ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: حماس تنهض برعاية الجمود

يديعوت احرونوت – يوآف زيتون – 22/12/2025 حماس تنهض برعاية الجمود

انتقدت أوساط في الجيش الإسرائيلي القوة التي قصفت يوم الجمعة الماضي مدرسة في حي الدرج التفاح، بعد أن تبين في التحقيق الاولي انه لم يصدر لذلك الاذن اللازم من قائد المنطقة او رئيس الأركان – كون الهدف تحدد كـ “عثور حساس”. بالمقابل ادعت القوة بانها شخصت مواقع رصد مشبوهة من المجال القريب من الحدود مع إسرائيل في شمال القطاع. كنتيجة للهجوم احترق المبنى ومعه بعض من سكانه وهم على قيد الحياة. لم تنقضي بضع ساعات على الحدث وفي الولايات المتحدة انتشرت صورة عن الذكاء الاصطناعي الخيالي عن إدارة ترامب تشبه التدمير الدامي لغزة بمشهد مستقبلي مع أبراج فاخرة، مطار جديد وفنادق. 

الفجوة الهائلة بين التطلعات الطموحة للإدارة الامريكية لمستقبل غزة تصطدم كل يوم بالواقع المتفجر على الأرض والآخذ في التجمد، واساسا مع لامبالاة باردة من جانب حماس ونتنياهو للتقدم الى المرحلة الثانية التي ستلزم الطرفين بتنازلات. إسرائيل ستكون ملزمة بمنح سلسلة تسهيلات لمليوني غزي، مثل ادخال مواد ذات استخدام متعدد، بينها الباطون، الاسمنت والحديد لغرض اعمار حقيقي للقطاع، فتح معبر رفح في الاتجاهين وانسحاب إضافي للجيش الإسرائيلي الى مقربة من السياج الحدودي. حماس من جهتها ستكون مطالبة بان تتنازل عن الحكم في القطاع، لأول مرة منذ استولت عليه بقوة الذراع في العام 2007 – ولكن فوق كل شيء ستكون مطالبة بان تتنازل عن السلاح الكثير لديها واساسا عن الذخر المركزي – قواعد إرهاب كبيرة ومتفرعة تحت الأرض، على مدى كيلومترات عديدة لم يكتشفها الجيش الإسرائيلي بعد. بعضها حتى لا يزال موجودا في جانب الجيش الإسرائيلي من الخط الأصفر، رغم التقارير العسكرية المتفائلة، والتي لم يجد ولم يدمرها جميعها.

النار فقط عند الخطر الفوري

في هذه الاثناء على الأرض فان مقاتلي الاحتياط الذين يمتدون على الخط الأصفر يبلغون عن واقع تجريدي: فهم يلاحظون كل يوم نشطاء حماس مسلحين في عمق المنطقة لكنه لا يسمح لهم باطلاق النار عليهم. “نسمع في الاخبار فقط عن القلائل الذين يجتازون الخط الأصفر، وهناك أيضا توجد غير قليل من القيود رغم أنهم يحاولون خلق صورة نار حرة تجاه المشبوهين: القوات على الأرض، مثل المشاة ورجال المدرعات، لا يسمح لهم باطلاق النار الا اذا كان خطر فوري وتسلل متواصل بعد أن نكون اطلقنا نار الابعاد للتحذير، واذا كان هناك نار فتاكة نحو المجتازين فانها تنفذ أساسا من سلاح الجو، لضمان الدقة”، هكذا يصف احد الضباط الذي ينفذ الان خط انشغال عملياتي في القطاع. 

عن الحالة في الدرج التفاح في الأسبوع الماضي مثل النار التي اثارت عاصفة قبل عدة اشهر على المستشفى في خانيونس، تقول مصادر في الجيش الإسرائيلي ان هذا ثمن الجمود المتواصل في الوضع، الذي يغطي سلوك القوات ويقيدها في ارض العدو: “هذه الاحداث تصل حتى واشنطن والدوحة مع توثيقات قاسية حتى ترامب يندد بها بنفسه أحيانا، وهي تقلص ما تبقى لنا من شرعية قبيل المرحلة الثانية والمصاعب التي بانتظارنا”. وحسب تلك المصادر، فان لصمت حماس النسبي عن التصفية البارزة قبل تسعة أيام للرقم 2 في المنظمة، رائد سعد، لا ينبغي أن تعزى مؤشرات إيجابية: “احد لن يقع عن كرسيه اذا ما ثأروا بل سينظرون فقط بصبر ضعفا عملياتيا محليا عندنا كي يقنصوا او يفجروا ساحة محاذية لقوة من الجيش الإسرائيلي. في حماس يعرفون أيضا باننا جاهزون للرد بقوة على ردهم ولهذا فهم يكبحون جماح انفسهم حاليا”. 

مماطلة 

مصادر مطلعة على محادثات التخطيط للطواقم الأجنبية في القيادة الامريكية في كريات جات تصف إحساس مماطلة من جانب إسرائيل وحماس. ضباط الجيش الإسرائيلي هم شركاء كاملون في التخطيطات التي تتبلور في القيادة، من اخلاء اكوام انقاض المباني وحتى الخطط الهيكلية الكاملة لاقامة احياء فلسطينية جديدة، بداية في الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر. هكذا مثلا بدأت مداولات ليس فقط على الشركات التي ستعمل، على ما يبدو على حساب دافع الضرائب الإسرائيلي، على اخلاء كميات القمامة الهائلة من القطاع بل أيضا على اخلاء القنابل الكثيرة التي خلفها الجيش الإسرائيلي في المنطقة الواسعة، على ما يبدو من قبل شركة أمريكية مختصة بذلك.

بالتوازي لا تبدي حماس بوادر خطة لنزع سلاحها حتى ولو رمزيا امام عيون الكاميرات. بل ان المنظمة تعرقل جولة استئناف التفتيشات عن الضحية المخطوف الأخير ران غوئيلي والذي كان يفترض أن تتم هذه الأيام مع صفو حالة الجو. حقيقة أن الغالبية الساحقة من المخطوفين، واساسا الاحياء منهم باتوا في الديار، خفف الضغط الشديد على الطرفين للتنازل والتقدم الى مستقبل غزي بلا حماس. 

محافل استخبارات في إسرائيل يلاحظون ان مسؤولي منظمة الإرهاب يتصرفون كمطلوبين ويديرون حماس من الانفاق، بينما المستويات الأصغر يعملون فوق الأرض، ولكن تحت غطاء مدني وفي مهام داخلية اكثر. في كل أسبوع يضاف المزيد فالمزيد من حواجز حماس في ارجاء المناطق الواسعة التي تحت سيطرة حماس من جباليا وحتى أجزاء من رفح؛ شرطة حماس يجرون الدوريات على أساس يومي لاظهار الحوكمة بل ان اقساما في البلدات في القطاع تعود للعمل، رغم الاضرار الهائلة للبنى التحتية التي خلفتها الحرب. 

“حماس تحكم بالفعل”

كما أن حماس بدأت تضخ أموالا كثيرة لعشرات حتى مئات الاف الشواكل كل يوم لصندوق المالية المنتعش لديها بسبب المساعدات الإنسانية المتزايدة التي تسمح إسرائيل بادخالها الى القطاع كل يوم – بحجم 4.200 شاحنة في الأسبوع بين 600 – 800 في كل يوم بعضها من القطاع الخاص. يدور الحديث عن بضائع واغذية تستغل حماس التجارة الخاصة بها كي تفرض الضريبة عليها وهكذا تجبي المال من الجمهور. “هذه فترة جيدة لحماس التي لا تسارع الى أي مكان. هي تستثمر بالسكان، تفعل مدراء اقسام في البلديات في صالح اخلاء القمامة والانقاض وتقديم الخدمات للمواطن وان كان بالحد الأدنى. اما السكان من جانبهم فمشغولون بأنفسهم وبمصاعب الشتاء. صعب على حماس التعاظم عسكريا وهي لن تعود ابدا الى القوة التي كانت لها في 7 أكتوبر، لكن الان أيضا تحاول أن تهرب السلاح، ولا تتنازل عن كونها منظمة إرهاب. كل محافل الحكم المدنية، الوزارات الحكومية، الموظفين، المعلمين، الأطباء، عاملي البلديات – كلهم حماس في غزة ولا يوجد واقع معروف آخر”، على حد وصف محافل الامن، “حماس يمكنها ان تتنازل عن لجنة سلطوية “تكنوقراطية” تأخذ من يديها بالتدريج الحكم المدنية على غزة وتعمل تحت قيادة مجلس السلام الدولي إياه. لكن واضح منذ الان بان اعضاء هذه اللجنة سيكونون من حماس ومن السلطة الفلسطينية أو ممن يتماثلون مع كليهما وبالتالي لم يعد يهم كيف تسوق هذه الفكرة. احد لن يسقط عن كرسيه اذا كانت لجان الحكم هذه ومجلس السلام مسرحيات لارضاء ترامب فيما بالفعل ستواصل محافل حماس الحكم في القطاع بالفعل. 

في الجيش يشخصون كم هي السيطرة المطلقة لحماس على السكان في قطاع غزة على مدى عقد ونصف تجديها الان. فهؤلاء ليس فقط لا يتمردون عليها رغم الخراب الذي وقع بهم بسبب اجتياح حماس الاجرامي لإسرائيل، بل وحتى عن 300 الف خيمة ادخلتها إسرائيل للنازحين في القطاع، بسبب الشتاء، وسيطر نشطاء حماس عليها ويوزعونها على المواطنين. في حماس ايضا بدأوا يقيمون روضات ومدارس عشوائية والسماح بمناسبات عائلية كالاعراس في ظل وقف النار مع إسرائيل. “لا تنقص ماء في غزة وبالتأكيد لا ينقص غذاء، كما يوجد ما يكفي من الوقود والكهرباء التي تضخ بعد أن اصلحت الخطوط في الاسابيع الأخيرة”، كما يصفون في جهاز الامن. “واضح منذ الان انه اذا ما كانت قوة استقرار اجنبية، فانها لن تعمل الا من الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر ولن تدخل للصدام مع حماس”. 

بالنسبة للحدث في الدرج عقب الناطق العسكري الاسرائيلي: “في اثناء نشاط عملياتي لقوات الجيش الإسرائيلي لترسيم الخط الأصفر لوحظ عدد من المشبوهين. شعرت القوات بتهديد وبعد تنفيذ نار للابعاد، نفذت نار بهدف إزالة التهديد. الحدث يوجد قيد التحقيق ودروسه ستستخلص. الجيش يأسف على كل إصابة لغير مشاركين ويعمل قدر الإمكان على تقليص الإصابة لهم.



مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى