هآرتس: قتل العرب في اسرائيل هو قانوني، الليبراليون اليهود لا يكترثون بذلك حقا

هآرتس – روغل الفر – 22/12/2025 قتل العرب في اسرائيل هو قانوني، الليبراليون اليهود لا يكترثون بذلك حقا
رغم ان مشروع القانون الذي يجعل قتل العرب في اسرائيل امر قانوني، ليس ضمن حزمة التشريعات الفاشية التي يدفع بها قدما الائتلاف الحاكم في الكنيست في هذا الاسبوع، ولكنه في الواقع غير ضروري، فان قتل العرب في اسرائيل هو أمر قانوني. وقد وصل عدد القتلى في اسرائيل في هذه السنة الى رقم قياسي هو 302 قتيل، وكان الرقم القياسي السابق سجل (انجاز بلا شك بالنسبة للحكومة) في فترة تولي ايتمار بن غفير منصب وزير الشرطة في 2023.
عدد القتلى العرب في هذه السنة في اسرائيل وصل الى 244 قتيل، بعد قتل أب وابنه في الناصر في يوم السبت الماضي. ولكن فقط 15 في المئة من اعمال القتل تم تفكيكها. من اجل المقارنة فان نسبة تفكيك جرائم القتل في المجتمع اليهودي في هذه السنة هي 60 في المئة. وعندما لا يتم تطبيق القانون فانه يصبح حبر على ورق وبلا اهمية. ومع نسبة تفكيك لا تتجاوز 15 في المئة فان القانون يحظر قتل العرب في اسرائيل لا يطبق في معظم الحالات، حيث لا يوجد رادع. يعرف العرب الذين يقتلون العرب، بدرجة يقين عالية (85 في المئة من اليقين هي نسبة مرتفعة) أنه لن يتم معاقبتهم أو اعتقالهم أو الحكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة أو دفع ثمن جريمتهم. في الواقع، في ظل غياب تطبيق القانون والعقاب فانه يصعب وصف قتل العرب في اسرائيل بـ “الجريمة”. في هذا المجال تسود الفوضى. وفي ظل الفوضى فان أي شخص يفعل ما يشاء. لا يوجد ما يسمى “جريمة”.
القتل المتفشي في المجتمع العربي لا يتم الشعور به في التجمعات السكانية الليبرالية، ولا تتم مناقشة هذه الجرائم بقلق على مائدة ايام السبت. الليبراليون في اسرائيل يندبون هجرة الادمغة الليبرالية الاخرى من الدولة، الفاشية والتحول الديني، ويصابون بالصدمة من معاناة سكان غزة، لكنهم لا يكترثون بمعاناة اخوانهم العرب الاسرائيليين في الجليل وفي المثلث. من بين الـ 20 سؤال المتعلقة بالتحدث عن العقارات في جزر اليونان، لا يذرفون الدموع على قتل العرب هنا بنطاق واسع. ما يهمهم هو ضمان تصويت العرب في الانتخابات القادمة (اذا حدثت يجب ان لا ننسى بان حرب اخرى مع حزب الله أو ايران باتت محتمة في الاشهر القادمة)، ولكن هم فقط يحتاجون الى اصوات العرب من اجل اسقاط حكم نتنياهو.
الانتخابات ليست على خفض نسبة قتل العرب في اسرائيل. ان أي ليبرالي لن يقرر لمن سيصوت طبقا للوعود باستئصال الجريمة في المجتمع العربي. لا يوجد لليبراليين اليهود اصدقاء عرب قتلوا، أو من ابناء عائلاتهم. هذا لا يضرهم شخصيا ولا يزعجهم بشكل يومي الا على المستوى التصريحي.
في 2022، في فترة حكومة التغيير، عندما كان عومر بارليف وزير الشرطة انخفض عدد جرائم القتل في اسرائيل الى النصف تقريبا، 149 جريمة. أما بن غفير فقد ضاعف عدد القتلى في البلاد. ظاهريا هو فشل في مهمته التي يتم تعريفها بانها الاهتمام بالامن القومي. في الواقع القصد من “الامن الوطني” هنا هو أمن اليهود. انظروا الى قانون القومية. القومي في اسرائيل هو اليهودي. لم يقتل الا 58 يهودي في اسرائيل في هذه السنة، وتم تفكيك 60 في المئة من هذه الجرائم. الخلاصة: نجاح باهر في الحفاظ على الامن القومي.
الـ 244 قتيل عربي هم ايضا دليل على الحفاظ الناجح على الامن القومي. نظرية الامن القومي لاسرائيل تقول بان العربي الجيد هو العربي الميت. هذا لم يتغير منذ كررت هذه المقولة عندما كنت طفل صغير. العرب يعرفون انه لا توجد عقوبة على قتلهم، وأن قتلتهم سيبقون احرار وان حياتهم لا اهمية لها. ويرون كيف يصد الليبراليون اليهود المستوطنين العنيفين في مسافر يطا باجسادهم، لكنهم لا يخاطرون بانفسهم للدفاع عن اخوتهم من مواطني اسرائيل.



