تحقيق امني جنائي ثاقب من الشرطة والشباك الذين لم يجتهدوا حتى الان للتحقيق في كل “سلسلة القيمة” في قضية قطر غيت والتسريبات لصحيفة “بيلد”. لعله الان بات مفهوما اكثر لماذا سارع نتنياهو لان ينحي روني بار. فهل خاف من أن يصل الشباك في تحقيقاته اليه؟

في مقابلة مع فيلدشتاين سمعنا قولا صادما عن “اللقاء السري” في الكريا. وظاهرا اطلع تساحي بريفرمان، رئيس طاقم نتنياهو على معلومات داخلية عن تحقيق سري في دائرة امن المعلومات في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك أسماء الخاضعين للتحقيق. فكيف؟ هل تسلل مكتب نتنياهو الى غرف التحقيقات السرية في الجيش أيضا.

وفي سياق ذلك سمعنا ان بريفرمان خاف من أن يصل الفحص الى مكتب رئيس الوزراء وراجع فيلدشتاين متسائلا “هل هذا يرتبط بك؟ بنا؟”. هذه الجملة بحد ذاتها تستوجب تحقيقا فوريا، إذ انه كان لبريفرمان اغلب الظن سببا لهذا التخوف والا لماذا هو قلق لدرجة لقاء عاجل في موقف السيارات بلا أجهزة هاتف. هل يحتمل ان يكون هو نفسه عرف بـ “طريقة التفعيل” لفيلدشتاين التي من شأنها أن تخلق مشكلة للمكتب؟

 التركيز: كيف يفلت من المسؤولية

وبخصوص نتنياهو نفسه سمعنا قولا واضحا عن كونه “مفزوعا” وعن “المهمة العليا التي كلف بها فيلدشتاين ظاهرا: “ابعاد موضوع المسؤولية عن الإخفاق عن جدول الاعمال الجماهيري”.

كل مواطن يحلل سلسلة اعمال رئيس الوزراء ومبعوثيه يفهم اليوم على ماذا يفكر رئيس الوزراء – ليس على إدارة معركة استراتيجية، استغلال فرص سياسية منذ مراحل الحرب الأولى، او كيف يحرر المخطوفين بسرعة. تركيزه هو على كيف التهرب من المسؤولية، والقائها على كل المستويات الأمنية، تشويه صورة الوضع الحقيقية وتبييض عمل مستشاريه مع قطر، المؤيدة والممولة لحماس، بفعل يقترب من الخيانة.

فقط لجنة تحقيق رسمية الى جانب تحقيق من الشرطة والشباك يمكنها ان تصل الى الحقيقة التي يحاول نتنياهو اخفاءها. تحقيق جنائي يفترض أن يكمل التحقيق مع مستشاريه بل ومعه، بريفرمان و “الشخص الثالث” الذي بزعم فيلدشتاين كان في موقف سيارات الكريا، تسريب التحقيق لبريفرمان والاشتباه بتشويشه.

لجنة تحقيق رسمية وليس أي مسخ هاذٍ ستحقق بكل ما أدى الى 7 أكتوبر وما تلاها، لكن أيضا آلة الرسائل القطرية التي عملت ظاهرا من مكتب رئيس الوزراء. عمليا، “النصر المطلق” هنا هو البقاء والهروب من المسؤولية – وكل الوسائل مشروعه لهذا الغرض.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى